عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-05-2011, 11:47 AM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

قَوْلُهُ : (وَ الْفَضِيلَةَ)

الْمَرْتَبَةَ الزَّائِدَةَ عَلَى سَائِرِ الْخَلَائِقِ ، وَ يَحْتَمِلُأَنْ تَكُونَ مَنْزِلَةً أُخْرَى

أَوْ تَفْسِيرًا لِلْوَسِيلَةِ ، قَالَهُالْحَافِظُ .


قَوْلُهُ : (مَقَامًا مَحْمُودًا)

أَيْ يُحْمَدُ الْقَائِمُ فِيهِ وَ هُوَ مُطْلَقٌ فِي كُلِّ مَا يَجْلِبُالْحَمْدَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَرَامَاتِ

وَ نُصِبَ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ ، أَيِابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَقِمْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا ،

أَوْ ضَمَّنَابْعَثْهُ مَعْنَى أَقِمْهُ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ ، وَ مَعْنَىابْعَثْهُ أَعْطِهِ .


قَوْلُهُ : (الَّذِي وَعَدْتَهُ)

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : زَادَ فِي رِوَايَةِالْبَيْهَقِيِّ : إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ .

وَ قَالَالطِّيبِيُّالْمُرَادُ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا وَ أُطْلِقَ عَلَيْهِالْوَعْدُ ؛

لِأَنَّ " عَسَى " مِنَ اللَّهِ وَاقِعٌ كَمَا صَحَّ عَنِابْنِ عُيَيْنَةَوَ غَيْرِهِ ،

وَ الْمَوْصُولُ إِمَّا بَدَلٌ أَوْ عَطْفُ بَيَانٍ أَوْخَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ وَ لَيْسَ صِفَةً لِلنَّكِرَةِ ،

وَ وَقَعَ فِيرِوَايَةِالنَّسَائِيِّوَ ابْنِ خُزَيْمَةَوَ غَيْرِهِمَا الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ بِالْأَلِفِ

وَ اللَّامِفَيَصِحُّ وَصْفُهُ بِالْمَوْصُولِ قَالَابْنُ الْجَوْزِيِّ

: وَ الْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِالشَّفَاعَةُ ، وَ قِيلَ إِجْلَاسُهُ عَلَى الْعَرْشِ ،

وَ قِيلَ عَلَى الْكُرْسِيِّ، وَ حَكَى كُلًّا مِنَ الْقَوْلَيْنِ عَنْ جَمَاعَةٍ وَ عَلَى تَقْدِيرِ الصِّحَّةِ

لَا يُنَافِي الْأَوَّلَ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الْإِجْلَاسُ عَلَامَةَالْإِذْنِ فِي الشَّفَاعَةِ ،

وَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْمَقَامِالْمَحْمُودِ الشَّفَاعَةَ كَمَا هُوَ الْمَشْهُورُ ،

وَ أَنْ يَكُونَ الْإِجْلَاسُهِيَ الْمَنْزِلَةَ الْمُعَبَّرَ عَنْهَا بِالْوَسِيلَةِ أَوِ الْفَضِيلَةِ ،

وَ وَقَعَ فِي صَحِيحِابْنِ حِبَّانَمِنْ حَدِيثِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍمَرْفُوعًايَبْعَثُ اللَّهُ النَّاسَ

فَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ ،فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ فَذَلِكَ الْمَقَامُالْمَحْمُودُ

وَ يَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقَوْلِ الْمَذْكُورِ هُوَ الثَّنَاءُالَّذِي يُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيِ الشَّفَاعَةِ ،

وَ يَظْهَرُ أَنَّ الْمَقَامَالْمَحْمُودَ هُوَ مَجْمُوعُ مَا يَحْصُلُ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ ،

وَ يُشْعِرُقَوْلُهُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ " حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي "

بِأَنَّ الْأَمْرَ الْمَطْلُوبَ لَهُ الشَّفَاعَةُ وَ اَللَّهُ أَعْلَمُ . انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ .


قَوْلُهُ : )إِلَّا حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ(

أَيِ اسْتُحِقَّتْ وَ وَجَبَتْ أَوْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ ، يُقَالُ حَلَّيَحُلُّ بِالضَّمِّ إِذَا نَزَلَ ،

وَ اللَّامُ بِمَعْنَى " عَلَى " ، وَ يُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُمُسْلِمٍ : حَلَّتْ عَلَيْهِ ،

وَ وَقَعَ فِيالطَّحَاوِيِّمِنْ حَدِيثِابْنِ مَسْعُودٍ " وَجَبَتْ لَهُ " وَ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَلَّتْ مِنَ الْحِلِّ ؛

لِأَنَّهَا لَمْتَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحَرَّمَةً ، كَذَا فِي الْفَتْحِ ،

وَ فِيرِوَايَةِالْبُخَارِيِّحَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي بِدُونِ إِلَّا وَ هُوَ الظَّاهِرُ ،

وَ أَمَّامَعَ إِلَّا فَيُجْعَلُ " مَنْ " فِي " مَنْ قَالَ " اسْتِفْهَامِيَّةً لِلْإِنْكَارِ ،

قَالَهُ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ . وَ قَالَالسُّيُوطِيُّفِي حَاشِيَةِالنَّسَائِيِّمَا لَفْظُهُ

: وَ قَوْلُهُ هُنَا وَ فِي رِوَايَةِالتِّرْمِذِيِّ " إِلَّا " يَحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلٍ ،

وَ تَأْوِيلُهُ أَنَّهُ حَمَلَهُ عَلَىمَعْنَى لَا يَقُولُ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا حَلَّتْ ، انْتَهَى .


فَائِدَةٌ :

قَدِ اشْتُهِرَ عَلَى الْأَلْسِنَةِ فِي هَذَا الدُّعَاءِ زِيَادَتَانِ ، الْأُولَى إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فِي آخِرِهِ ،

وَ الثَّانِيَةُ وَ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ الْفَضِيلَةَ ،

أَمَّا الْأُولَى فَقَدْ وَقَعَتْ فِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ كَمَا عَرَفْتَ ،

وَ أَمَّا الثَّانِيَةُ فَلَمْ أَجِدْهَا فِي رِوَايَةٍ ،

قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : أَمَّا زِيَادَةُ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الْمَشْهُورَةُ عَلَى الْأَلْسِنَةِ

فَقَالَالْبُخَارِيُّ : لَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ، انْتَهَى .


قَوْلُهُ : ( حَدِيثُجَابِرٍحَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . . . إِلَخْ ) ،

بَلْ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِسَنَدِ التِّرْمِذِيِّ

قَالَ الْحَافِظُ : فَهُوَ غَرِيبٌ مَعَ صِحَّتِهِ ، وَ قَدْ تُوبِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَلَيْهِ عَنْ جَابِرٍ

أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ،

كَذَا فِي قُوتِ الْمُغْتَذِي .
انْتَهَى .



وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

</h4></h4>

رد مع اقتباس