بماذا يتوسل المسلم
الأخت الزميلة / جِنان الورد
قال الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز
رحمه الله
[ اﻟﻤﺴﻠﻢﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ؟
ﻗﺎﻝ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ :
{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }
[ الأعراف : 180 ]
ﻭﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ
ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( فقد دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ ،
فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَضَى صَلاَتَهُ ، وَهُوَ يَتَشَهَّدُ
وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّه لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ،
الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
فَقَالَ : قَدْ غُفِرَ لَهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلاَثًا ) .
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ،
وصححه الألباني والأرنؤوط
ﻓﻬﺬا ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ الله
ﻭﻫﻜﺬا اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ؟
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻐﺎﺭ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﻄﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﺨﺮﺓ
ﻟﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮا اﻟﻐﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ اﻟﻤﻄﺮ ﺃﻭ اﻟﻤﺒﻴﺖ
ﻓﺎﻧﻄﺒﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢﺻﺨﺮﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮا ﺩﻓﻌﻬﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ :
ﺇﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮا اﻟﻠﻪ
ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ
ﻓﺪﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ
الأول
ﻓﺘﻮﺳﻞ ﺑﺒﺮﻩ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ
ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء ،
الثاني
ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻞ اﻵﺧﺮ ﺑﻌﻔﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺰﻧﻰ
ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻨﺖ ﻋﻢ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا
ﻓﺄﺭاﺩﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﺄﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﻭﺣﺎﺟﺔ ،
ﻓﺠﺎءﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻄﻠﺒﻪ اﻟﻌﻮﻥ
ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻤﻜﻨﻴﻨﻲ ﻣﻦﻧﻔﺴﻚ
ﻓﻮاﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭا ﻣﻦ اﻟﺬﻫﺐ
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ : اﺗﻖ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻔﺾ اﻟﺨﺎﺗﻢ
ﺇﻻ ﺑﺤﻘﻪ
ﻓﺨﺎﻑ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻗﺎﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ
ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻬﺎ اﻟﺬﻫﺐ
ﻭﻗﺎﻝ : اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ اﺑﺘﻐﺎء ﻭﺟﻬﻚ
ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ اﻟﺨﺮﻭﺝ .
اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺄﺩاﺋﻪ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖﻋﻨﺪﻩ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻌﻤﺎﻝ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻨﻤﺎﻫﺎ
ﻭﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻭاﻟﺒﻘﺮ ﻭاﻟﻐﻨﻢ ﻭاﻟﺮﻗﻴﻖ
ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎء ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﺩاﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎﺭﺑﻲ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ اﺑﺘﻐﺎء ﻭﺟﻬﻚ
ﻓﺎﻓﺮﺝ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻧﻔﺮﺟﺖ اﻟﺼﺨﺮﺓ ﻭﺧﺮﺟﻮا
• ﻭﻫﺬا ﻳﺪﻝﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ
ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ اﻹﺟﺎﺑﺔ ،
• ﺃﻣﺎ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺠﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻓﻼﻥ ،
ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ اﻟﺼﺪﻳﻖ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻋﻤﺮﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻋﻠﻲ ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ،
ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﺬا ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﺻﻞ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ
• ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻟﺘﻮﺳﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺳﻞ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء الله
ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ :
اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﻚ ﺃﻭ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻲ ﺑﻨﺒﻴﻚ ،
ﺃﻭ ﺑﻤﺤﺒﺘﻲ ﻟﻚ ، ﺃﻭ ﺑﻤﺤﺒﺘﻲ ﻟﻨﺒﻴﻚ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻬﺬا ﻃﻴﺐ ﻭﻫﺬﻩ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻃﻴﺒﺔ
ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ :
اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲﺃﺳﺄﻟﻚ ﺑﺄﻧﻲ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ اﻟﻮاﺣﺪ اﻷﺣﺪ .
ﻛﻞ ﻫﺬا ﻃﻴﺐ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﺒﺮﻩ ﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ،
ﺃﻭ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻠﻮاﺕ ، ﺃﻭ ﺑﻌﻔﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻔﻮاﺣﺶ
ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﺻﺎﻟﺤﺔ ،
ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺬﻱﻗﺮﺭﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺼﺮﺓ
ﺃﻣﺎ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺠﺎﻩ اﻟﻨﺒﻲ ، ﺃﻭ ﺑﺠﺎﻩ ﻓﻼﻥ ، ﺃﻭ ﺑﺤﻖ ﻓﻼﻥ ﻓﻬﺬا ﺑﺪﻋﺔ ؟
ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻭاﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ
ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ
ﻭالله ﻭﻟﻲ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ .
المصدر : مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله