| 
			
			 
			
				02-24-2016, 01:53 PM
			
			
			
		 | 
	| 
		
			
			| Senior Member |  | 
					تاريخ التسجيل: May 2015 
						المشاركات: 62,963
					      |  | 
	
	| 
				 السجود لآدم 
 
			
			  من:الأخت / الملكة نــور
 السجود لآدم
 
 { وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ  }
 
 [ البقرة : 27 ]
 
 سأل أحدهم أخته عندما جاءها مولود :
 ماذا قدَّم لكِ زوجكِ بمناسبة الولادة ؟
 قالت له :
 لم يقدِّم لي شيئاً ،
 فأجابها متسائلاً :
 أمعقول هذا ؟ أليس لكِ قيمة عنده ؟
 والله يليق بكِ شخص غيره أرقى منه ،
 
 ألقى بذلك قنبلة ومشى ،
 جاء زوجها ظهراً إلى البيت فوجدها غاضبة فتشاجرا ،
 وتلاسنا ، واصطدما ، فطلقها ،
 
 من أين بدأت المشكلة ؟
 من كلمة قالها الأخ ،
 
 مثلاً قد يسأل أحدهم :
 هذا البيت كيف يتسع لكم ؟
 إنه يتسع لنا ،
 
 ليس لك أنت علاقة ، إنه يحب أن يُعَكِّر صفو الأسرة ،
 هو شيطان ، داخل فيه شيطان ، وهذا هو الفساد .
 
 { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ }
 [ البقرة : 34 ]
 
 الحقيقة أن السجود لله وحده ، ولكن تنفيذُ أمر الله سجودٌ لله ،
 لو أن آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له لما أمكن أن ينفَّذ هذا الأمر ،
 ولكن لأن الله عزَّ وجل أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ،
 فَهُمْ حينما سجدوا فقد نَفَّذوا أمر الله عزَّ وجل .
 
 ألا ترى أن الله يأمرك في الحج أن تُقَبِّلَ الحجر الأسود ،
 ويأمرك أن ترجُم حجراً آخر يمثِّل إبليس ،
 فأنت حينما تُقَبِّل هذا الحجر وتعظمه إنما تنفذ أمر الله ،
 وحينما أمرك أن ترجم هذا الحجر وتحقِّره إنما نفذت أمر الله عزَّ وجل ،
 
 وكل أمرٍ لله عزَّ وجل يقتضي الوجوب ،
 ولله حكمةٌ ما بعدها حكمة ،
 وعدل ما بعده عدل ،
 ورحمةٌ ما بعدها رحمة .
 
 { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ }
 [ البقرة : 34 ]
 
 قال العلماء :
 [ علة أي أمرٍ أنه أمر . ]
 
 مثلاً عندك لا سمح الله آلام بالمعدة ، ودخلت إلى أفضل طبيب في البلد ،
 معه أعلى شهادة ، ومعه أعلى خبرة ،
 إذا قال لك : دع الحوامض ، لا يخطر في بالك لحظة أن تفكر بأمره ،
 لأنك تثق بعلمه ، تنفذ لأنه أمرك ،
 أنا مرة قلت عن عالم من علماء هذه البلدة الطيبة كان بأمريكا
 ودخل بنقاش مع عالم كبير حديث العهد بالإسلام
 عالم بالفيزياء أو الكيمياء طُرِح موضوع لحم الخنزير ،
 بدأ هذا العالم يتحدث عن مضار الخنزير ، وعن الدودة الشريطية ،
 وعن تأثر طباع الإنسان بلحم الخنزير وطباع الخنزير ،
 وعن أن هذه الدودة لا تتأثر بالحرارة ، وتكلم كلاماً طيباً جداً سبحان الله ،
 فأجابه هذا المسلم الأمريكي قال له :
 يا أستاذ كان يكفيك أن تقول لي : إن الله حرمه ، فهذا يكفي ،
 يكفي إذا قال لك خالق الكون : لا تفعل هذا الشيء ،
 
 لذلك قال العلماء :
 [ علة أي أمرٍ أنه أمر . ]
 
 { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ }
 [ البقرة : 34 ]
 
 ليس متاحاً للملائكة أن يعصوا ، الملائكة غير مكلفين ،
 المَلَك غير مكلف ، المَلَك مسيَّر ، اسجد يسجد ،
 لا يوجد بين المخلوقات كلها إلا نوعان مخيَّران ؛ الإنس والجن ،
 الإنس يتلقَّى الأمر ، يطيع ، أو يعصي ، أو يرد ، ثلاثة مواقف ،
 إذا أطاع فهو طائع ،
 إن لم يطع فهو عاصٍ ،
 إن احتقر الأمر ورده فهو كافر ،
 
 مطيع ، عاصٍ ، كافر ،
 
 قال لك صلِّ :-
 
 • الذي صلى مطيع ،
 
 •  والذي لم يصلِّ تهاوناً وتكاسلاً ـ الله يتوب علينا ،
 والله أنا مقصر ، إن شاء الله سوف أصلي ـ هذا عاصٍ ،
 
 • أما لماذا الصلاة ؟ فهذا كافر ،
 
 فرقٌ بين أن تطيع الله ، وبين أن تعصيه ، و بين أن ترد أمره ،
 هذا متاحٌ فقط للإنس والجن .
 
 { فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ }
 [ البقرة : 34 ]
 
 قد يقول قائل :
 الملائكة سجدوا ، وإبليس مستثنى منهم ،
 هل المعنى أنه مَلَك ؟
 لا
 الاستثناء نوعان :-
 النوع الأول :- استثناء متصل ،
 
 النوع الثاني :- استثناء منقطع ،
 
 إذا قلنا :
 دَخَلَ الطلاب إلا خالداً ، هذا استثناء متصل ،
 خالد طالب ،
 
 أما إذا قلنا :
 دخل الطلاب إلا المدرس ، هذا استثناء منقطع
 المدرس ليس من جنس الطُلاَّب ،
 لكن دخول الصف يشمل الجميع ، الطلاب والمدرس ،
 فهذا الاستثناء لا يعني أن إبليس مَلَك ، لا أبداً !
 إبليس كان من الجن ، ولو كان مَلَكَاً لما عصى أبداً ،
 لما عصى ، لأنه مسيّر لا يستطيع أن يعصي .
 
 { فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ }
 [ البقرة : 34 ]
 
 معصية الكبر عند الله كبيرةٌ جداً :
 الكبر أن ترفض الحق ، ألا تقبله ، ألا تعبأ بالصلاة ،
 ألا تعبأ بالزكاة ، ألا تعبأ بالحج ، أن ترى نفسك فوق الشرع ،
 
 [ مرة كان عندنا أستاذ في الجامعة متمكن من العلم تمكُّناً كبيراً جداً ،
 لا يغيب ولا طالب عن محاضرة له ، رأيته مرة في رمضان يفطر ،
 وكأنه يشعر أن مرتبته ، وعلمه ، ومكانته ،
 وسمعته في الشرق الأوسط ، ومؤلَّفاته ، أكبر من أن يصوم رمضان ،
 معصية الاستكبار كبيرة جداً ، إبليس استكبر . ]
 
 { وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
 [ البقرة : 35 ]
 
 قال الله عزَّ وجل :
 
 { اسْكُنْ }
 
 وهذا فعل أمر ، لم يقل : اسكني ، وذلك حسب التغليب
 لأن كل أمر موجهٌ إلى الذكور هو حكماً موجهٌ إلى الإناث .
 
 { وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا }
 [ البقرة : 35 ]
 
 من لوازم العبودية لله ، من لوازم التكليف ، من لوازم حَمْل الأمانة
 أن يكون هناك أمرٌ، وهناك نهيٌ ، ولكن رحمة الله تقتضي
 أن الأشياء المباحة لا تعدُّ ولا تُحصى ،
 وأن يكون الشيء المحرم قليلاً جداً .
 
 تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي
 
 
			
			
			
			
				  |