حديث اليوم الخميس 26.12.1431
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( مما جاء فى أن الإمام ضامن
و المؤذن مؤتمن )

حَدَّثَنَاهَنَّادٌحَدَّثَنَاأَبُو الْأَحْوَصِوَ أَبُو مُعَاوِيَةَعَنْالْأَعْمَشِعَنْأَبِي صَالِحٍ
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَرضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :
( الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَ الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ
اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ وَ أغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ )
==========================
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَ غَيْرُ وَاحِدٍ
عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَ رَوَى أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ الْأَعْمَشِ قَالَ حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ رَوَى نَافِعُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ سَمِعْت أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ حَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ سَمِعْت مُحَمَّدًا يَقُولُ حَدِيثُ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَائِشَةَ أَصَحُّ
وَ ذَكَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ لَمْ يُثْبِتْ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَ لَا حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَائِشَةَ فِي هَذَا
==========================
( الشـــــروح )
قَوْلُهُ : ( الْإِمَامُ ضَامِنٌ )
قَالَالْجَزَرِيُّفِي النِّهَايَةِ : أَرَادَ بِالضَّمَانِ هَاهُنَا الْحِفْظُ وَ الرِّعَايَةُ لَا ضَمَانُ الْغَرَامَةِ ؛
لِأَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَى الْقَوْمِ صَلَاتَهُمْ ،
وَ قِيلَ : إِنَّ صَلَاةَ الْمُقْتَدِينَ بِهِ فِي عُهْدَتِهِ وَ صِحَّتُهَا مَقْرُونَةٌ بِصِحَّةِ صَلَاتِهِ ،
فَهُوَ كَالْمُتَكَفِّلِ لَهُمْ صِحَّةَ صَلَاتِهِمْ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : (الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ)
قِيلَ الْمُرَادُ أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ ،وَ قِيلَ أَمِينٌ عَلَى حَرَمِ النَّاسِ ؛
لِأَنَّهُ يُشْرِفُ عَلَى الْمَوَاضِعِالْعَالِيَةِ ، قُلْتُ : وَ يُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ حَدِيثُأَبِي مَحْذُورَةَمَرْفُوعًا
الْمُؤَذِّنُونَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَى فِطْرِهِمْوَ سُحُورِهِمْأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّفِي الْكَبِيرِ،
قَالَالْهَيْثَمِيُّفِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، وَ الْحَدِيثُ اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى فَضِيلَةِالْأَذَانِ ،
وَ عَلَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنَ الْإِمَامةِ ؛ لِأَنَّ الْأَمِينَأَرْفَعُ حَالًا مِنَ الضَّمِينِ ،
وَ يُؤَيِّدُ قَوْلَ مَنْ قَالَ إِنَّالْإِمَامَةَ أَفْضَلُ - أم الأذان - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ الْخُلَفَاءَالرَّاشِدِينَ بَعْدَهُ أَمُّوا وَ لَمْ يُؤَذِّنُوا وَ كَذَا كِبَارُ الْعُلَمَاءِبَعْدَهُمْ .
قَوْلُهُ : ( اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ)
أَيْ أَرْشِدْهُمْ لِلْعِلْمِ بِمَا تَكَفَّلُوهُ وَالْقِيَامِ بِهِوَ الْخُرُوجِ عَنْ عُهْدَتِهِ .
قَوْلُهُ : ) وَ أغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ)
أَيْ مَا عَسَى يَكُونُ لَهُمْ تَفْرِيطٌ فِي الْأَمَانَةِ الَّتِيحَمَلُوهَا مِنْ جِهَةِ
تَقْدِيمٍ عَلَى الْوَقْتِ أَوْ تَأْخِيرٍ عَنْهُ سَهْوًا ،قَالَ الْأَشْرَفُ يُسْتَدَلُّ
بِقَوْلِهِ : الْإِمَامُ ضَامِنٌ وَ الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ، عَلَى فَضْلِالْأَذَانِ عَلَى الْإِمَامَةِ ؛
لِأَنَّ حَالَ الْأَمِينِ أَفْضَلُ مِنْ حَالِالضَّمِينِ ، تَمَّ كَلَامُهُ ،
وَرُدَّ بِأَنَّ هَذَا الْأَمِينَ يَتَكَفَّلُالْوَقْتَ فَحَسْبُ وَ هَذَا الضَّامِنُ يَتَكَفَّلُ أَرْكَانَ الصَّلَاةِ
وَ يَتَعَهَّدُ لِلسِّفَارَةِ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ رَبِّهِمْ فِي الدُّعَاءِفَأَيْنَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ؟
وَ كَيْفَ لَا وَ الْإِمَامُ خَلِيفَةُ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ الْمُؤَذِّنُخَلِيفَةُبِلَالٍ ؟
وَ أَيْضًا الْإِرْشَادُ الدَّلَالَةُ الْمُوَصِّلَةُ إِلَى الْبُغْيَةِ، وَ الْغُفْرَانُ مَسْبُوقٌ بِالذَّنْبِ ،
قَالَهُالطِّيبِيُّ، قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : وَ هُوَ مَذْهَبُنَا - يَعْنِي الْحَنَفِيَّةِ
– وَ عَلَيْهِ جَمْعٌ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ ، انْتَهَى .
قُلْتُ : وَ هُوَ الْقَوْلُ الرَّاجِحُ وَ قَدْ تَقَدَّمَ مَا يُؤَيِّدُهُ ،وَ اَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
- ص 524 -
</H4>