الحديث الثانى
( مما جاء فى فضل صلاتى الفجر و العشاء فى جماعة )
حَدَّثَنَامَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَحَدَّثَنَابِشْرُ بْنُ السَّرِيِّحَدَّثَنَاسُفْيَانُ
عَنْعُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍعَنْعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ
عَنْعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضى الله تعالى عنه أنهقَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :
( مَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفِ لَيْلَةٍ
وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ (
=====================================
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ أَنَسٍ وَ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ
وَ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ وَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَ أَبِي مُوسَى وَ بُرَيْدَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُعُثْمَانَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ قَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَعَنْعُثْمَانَمَوْقُوفًا
وَ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْعُثْمَانَمَرْفُوعًا
=====================================
الشــــروح
قَوْلُهُ : ( حدثنَابِشْرُ بْنُ السُّرِّيِّ)
الْأَفْوَهُ . بَصْرِيٌّ سَكَنَمَكَّةَوَ كَانَ وَاعِظًا ثِقَةً مُتْقِنًا طُعِنَ فِيهِ بِرَأْيِجَهْمٍثُمَّ اعْتَذَرَ وَ تَابَ ،
رَوَى عَنِ الثَّوْرِيِّوَ غَيْرِهِ ( حدثنَاسُفْيَانُ)هُوَ الثَّوْرِيُّ
( عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْحَكِيمِ ) بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَنِيفٍ الْأَنْصَارِيِّ الْأَوْسِيِّ أَبُو سَهْلٍ الْمَدَنِيِّ ثُمَّ الْكُوفِيِّ ثِقَةٌ
( عَنْعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ)الْأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيِّ الْمَدَنِيِّ ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ .
قَوْلُهُ : ( مَنْ شَهِدَ الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ )
وَ فِي رِوَايَةِمُسْلِمٍمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ ( كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفِ لَيْلَةٍ )
وَ فِي رِوَايَةِمُسْلِمٍ
)فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِوَ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَ الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ)
وَ كَذَلِكَ فِي رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَوَ فِي رِوَايَةِمُسْلِمٍوَ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ
فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ .
قَالَ الْحَافِظُالْمُنْذِرِيُّفِي التَّرْغِيبِ قَالَابْنُ خُزَيْمَةَفِي صَحِيحِهِ :
بَابُ فَضْلِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَ الْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ وَ بَيَانُ أَنَّ صَلَاةَ الْفَجْرِ فِي الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ
مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ ، وَ أَنَّ فَضْلَهَا فِي الْجَمَاعَةِ ضِعْفَا فَضْلِ الْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ ،
ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَعُثْمَانَبِنَحْوِ لَفْظِمُسْلِمٍ، قَالَالْمُنْذِرِيُّوَ لَفْظُأَبِي دَاوُدَوَ التِّرْمِذِيِّ
يُدَافِعُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ انْتَهَى ، قُلْتُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَالْمُنْذِرِيُّ،
فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا التَّوْفِيقُ بَيْنَ رِوَايَةِمُسْلِمٍالَّتِي تَقْتَضِي بِظَاهِرِهَا
أَنَّ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَ الْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ وَ نِصْفٍ
وَ بَيْنَ رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَوَالتِّرْمِذِيِّالَّتِي تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ .
قُلْتُ : الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ وَ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فِي رِوَايَةٍمُسْلِمٍ
أَيْ مُنْضَمًّا لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ جَمَاعَةً . قَالَهُالْمُنَاوِيُّ.
وَ قَالَالْقَارِيُّفِي الْمِرْقَاةِ فِي شَرْحِ قَوْلِهِ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ
أَيْ بِانْضِمَامِ ذَلِكَ النِّصْفِ فَكَأَنَّهُ أَحْيَا نِصْفَ اللَّيْلِ الْأَخِيرَ انْتَهَى .
وَ هَذَا هُوَ الْمُتَعَيِّنُ جَمْعًا بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ ، وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنِابْنِ - ص 12 - عُمَرَوَ أَبِي هُرَيْرَةَوَ أَنَسٍ
وَ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي رُوَيْبَةَوَ جُنْدُبٍوَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍوَ أَبِي مُوسَىوَ بُرَيْدَةَ)
أَمَّا حَدِيثُابْنِ عُمَرَفَأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّفِي الْأَوْسَطِ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ
: مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ وَ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ
كَانَ كَعِدْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ
. قَالَالْهَيْثَمِيُّفِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ ضَعِيفٌ غَيْرُ مُتَّهَمٍ بِالْكَذِبِ انْتَهَى ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ فِيهِ
وَ لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَ الصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَ لَوْ حَبْوًا،
وَ أَمَّا حَدِيثُأَنَسٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ بِمَعْنَى حَدِيثِأَبِي هُرَيْرَةَ
. قَالَالْهَيْثَمِيُّرِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ ، وَ أَمَّا حَدِيثُعُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَفَأَخْرَجَهُمُسْلِمٌفِي صَحِيحِهِ .
أَمَّا حَدِيثُجُنْدُبٍ فَأَخْرَجَهُمُسْلِمٌوَ أَبُو دَاوُدَوَ التِّرْمِذِيُّوَ غَيْرُهُمْ .
وَ أَمَّا حَدِيثُأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ أَبُو دَاوُدَوَ النَّسَائِيُّ
وَ ابْنُ خُزَيْمَةَوَ ابْنُ حِبَّانَفِي صَحِيحَيْهِمَاوَالْحَاكِمُ
. وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي مُوسَىفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُبُرَيْدَةَفَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَوَ التِّرْمِذِيُّ .
أنْتَهَى .
</h4>