حديث اليوم الأحد 22.12.1431
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( مما جاء فى الأذان فى السفر )
حَدَّثَنَامَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَحَدَّثَنَاوَكِيعٌعَنْسُفْيَانَعَنْخَالِدٍ الْحَذَّاءِ
عَنْأَبِي قِلَابَةَعَنْمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ أنه قَالَ :
قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
أَنَا وَ ابْنُ عَمٍّ لِي فَقَالَ لَنَا :
( إِذَا سَافَرْتُمَا فَأَذِّنَا وَ أَقِيمَا وَ لْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا )
==========================
>قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ اخْتَارُوا الْأَذَانَ فِي السَّفَرِ
وَ قَالَ بَعْضُهُمْ تُجْزِئُ الْإِقَامَةُ إِنَّمَا الْأَذَانُ عَلَى مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ
وَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَ بِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ
==========================
( الشـــــروح )
قَوْلُهُ : ( عَنْسُفْيَانَ )
هُوَ الثَّوْرِيُّكَمَا صَرَّحَ بِهِ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ
قَوْلُهُ : ( عَنْأَبِي قِلَابَةَ)
هو الْجَرْمِيِّ
قَوْلُهُ : ( عَنْمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ)
بِالتَّصْغِيرِ اللَّيْثِيِّ صَحَابِيٌّ نَزَلَالْبَصْرَةَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ أَقَامَ عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً وَ سَكَنَالْبَصْرَةَ .
قَوْلُهُ : ( قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَا وَ ابْنُ عَمٍّ لِي )
بِالرَّفْعِ عَلَى الْعَطْفِ ، وَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مَعَهُ .
قَوْلُهُ : )فَأَذِّنَا )
أَيْ مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمَا أَنْ يُؤَذِّنَ فَلْيُؤَذِّنْ ، وَ ذَلِكَلِاسْتِوَائِهِمَا فِي الْفَضْلِ ،
وَ لَا يُعْتَبَرُ فِي الْأَذَانِ السِّنُّبِخِلَافِ الْإِمَامَةِ ، قَالَهُ الْحَافِظُ قَالَ
: وَ هُوَ وَاضِحٌ مِنْ سِيَاقِ حَدِيثِ الْبَابِ حَيْثُ قَالَ : فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَ لْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ ،
وَ مُرَادُهُ بِحَدِيثِ الْبَابِ حَدِيثُمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِبِلَفْظِ
: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْقَوْمِي . . . الْحَدِيثَ ، وَ فِي آخِرِهِ " ،
فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْأَحَدُكُمْ - ص 520 – وَ لْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ
" وَ قَالَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْقَصَّارِ : أَرَادَ بِقَوْلِهِ " فَأَذِّنَا " الْفَضْلَ ، وَ إِلَّا فَأَذَانُ الْوَاحِدِ يُجْزِئُ ،
وَ كَأَنَّهُفَهِمَ مِنْهُ أَنَّهُ أَمَرَهُمَا أَنْ يُؤَذِّنَا جَمِيعًا كَمَا هُوَ ظَاهِرُاللَّفْظِ ،
وَ تَعَقَّبَ عَلَيْهِ الْحَافِظُ وَ ذَكَرَ فِي ضِمْنِ تَعَقُّبِهِتَوْجِيهًا آخَرَ لِقَوْلِهِ " فَأَذِّنَا
" حَيْثُ قَالَ : فَإِنْ أَرَادَ - يَعْنِيأَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْقَصَّارِ - أَنَّهُمَا يُؤَذِّنَانِ مَعًا فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُرَادٍ ،
وَ قَدْقَدَّمْنَا النَّقْلَ عَنِ السَّلَفِ بِخِلَافِهِ ، وَ إِنْ أَرَادَ أَنَّ كُلًّامِنْهُمَا يُؤَذِّنُ عَلَى حِدَةٍ فَفِيهِ نَظَرٌ ،
فَإِنَّ أَذَانَ الْوَاحِدِيَكْفِي الْجَمَاعَةَ ، نَعَمْ يُسْتَحَبُّ لِكُلِّ أَحَدٍ إِجَابَةُ الْمُؤَذِّنِ
فَالْأَوْلَى حَمْلُ الْأَمْرِ عَلَى أَنَّ أَحَدَهُمَا يُؤَذِّنُ وَ الْآخَرَيُجِيبُ ،
قَالَ وَ الْحَامِلُ عَلَى صَرْفِهِ عَنْ ظَاهِرِهِ قَوْلُهُ " فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ " ،
وَ لِلطَّبَرَانِيِّمِنْ طَرِيقِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَعَنْخَالِدٍ الْحَذَّاءِفِي هَذَا الْحَدِيثِ
: " إِذَا كُنْتَ مَعَ صَاحِبِكَ فَلْيُؤَذِّنْ وَ أَقِمْ وَلْيَؤُمَّكُمَاأَكْبَرُكُمَا " ، انْتَهَى.
قَوْلُهُ : (وَ أَقِيمَا)
أَيْ مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمَا أَنْ يُقِيمَ فَلْيُقِمْ ، قَالَالْحَافِظُ :
فِيهِ حُجَّةٌ لِمَنْ قَالَ بِاسْتِحْبَابِ إِجَابَةِ الْمُؤَذِّنِبِالْإِقَامَةِ إِنْ حُمِلَ الْأَمْرُ عَلَى مَا مَضَى ،
وَ إِلَّا فَاَلَّذِييُؤَذِّنُ هُوَ الَّذِي يُقِيمُ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ :) وَ لْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا )
أَيْ سِنًّا ، قَالَالْقُرْطُبِيُّ : قَوْلُهُ وَ لْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا يَدُلُّ عَلَى تَسَاوِيهِمَا
فِي شُرُوطِ الْإِمَامَةِ وَ رَجَّحَ أَحَدَهُمَا بِالسِّنِّ ،قَالَالْعَيْنِيُّ : لِأَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مُسْتَوِينَ
فِي بَاقِي الْخِصَالِ ؛لِأَنَّهُمْ هَاجَرُوا جَمِيعًا وَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ لَازَمُوهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً فَاسْتَوَوْا فِي الْأَخْذِعَنْهُ فَلَمْ يَبْقَ مَا يُقَدَّمُ بِهِ إِلَّا السِّنُّ ،انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّ ،قَالَمَيْرُكُ : وَ رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ وَ الْمَعْنَى عِنْدَهُمْ مُتَقَارِبٌ
وَ بَعْضُهُمْ ذَكَرَ فِيهِ قِصَّةً كَذَا ، قَالَهُ الشَّيْخُ الْجَزَرِيُّ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ .
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ اخْتَارُوا الْأَذَانَ فِي السَّفَرِ )
أَيْ وَ لَوْ كَانَ الْمُسَافِرُ مُنْفَرِدًا ( وَ قَالَ بَعْضُهُمْ : تُجْزِئُ الْإِقَامَةُ إِنَّمَا الْأَذَانُ
عَلَى مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَجْمَعَ النَّاسَ ) رَوَىعَبْدُ الرَّزَّاقِبِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنِابْنِ عُمَرَأَنَّهُ كَانَ
يَقُولُ : إِنَّمَا التَّأْذِينُ لِجَيْشٍ أَوْ رَكْبٍ عَلَيْهِمْ أَمِيرٌ فَيُنَادِي بِالصَّلَاةِ لِيَجْتَمِعُوا ،
فَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَإِنَّمَا هِيَ الْإِقَامَةُ ، وَ حُكِيَ نَحْوُ ذَلِكَ عَنْمَالِكٍ ،وَ ذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الثَّلَاثَةُ
وَ الثَّوْرِيُّوَ غَيْرُهُمْ إِلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْأَذَانِ لِكُلِّ أَحَدٍ ، كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي ، قُلْتُ :
وَ كَانَابْنُ عُمَرَيُؤَذِّنُ فِي السَّفَرِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَ يُقِيمُ ، رَوَىمَالِكٌفِي الْمُوَطَّأِ
عَنْنَافِعٍأَنَّعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْإِقَامَةِ فِي السَّفَرِ إِلَّا فِي الصُّبْحِ ،
فَإِنَّهُ كَانَ يُنَادِي فِيهَا وَ يُقِيمُ ، وَ كَانَ يَقُولُ : إِنَّمَا الْأَذَانُ لِلْإِمَامِ الَّذِي يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ النَّاسُ ،
قَالَالزُّرْقَانِيُّ : وَ ذَلِكَ لِإِظْهَارِ شِعَارِ الْإِسْلَامِ ؛ لِأَنَّهُ وَقْتُ الْإِغَارَةِ عَلَى الْكُفَّارِ
وَ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي ذَلِكَالْوَقْتِ يُغِيرُ إِذَا لَمْ يَسْمَعِ الْأَذَانَ وَ يُمْسِكُ إِذَا سَمِعَهُ ،
وَ نَقَلَ عَنْهُ الْبَوْنِيُّأَنَّ ذَلِكَ لِإِعْلَامِ مَنْ مَعَهُ مِنْ نَائِمٍ وَ غَيْرِهِ بِطُلُوعِ الْفَجْرِ
وَ سَائِرُ الصَّلَوَاتِ لَا تَخْفَى عَلَيْهِمْ
</H4>