
02-14-2016, 11:06 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
|
|
الناس ثلاثة أقسام
من:الأخت / الملكة نــور
الناس ثلاثة أقسام
في استعمال جوارحهم
الأول :
من استعمل تلك الجوارح فيما خلقت له ، و أريد منها ،
فهذا هو الذي تاجر الله بأربح التجارة ،
و باع نفسه لله بأربح البيع .
و الصلاة وُضعت لاستعمال الجوارح جميعها في العبودية
تبعاً لقيام القلب بها
و هذا رجلٌ عرَف نعمة الله فيما خُلق له من الجوارح
و ما أنعم عليه من الآلاء ، و النعم ،
فقام بعبوديته ظاهراً و باطناً و استعمل جوارحه في طاعة ربِّه ،
و حفظ نفسه و جوارحه عمَّا يُغضب ربه و يشينه عنده.
و الثـاني :
من استعمل جوارحه فيما لم تُخلق له ،
بل حبسها على المخالفات و المعاصي ، و لم يطلقها ،
فهذا هو الذي خابَ سعيه ، و خسرت تجارته ،
و فاته رضا ربَّه عزَّ و جل عنه ، و جَزيل ثوابه ،
و حصل على سخطه و أليم عقابه.
و الثـالث :
مَن عطَّل جوارحه ، و أماتها بالبطالة و الجهالة،
فهذا أيضا خاسر بائر أعظم خسارة من الذي قبله ،
فإن العبد إنما خُلق للعبادة و الطاعة لا للبطالة .
و أبغض الخلق إلى الله العبد البطَّال الذي لا في شغل الدنيا
و لا في سعي الآخرة.
بل هو كلّ على الدنيا و الدين ، بل لو سعى للدنيا و لم يسع للآخرة
كان مذموماً مخذولاً ،
و كيف إذا عطّل الأمرين ، و إنَّ امرء يسعى لدنياه دائما ،
و يذهل عن أُخراه ، لا شكَّ خاسر .
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
|