عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-13-2011, 12:16 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي الخوف من الذنوب ولو بعد التوبة


الخوف من الذنوب ولو بعد التوبة

ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه وإن تاب منها وبكى عليها،
وإني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة،
وكأنهم قد قطعوا على ذلك، وهذا أمر غائب،
ثم لو غُفِرَت بقي الخجل من فعلها.
ويؤيِّد الخوف بعد التوبة أنه في الصحاح:
أن الناس يأتون إلى آدم-عليه السلام-،
فيقولون: اشفع لنا فيقول: ذنبي. وإلى نوح-عليه السلام-،
فيقول: ذنبي. وإلى إبراهيم، وإلى موسى،
وإلى عيسى-صلوات الله وسلامه عليهم.
فهؤلاء إذا اعتبرت ذنوبهم لم يكن أكثرها ذنوبًا حقيقة،
ثم إن كانت؛ فقد تابوا منها واعتذروا، وهم بعد على خوف منها.
ثم إن الخجل بعد قبول التوبة لا يرتفع،
وما أحسن ما قال الفضيل بن عياض- رحمه الله-:
"واسوأتاه منك وإن عفوت".
فأفٍّ والله لمختار الذنوب ومؤثر لذة لحظة تبقى حسرة
لا تزول عن قلب المؤمن وإن غُفِر له.
فالحذر الحذر من كل ما يوجب خجلًا، وهذا أمر قلَّ أن ينظر فيه تائب أو زاهد؛
لأنه يرى أن العفو قد غمر الذنب بالتوبة الصادقة،
وما ذكرته يوجب دوام الحذر والخجل.



المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي-رحمه الله-

رد مع اقتباس