بيوت مطمئنة - الحلقة الخامسة
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
5 - شكراً عمي
قصة غريبة , وعجيبة , وحادثة فريدة من نوعها ،
هي قصة فتاة بلا مبالغة تملك الملايين من الأرصدة في البنوك
فضلا عن العقارات والأسهم ،
قبل أن أذكر لكم هذه القصة , نحب أن نتفق على نقطه معينة ,
وهي أن المال فتنة وأي فتنة ، كل شيء نستطيع مقاومته ,
إلا بريق الخمسمائة ريال ومئات الآلاف
دعونا من المجاملة , ومن المجادلة ,
فكم من عم ظالم لبنات وأولاد أخيه المتوفى ؟
و كم من أخ أخذ أموال أخواته , وإخوانه الصغار دون وجه حق
بل أخذ أموال أبيه وحجر عليه وأبعده وأخذ وكالة عامة ,
ثم استولى على جميع المال بحجة أنه هو الذي يتصرف ،
وأنه هو الأكبر الذي يعرف ماذا يفعل وماذا يقدم ,
و أن لا أحد له سلطة عليه ؟
لكن تبقى محاكمنا مليئة بالمشاهد المؤسفة من هذا النوع ,
والأدهى والأمر أنه يعيش أصحاب الحق وأصحاب المال في الضنك ,
والفقر , والحاجة , محرومين من أموالهم ومستحقاتهم المالية ,
هذة القصة وإن كانت بدايتها مؤسفة ومحزنة ؛
لكن نهايتها مشرفة ومفرحة
هذهالقصة لأخت أسمت نفسها فاقدة أبوها ,
تقول هذه الأخت :
توفي والدي وأخوييا , في حادث سيارة قبل فترة ,
وكان عمري آنذاك ثمانية عشر سنة ,
اما الأن فأصبح عمري إحدى وعشرون سنة , في ثاني جامعة ,
تكمل :
ترك لي أبي ست عمائر , فيها أربع وثلاثون شقة ,
وبيت ملك قصر ستة ألاف متر , هذا غير الأسهم , غير الأراضي ,
غير النقود التي في البنوك , رحم الله والدي وإخواني
ويجمعني بهم في جنات النعيم
تقول هذه الأخت :
أمي تريد أن تزوجني ولد خالتي ,
وعمي الكبير أخو أبي يريد أن يزوجني من ولده الوحيد
كل هذا الكلام , وهذا الخلاف , وهذا النقاش , لأجل الثروة والمال ,
كما يقولون حتى لا تذهب عند رجل غريب ,
المشكلة أنهم غير ملتزمين وليسوا كفؤا لي ,
وأنا لا أريدهم أصلا من البداية
أنا لا أريد إلا الرجل الطيب ولو كان فقيرا ,
لقد تقدم لي من قبل سنة شاب حافظً للقرآن , و كان يحضر الدكتوراه ,
ووضعه المادي متواضع ، ولكن رفضت أمي ,
ورفض عمي الكبير نهائياً , تدخل عمي الصغير ووقف معي
بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,
وقال للشاب :
أمهلنا أسبوعا فقط وسنرد عليك ,
تكمل الاخت قولها :
أن عمي الصغير بذل الجهد مع عمي الكبير ,
فاشترط أن يتنازل عمي الصغير لعمي الكبير عن جميع الميراث ,
وأنتم تعلمون أن البنت الآن تأخذ النصف
والباقي سيذهب بعد نصيب أمها
إلى الأعمام بالعصبة و يورثون الباقي
قال العم الكبير:
لك أن تزوجها لهذا الشاب وتتنازل عن نصيبك
قال العم الأصغر :
ليس عندي مانع ، أتنازل عنه ,
وكان المبلغ سبحان الله قرابة تسعة ملايين ريال ،
اشترط أن يتنازل له عنه , مقابل أن يوافق على الزواج من هذا الرجل ,
الفقير, والذي ليس مؤهلاً أن يقترن بهذه الفتاة الثرية , الغنية ,
وفعلاً هذا العم استطاع أن يقنع أمي بالزواج وحصل ذلك ,
وتقدم الشاب وتمت الموافقة , ومن ثم الزواج .
تقول هذه الأخت :
كل ما أريدة أن أشكر عمي على وقفته معي في سعادتي ,
وأن اختار لي الزوج المناسب , متنازلا عن حقه
وقسمته من ميراث والدي
قبل أن أطرح سؤالي عليكم أفيدكم أن عمي الصغير
يملك الآن ضعف ما يملكه والدي رحمه الله ,
وعنده أربعة أولاد صغار السن ,
أسـأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأوفاه ,
وهذه نهاية كل من يقدم للناس خيرا , وكل من ينفع الناس ,
وكل من يصبر ويحتسب الأجر من الله
لماذا لا يهتم الأعمام
ببنات إخوانهم إذا مات إخوانهم ؟
لماذا لا يعاملونهن مثلما يعاملون بناتهم ؟
فشتان بين عمٍ وعم ,
وقد جمعهم رحم واحد مع والدي رحمه الله
هذه قصة غريبة , عجيبة لا تعليق عليها إلا كما قالت الأخت ،
أن نتوجه بالشكر الجزيل لهذا العم الفاضل على نصرته للحق ,
وهنيئا له دعوات بنية أخيه له بالعوض والتوفيق ,
فأقول لهذا العم ولكل عم وقف بجانب مثل هؤلاء الفتيات
بأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا
|