حديث اليوم السبت 21.12.1431
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى

( مما جاء فى كراهية الخروج
من المسجد بعد الأذان )
حَدَّثَنَاهَنَّادٌحَدَّثَنَاوَكِيعٌعَنْسُفْيَانَعَنْإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ
عَنْأَبِي الشَّعْثَاءِقَالَ :
خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ الْمَسْجِدِ بَعْدَ مَا أُذِّنَ فِيهِ بِالْعَصْرِ
( فَقَالَأَبُو هُرَيْرَةَ
أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ )
==========================
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ عُثْمَانَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ عَلَى هَذَا الْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ
أَنْ لَا يَخْرُجَ أَحَدٌ مِنْ الْمَسْجِدِ بَعْدَ الْأَذَانِ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ
أَوْ أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ يُرْوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ يَخْرُجُ مَا لَمْ يَأْخُذْ الْمُؤَذِّنُ
فِي الْإِقَامَةِ قَالَ أَبُو عِيسَى وَ هَذَا عِنْدَنَا لِمَنْ لَهُ عُذْرٌ فِي الْخُرُوجِ مِنْهُ
وَ أَبُو الشَّعْثَاءِ اسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ وَ هُوَ وَالِدُ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ
وَ قَدْ رَوَى أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِيهِ
==========================
( الشـــــروح )
قَوْلُهُ : ( عَنْسُفْيَانَ)
هُوَ الثَّوْرِيُّ ( عَنْإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرِ)بْنِ جَابِرٍ الْبَجَلِيِّ الْكُوفِيِّ ،
صَدُوقٌ لَيِّنُ الْحِفْظِ ، مِنَ الْخَامِسَةِ .
قَوْلُهُ : ) عَنْأَبِي الشَّعْثَاءِ)
سُلَيْمِ بْنِ أَسْوَدَ بْنِ حَنْظَلَةَ الْكُوفِيِّ ثِقَةٌ بِاتِّفَاقٍ، مِنْ كِبَارِ الثَّالِثَةِ ،
وَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْهُابْنُهُأَشْعَثُأَيْضًا ،
وَ هُوَ ثِقَةٌ وَ لَمْ يَنْفَرِدْ بِرِوَايَتِهِعَنْهُإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ .
قَوْلُهُ : ( أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَىأَبَا الْقَاسِمِ)
قَالَالطِّيبِيُّ": أَمَّا " لِلتَّفْصِيلِ يَقْتَضِي شَيْئَيْنِ فَصَاعِدًا ،
وَ الْمَعْنَى أَمَّا مَنْ ثَبَتَ فِي الْمَسْجِدِ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ فِيهِ فَقَدْ أَطَاعَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَ أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى ، انْتَهَى . وَ قَالَ الْقَارِي : رَوَاهُأَحْمَدُوَ زَادَ " ،
ثُمَّ قَالَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ
فَلَا يَخْرُجْ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُصَلِّيَ - ص 518
- وَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ ، انْتَهَى .
وَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْخُرُوجُ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَمَا أُذِّنَ فِيهِ ،
لَكِنَّهُ مَخْصُوصٌ بِمَنْ لَيْسَ لَهُ ضَرُورَةٌ ، يَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خَرَجَ وَ قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَ عُدِّلَتِ الصُّفُوفُ
حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ انْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ انْصَرَفَ ، قَالَ :
عَلَى مَكَانِكُمْ فَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً وَ قَدِ اغْتَسَلَ .
رَوَاهُالْبُخَارِيُّوَ غَيْرُهُ .
فَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حَدِيثَ الْبَابِ مَخْصُوصٌ بِمَنْ لَيْسَ لَهُ ضَرُورَةٌ
فَيَلْتَحِقُ بِالْجُنُبِ الْمُحْدِثُ وَ الرَّاعِفُ وَ الْحَاقِنُ وَ نَحْوُهُمْ ،
وَ كَذَا مَنْ يَكُونُ إِمَامًا لِمَسْجِدٍ آخَرَ وَ مَنْ فِي مَعْنَاهُ ،
وَ قَدْ أَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّفِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِعَنْأَبِي هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
فَصَرَّحَ بِرَفْعِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ بِالتَّخْصِيصِ وَ لَفْظُهُ
: لَا يَسْمَعُ النِّدَاءَ فِي مَسْجِدِي ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ إِلَّا مُنَافِقٌ ،
و كَذَا فِي الْفَتْحِ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْعُثْمَانَ)
أَخْرَجَهُابْنُ مَاجَهْمَرْفُوعًا بِلَفْظِ : مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَذَانُ فِي الْمَسْجِدِ ،
ثُمَّ خَرَجَ لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ وَ هُوَ لَا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ فَهُوَ مُنَافِقٌ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ مُسْلِمٌوَأَبُو دَاوُدَوَالنَّسَائِيُّوَ ابْنُ مَاجَهْ ،
قَالَابْنُ الْهُمَامِ : وأَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّاالْبُخَارِيَّعَنْأَبِي الشَّعْثَاءِقَالَ :
كُنَّا مَعَأَبِي هُرَيْرَةَفِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ رَجُلٌ حِينَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ لِلْعَصْرِ فَقَالَأَبُو هُرَيْرَةَ
أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَىأَبَا الْقَاسِمِ ،
وَ مِثْلُ هَذَا مَوْقُوفٌ عِنْدَ بَعْضِهِمْ وَ إِنْ كَانَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّقَالَ فِيهِ
وَ فِي نَظَائِرِهِ مُسْنَدٌ لِحَدِيثِأَبِي هُرَيْرَةَ
" مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَىأَبَا الْقَاسِمِ "
وَ قَالَ : لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( أَوْ أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ )
كَأَنْ يَكُونَ حَاقِنًا أَوْ رَاعِفًا
( وَيُرْوَى عَنْإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّأَنَّهُ قَالَ يَخْرُجُ مَا لَمْ يَأْخُذِ الْمُؤَذِّنُ فِي الْإِقَامَةِ )
قَوْلُإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّهَذَا مُخَالِفٌ لِظَاهِرِ أَحَادِيثِ الْبَابِ فَإِنَّهَا صَرِيحَةٌ فِي مَنْعِ الْخُرُوجِ
بَعْدَ الْأَذَانِ مُطْلَقًا أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي الْإِقَامَةِ أَوْ لَمْ يَأْخُذْ إِلَّا أَنْ يُحْمَلَ قَوْلُهُ عَلَى مَاإِذَا كَانَ لَهُ
حَاجَةٌ وَ هُوَ يُرِيدُ الرُّجُوعَ ، فَيَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْخُرُوجِ حِينَئِذٍ مَا أَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ
فِي الْمَرَاسِيلِ عَنْسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ
: لَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ النِّدَاءِ إِلَّا مُنَافِقٌ إِلَّا أَحَدٌ أَخْرَجَتْهُ حَاجَةٌ وَ هُوَ يُرِيدُ الرُّجُوعَ .
قَوْلُهُ : ( وَهَذَا عِنْدَنَا)
أَيْ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِلِمَنْ لَهُ عُذْرٌ فِي الْخُرُوجِ مِنْهُ ) أَيْ مِنَ الْمَسْجِدِ ،
وَ الْمَعْنَى أَنَّ جَوَازَ الْخُرُوجِ مِنَالْمَسْجِدِ بَعْدَ الْأَذَانِ مَخْصُوصٌ بِمَنْ لَهُ عُذْرٌ في الْخُرُوجِ ،
وَ أَمَّا مَنْ لَا عُذْرَ لَهُ فَلَا يَجُوزُ لَهُ الْخُرُوجُ .
قَوْلُهُ : ) وَ قَدْ رَوَىأَشْعَثُ ابْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ(
هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِيهِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
انْتَهَى .
<H4 style="TEXT-ALIGN: center; MARGIN: 0in 0in 0pt" dir=rtl class=MsoNormal align=center>وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )
</H4>
</H4>