لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ )
وَ فِي رِوَايَةِثَابِتٍعَنْأَنَسٍعِنْدَمُسْلِمٍ
"فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ"
وَ فِي رِوَايَةٍلِلْبُخَارِيِّ
"فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً "
قَالَ الْحَافِظُ : فَيَحْتَمِلُ أَنْ يُقَالَ فِي كُلٍّ مِنْ رِوَايَةِ الْبَابِ اخْتِصَارٌ ،
أَوْ يُقَالَ ذِكْرُ الْفَرْضِ عَلَيْهِ يَسْتَلْزِمُ الْفَرْضَ عَلَى الْأُمَّةِ وَ بِالْعَكْسِ
إِلَّا مَا يُسْتَثْنَى مِنْ خَصَائِصِهِ .
قَوْلُهُ : )ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى بَلَغَتْ خَمْسًا)
قَالَالْحَافِظُ قَدْ حَقَّقَتْ رِوَايَةُثَابِتٍأَنَّ التَّخْفِيفَ كَانَ خَمْسًا خَمْسًا
وَ هِيَ زِيَادَةٌمُعْتَمَدَةٌ يَتَعَيَّنُ حَمْلُ بَاقِي الرِّوَايَاتِعَلَيْهَا .
قَوْلُهُ : (ثُمَّ نُودِيَ يَامُحَمَّدُإِنَّهُ(
الضَّمِيرُ لِلشَّأْنِ(لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ( أي لَا يُغَيَّرُ) وَ إِنَّ لَكَ بِهَذَا الْخَمْسِ خَمْسِينَ(
أَيْ ثَوَابَ خَمْسِينَ صَلَاةً وَ الْحَدِيثُ اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَىفَرْضِيَّةِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ
وَ عَدَمِ فَرْضِيَّةِ مَا زَادَ عَلَيْهَاكَالْوِتْرِ ، وَ عَلَى جَوَازِ النَّسْخِ قَبْلَ الْفِعْلِ ،
قَالَ الْحَافِظُ فِيالْفَتْحِ : قَالَابْنُ بَطَّالٍوَ غَيْرُهُ أَلَا تَرَى أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَسَخَ الْخَمْسِينَبِالْخَمْسِ
قَبْلَ أَنْ تُصَلَّى ، ثُمَّ تَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ بِأَنْ أَكْمَلَلَهُمُ الثَّوَابَ ،
وَ تَعَقَّبَهُابْنُ الْمُنِيرِفَقَالَ : هَذَا ذَكَرَهُ طَوَائِفُ مِنَ الْأُصُولِيِّينَ وَ الشُّرَّاحِ
وَ هُوَمُشْكِلٌ عَلَى مَنْ أَثْبَتَ النَّسْخَ قَبْلَ الْفِعْلِكَالْأَشَاعِرَةِ ،أَوْ مَنَعَهُكَالْمُعْتَزِلَةِ ،
لِكَوْنِهِمُ اتَّفَقُوا جَمِيعًا عَلَى أَنْ لَا يُتَصَوَّرَ قَبْلَالْبَلَاغِ ،
وَ حَدِيثُ الْإِسْرَاءِ وَقَعَ فِيهِ النَّسْخُ قَبْلَ الْبَلَاغِفَهُوَ مُشْكِلٌ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا ،
وَ قَالَ : وَ هَذِهِ نُكْتَةٌ مُبْتَكَرَةٌ ، قَالَ الْحَافِظُ : إِنْ أَرَادَ الْبَلَاغَ لِكُلِّ أَحَدٍ فَمَمْنُوعٌ
وَ إِنْ أَرَادَقَبْلَ الْبَلَاغِ إِلَى أُمَّتِهِ فَمُسَلَّمٌ ، لَكِنْ قَدْ يُقَالُ
: لَيْسَ هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَ سَلَّمَ نَسْخًا ؛
لِأَنَّهُ كُلِّفَ بِذَلِكَ قَطْعًا ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدَأَنْ بُلِّغَهُ وَ قَبْلَ أَنْ يَفْعَلَ
فَالْمَسْأَلَةُ صَحِيحَةُ التَّصْوِيرِ فِيحَقِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِوَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
وَ أَبِي قَتَادَةَوَ أَبِي ذَرٍّوَمَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَوَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ)
أَمَّا حَدِيثُعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ النَّسَائِيُّعَنْهُ مَرْفُوعًا :
خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَ صَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ
وَ أَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَ خُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُالْحَدِيثَ ،
وَ رَوَىمَالِكٌوَ النَّسَائِيُّنَحْوَهُ .
وَ أَمَّا حَدِيثُطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ عَنْهُ قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مِنْأَهْلِ نَجْدٍثَائِرَ الرَّأْسِ نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ
وَ لَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ . . . الْحَدِيثَ ،
وَ فِيهِ : " خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ " الْحَدِيثَ .
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي قَتَادَةَفَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ .
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي ذَرٍّفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُمَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ أَيْضًا .
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّفَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَنَسٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ )
وَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ النَّسَائِيُّ وَ الْحَدِيثُ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ الطَّوِيلِ
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مُطَوَّلًا .