
02-17-2016, 11:25 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
|
|
عبودية التأمين و رفع اليدين
من: الأخت / الملكة نــور
عبودية
التأمين و رفع اليدين
و{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ }
عبودية التأمين و رفع اليدين
و شرع له التأمين في آخر هذا الدعاء تفاؤلاً بإجابته ،
و حصوله ، و طابعاً عليه ، و تحقيقاً له ،
و لهذا اشتد حسدُ اليهود للمسلمين عليه حين سمعُوهم
يجهرون به في صلاتهم .
ثم شرع له رفع اليدين عند الركوع تعظيما لأمر الله ،
و زينةً للصلاة ، و عبودية خاصةً لليدين كعبودية باقي الجوارح ،
و اتباعاً لسنَّة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو حليةُ الصلاة ،
و زينتها و تعظيمٌ لشعائرها.
ثم شرع له التكبير الذي هو في انتقالات الصلاة
من رُكن إلى ركن ، كالتلبية في انتقالات الحاجِّ ،
من مشعر إلى مشعر ، فهو شعار الصلاة ،
كما أن التلبية شعار الحج ،
مميز ليعلم أن سر الصلاة هو تعظيم الرب تعالى
و تكبيره بعبادته وحده .
عبودية : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ }
فإذا قال :
{ إيَّاك نعبدُ و إيَّاك نستعين }
انتظر جواب ربه له :
{ قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ،
وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ . }
و تأمل عبودية هاتين الكلمتين و حقوقهما ،
و ميِّز الكلمة التي لله سبحانه و تعالى ، و الكلمة التي للعبد ،
و فِقهِ سرَّ كون إحداهما لله ، و الأخرى للعبد ،
و ميِّز بين التوحيد الذي تقتضيه كلمة
{ إيَّاك نعبدُ }
و التوحيد الذي تقتضيه كلمة
{ و إيَّاك نستعين }،
و فِقهَ سرَّ كون هاتين الكلمتين في وسط السورة
بين نوعي الثناء قبلهما ، و الدعاء بعدهما ،
و فِقه تقديم
{ إيَّاك نعبدُ }
على
{ و إيَّاك نستعين }،
و تقديم المعمول على العامل مع الإتيان به مؤخراً أوجز و أخضر ،
و سرَّ إعادة الضمير مرَّة بعد مرة .
أسرار الصلاة للإمام العلامة ابن قيم الجوزية
|