( الحديث الثانى )
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبَغْدَادِيُّ وَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَا :
حَدَّثَنَاعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّحَدَّثَنَاشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ
عَنْجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِرضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :
( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ
اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَ الصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ
آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَ الْفَضِيلَةَ وَ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ
إِلَّا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
===========================
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُجَابِرٍحَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غَيْرَشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَعَنْمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
وَ أَبُو حَمْزَةَاسْمُهُدِينَارٌ
==========================
الشـــروح
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبَغْدَادِيُّ )
التَّمِيمِيُّ مَوْلَاهُمِالْبُخَارِيُّالْحَافِظُ الْجَوَّالُ ، وَ ثَّقَهُالنَّسَائِيُّوَ ابْنُ عَدِيٍّ ،
رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌوَ التِّرْمِذِيُّوَ النَّسَائِيُّوَ غَيْرُهُمْ .
قَوْلُهُ : )وَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ)
الْحَافِظُ الْجُوزَجَانِيُّ بِضَمِّ الْجِيمِ الْأُولَى مُصَنِّفُالْجَرْحِ وَ التَّعْدِيلِ ، نَزِيلُدِمَشْقَ ،
رَوَى عَنْهُأَبُو دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِيُّوَ النَّسَائِيُّوَ وَثَّقَهُ ،
وَ كَانَأَحْمَدُيُكَاتِبُهُ إِلَىدِمَشْقَوَ يُكْرِمُهُ إِكْرَامًا شَدِيدًا ،
وَ قَالَالدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُصَنِّفِينَ وَ قَدْ رُمِيَ بِالنَّصْبِ ،
تُوُفِّيَ سَنَةَ 259 تِسْعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ : ثِقَةٌ حَافِظٌ .
قَوْلُهُ) : عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ (
بِالْيَاءِ الْأَخِيرَةِ وَ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ، وَ هُوَ الْحِمْصِيُّ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِالْبُخَارِيِّ
وَ لَمْ يَلْقَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ السِّتَّةِ غَيْرُهُ .
قَوْلُهُ : )حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ(
أَيِ الْأَذَانَ وَ اللَّامُ لِلْعَهْدِ أَوِ الْمُرَادُ مِنَ النِّدَاءِتَمَامُهُ ، أَيْ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ بِتَمَامِهِ ،
يَدُلُّ عَلَيْهِحَدِيثُعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِعِنْدَمُسْلِمٍبِلَفْظِ : قُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ،
ثُمَّ صَلُّوا عَلِيَّ ، ثُمَّ سَلُوااللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَفَفِي هَذَا أَنَّ ذَلِكَ يُقَالُ عِنْدَ فَرَاغِالْأَذَانِ .
قَوْلُهُ : (اللَّهُمَّ)
أَيْ يَا اللَّهُ وَ الْمِيمُ عِوَضٌ عَنْ " يَا " فَلِذَلِكَ لَا يَجْتَمِعَانِ(رَبَّ)مَنْصُوبٌ عَلَى النِّدَاءِ
(هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ)بِفَتْحِ الدَّالِ وَ الْمُرَادُ بِالدَّعْوَةِ هَاهُنَا أَلْفَاظُالْأَذَانِ
الَّتِي يُدْعَى بِهَا الشَّخْصُ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى ،قَالَهُالْعَيْنِيُّ ،
وَ قَالَ الْحَافِظُ : الْمُرَادُ بِهَا دَعْوَةُ التَّوْحِيدِ ، كَقَوْلِهِتَعَالَى : لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ،
وَ قِيلَ لِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ تَامَّةٌ ؛لِأَنَّ الشِّرْكَ نَقْصٌ أَوِ التَّامَّةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا تَغْيِيرٌوَلَا تَبْدِيلٌ ،
بَلْ هِيَ بَاقِيَةٌإِلَى يَوْمِ النُّشُورِ ، أَوْ لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّصِفَةَ التَّمَامِ
وَ مَا سِوَاهَا فَمُعَرَّضٌ لِلْفَسَادِ .
قَوْلُهُ : (وَ الصَّلَاةِ)
الْمُرَادُ بِالصَّلَاةِ الْمَعْهُودَةُ الْمَدْعُوُّ إِلَيْهَاحِينَئِذٍ(الْقَائِمَةِ)أَيِ الدَّائِمَةِ الَّتِي لَا تُغَيِّرُهَا مِلَّةٌ
وَ لَا تَنْسَخُهَاشَرِيعَةٌ ، وَ أَنَّهَا قَائِمَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُوَ الْأَرْضُ .
قَوْلُهُ : )آتِ(
أَمْرٌ مِنَ الْإِيتَاءِ ، أَيْ أَعْطِ) الْوَسِيلَةَ( قَدْ فَسَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَبِقَوْلِهِ
فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍمِنْ عِبَادِ اللَّهِ
وَقَعَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَعِنْدَمُسْلِمٍ .