من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
بيوت مطمئنة
6 - اليد المقطوعة
الزواج حلم جميل يداعب أفكار كل فتاة ,
بل كم تسلط التفكير في هذا الزواج على انفعالاتها , ونظراتها المستقبلية ,
كلنا نؤمن بأن همّ كل فتاة وأمنية كل بنت في الزوج القادم
على جناح السرعة , ينقلها من بيت أبيها إلى مملكة السعادة ,
مملكة الهنـــاء, فهي الملكة ، الآمرة والناهية في هذا البيت
الزواج تفاصيل وأحاديث لا تنتهي , وأمنيات غالية لا حد لها ولا غاية ,
قد لا أكون مبالغا أن نسبة 90% وأكثر من قصص الفتيات كلها
تدور حول الزواج ، مرحلة الثانوية , والجامعات , والكليات ,
حتى الطبيبات و الموظفات , أغلب أحاديثهم عن الزوج
فارس الأحلام المنتظر لمن لم تتزوج ,
وكذلك فارس الأحلام الحالي لمن تزوجت.
هذه القصة ، هي قصة فتاة تحلم بالزواج لكنها مترددة
فلماذا.. ؟؟
تحلم , وترجو , وتأمل أن تكون أُما , وصاحبة بيت
لكنها خائفة فما السبب ..؟؟
فتقول في رسالتها التي خطتها بيدها اليسرى ،
نعم أعيدها بيدها اليسرى وليست اليمنى!!
وستعرفون سبب ذلك.
تقول :
أنا فتاة أبلغ من العمر تسعة عشر عاما , أحفظ القرآن كاملاً ,
ويقال أنت جميلة , وأنا حديث العائلة , ولكن الكل يعطف ويحن علي ,
نعم يرحمني , ينظر إلي بعين الرحمة والعطف ,
مع إنني متميزة في كل شيء إلا شيئًا واحدًا حرمنيه الله عز وجل ,
قد تتساءلون
ما هذا الشيء الذي يبعد الناس عني مع جمالي الأخاذ ؟
ماهذا الأمر الذي يجعلني أموت كل يوم ألف مرة ؟
إذا ذهبت إلى دار التحفيظ ما أسرع أن أخرج وبسرعة حتى تركتها ,
لا أذهب إلى المناسبات العائلية مهما كلف الأمر ,
منعا للإحراج , نعم كي لا أحرج أمي وكذلك أهلي
أنا فتاة مقطوعة اليد اليمنى ؛ بسبب حادث سيارة وأنا صغيرة ,
كم أشعر بالحرج إذا مدت عماتي , وبنات أعمامي , وصديقاتي ,
أيديهن بالسلام علي مع أنني أحمل وجها مشرقا بالجمال والنظارة ,
فضلا عن اكتمال ما يطلبه الرجال في زوجاتهم ,
يا الله لقد تقطع قلبي من البكاء بالأمس وأنا أرفع يدي إلى الله
وأسأله في الثلث الأخير من الليل بيد واحدة والثانية مقطوعة ,
كم أتأمل يدي المبتورة وأنا أدعو ربي في صلاة الليل ,
ولولا أن أعتدي في الدعاء ؛ لدعوت ربي أن يعطيني يداً كاملة ,
أنا راضية بقضاء الله وقدره , لكن فلانة مقطوعة اليد ,
أكون صريحة نوف العضباء يا الله !
كم هذه الكلمة قاسية لكنها هي الحقيقة
تقدم لي ابن عمي وهو دكتور في الجامعة يريد الزواج مني
بعد وفاة زوجته , شعرت أنه يرحمني فقط , يريد أن يحتسب الأجر فيّ
اتصلت به
فقال :
أنت مريضة نفسيا ، أعطيتي الأمر أكثر مما يستحقه ,
حتى أنه وعدني بتركيب يد صناعية , وأنه سيعاملني مثل أي زوجة
وليست معاملة معاقة ,
ولكنني أتسائل
هل أتزوج ؟
هل على بركة الله أدخل في هذا العالم ؟
أم أني أعطيت الأمر أكثر مما يستحقه ؟
يجب أن نتفهم وضع هؤلاء الفتيات ، هذه القصة نسمعها كثيراً ,
لكن في ظل ما تعيش من ألم و من همّ لفقدها ليدها اليمنى ,
الآن عوضها الله خيراً كثيراً , وقد أرسل الله لها زوجا طيبا
يحمل مؤهلاً عالياً من الدراسات , بل يحمل عقلاً متفهما لوضعها
هذه رسالة لكل فتاة مبتلاة بمرض , أو بعاهة
أن تصبر وتحتسب ولن يخيب الله رجاءها
قصة أخري لفتاة حزينه
فتقول :
أنا جميلة , وحافظة لكتاب الله ووالدي من أغنياء البلد ,
لكني مكفوفة البصر , أنا عمياء
فهل يقبل بي أحد زوجة له ؟
ثم لو تزوجت هل سأعيش كمثل أي زوجة ؟
أو أنه تزوجني من أجل المال, من أجل الثراء ؟
أم أنني سأعيش وحيدة بدون زوج ؟
أنا أعرف نساء وفتيات تزوجن وهن كفيفات البصر
و ما شاء الله أخذن الحياة وبكل نجاح وعشن وربين أبناء وبنات ،
كانت لهن الصدارة والتأثير في المجتمع
سبحان الله !!
قصة أخري لفتاة حزينه
قالت :
لا أحد يريد أن يتزوجني ، لأني مصابة بالبهاق
وعمري ثمانية عشر عاما ومتفوقة ,
ماذا أفعل ؟
من الذي سيقبل بالزواج بي ، وأنا مصابة بالبهاق ؟
القصص كثيرة وهذا هو واقعنا ,
لكن تبقى دعواتنا لكل فتاة تعاني من أي بلاء , أو مرض ,
أو عاهة, أن يوفقهن الله عز وجل, وأن يعوضهن خيراً