
03-02-2016, 11:32 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
|
|
من فوائد الصلاة القرب من الله
من: الأخت / الملكة نــور
من فوائد الصلاة القرب من الله
و لهذا تَعِدُ الملوك من أرضاهم بالأجر و التقريب ،
كما قال السحرة لفرعون :
{ إنَّ لَنَا لأَجراً إن كُنَّا نحنُ الغالبينَ }
[ الشعراء : 41 ]
{ قالَ نَعم و إنَّكم لَمنَ المُقرَّبين }
[ الأعراف : 114 ] .
فوعدهم بالأجر و القرب ، و هو علو المنزلة عنده .
فالأول :
مَثَله مثل عبد دخل الدار ، دار الملك ،
و لكن حيل بينه و بين رب الدار بسترٍ و حجاب ،
فهو محجوب من وراء الستر فلذلك لم تقر عينه
بالنظر إلى صاحب الدار و النظر إليه ؛ لأنه محجوب بالشهوات ،
و غيوم الهوى و دخان النَفس ، و بخار الأماني ،
فالقلب منه بذلك و بغيره عليل ، و النفس مُكبَّة على ما نهواه ،
طالبة لحظها العاجل .
فلهذا لا يريد أحد من هؤلاء الصلاة إلا على إغماض ،
و ليس له فيها راحة ، و لا رغبة و لا رهبة فهو في عذاب
حتى يخرج منها إلى ما فيه قرة عينه من هواه و دنياه .
و الثاني :
مَثَلُهُ كمثلِ رَجُلٍ دخَل دار الملك ، و رفع الستر بينه وبينه ،
فقرَّت عينه بالنظر إلى الملك ، بقيامه في خدمته و طاعته ،
و قد أتحفه الملك بأنواع التحف ، و أدناه و قربه ،
فهو لا يحب الانصراف من بين يديه ،
لما يجده من لذَّة القرب و قرة العين ، و إقبال الملك عليه ،
و لذة مناجاة الملك ، و طيب كلامه ، و تذلُّله بين يديه ،
فهو في مزيد مناجاة ، و التحف وافدة عليه مِن كلِّ جهة ،
و مكتن و قد اطمأنت نفسه ، و خشع قلبه لربه و جوارحه ،
فهو في سرورٍ و راحةٍ يعبد الله ، كأنه يراه ، و تجلَّى له في كلامه ،
فأشد شيء عليه انصرافه مِن بين يديه ، و الله الموفق المُرشد المعين ،
فهذه إشارة و نبذة يسيرة في ذوق الصلاة ، و سرّ من أسرارها
و تجلٍّ من تجلياتها .
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
|