
03-15-2016, 02:20 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
|
|
الأمثال في القرآن جزء ثاني -02
من: الأخت / الملكة نــور
الأمثال في القرآن
جزء ثاني -02
الأمثال في القرآن
للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ،
وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ،
من علامات قيام الساعة
الاهتمام بالمظهر دون الجوهر :
نحن الآن الشيء الأول في حياتنا التزيينات ، المحلات مزينة ،
البيوت مزينة ، الأسواق مزينة ، الزينة الآن ترتقي إلى المحل الأول
في حياة الناس اليوم ،
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا }
[ يونس : 24 ]
كل شيء هناك مهندس تصميم ، مهندس تزيين ،
كل شيء فيه مسحات جمالية ، طبعاً لا تجدون هذا في البلاد النامية كثيراً ،
لكن في البلاد المتقدمة التقدم المادي شيء واضح جداً ، الطرقات ، الحدائق ،
أي شيء يخطر على بالك فيه أذواق جمالية رائعة جداً ،
وهذا من علامات قيام الساعة .
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
هنا الشرك ، هذا النبات تألق ، وكان جميلاً ، وأمتع عينيك ،
وهذه الأرض
{ وَازَّيَّنَتْ }
أينما ذهب الشيء جميل ، لكن الشيء الجميل لا يقدر عليه إلا الغني ،
والفقير ماذا يفعل ؟
ينظر بعينيه ويتحسر بقلبه ،
لذلك الله عز وجل حينما قال :
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا }
[ التوبة : 103 ]
قال علماء التفسير :
[ تطهرهم أي تطهر الغني من الشح ، والفقير من الحقد ،
والشح كالمرض الخبيث لكنه يسري في النفس ، هناك مرض خبيث يسري
في الجسد فينهي حياة الإنسان ، والشح مرض خبيث يسري
في النفس ويهلكه ا. ]
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
هناك بلد شرقي كان يملك قنابل نووية كافية لتدمير الأرض خمس مرات ،
وهذا البلد القوي العملاق تداعى من الداخل ، أي لا خاض حرباً ،
وليس هناك قوة كبيرة قهرته ، ولكنه تداعى من الداخل :
{ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ }
[ الأحزاب : 25 ]
من توهم أنه قادر على كل شيء وقع في ذنب مهلك هو ذنب الشرك :
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ }
[ يونس : 24 ]
أين المشكلة ؟
{ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
حينما يتوهم الإنسان أنه قادر على كل شيء وقع في ذنب مهلك ،
هو ذنب الشرك ، لذلك هناك ذنب يغفر ، وذنب لا يترك ، وذنب لا يغفر ،
فالذي يغفر ما كان بين العبد وربه ،
أي ذنب ؟
ما كان بينك وبين الله حصراً ، لكن ما كان بينك وبين العباد
هذه الذنوب لا تغفر إلا بالأداء أو المسامحة ،
لذلك قال تعالى :
{ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ }
[ الأحقاف : 31 ]
أي يغفر لكم بعض ذنوبكم التي بينكم وبين الله عز وجل ،
لكن ما كان بينك وبين العباد هذه الذنوب لا تغفر إلا إذا أديتها ،
أو إلا إذا سامحك الطرف الآخر .
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا }
[ يونس : 24 ]
اجعل هذه الحقيقة فردية ، أنت حينما تتوهم أنك تفعل ما تريد
وقعت في ذنب كبير، في ذنب الشرك ،
قل : إن شاء الله ،
قل : إذا راد الله،
قل : إذا سمح الله،
قال :
{ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي }
[ النمل : 40 ]
قل هذا من إكرام الله لي ،
لا تقل :
{ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ القصص : 78 ]
قالها قارون فأهلكه الله ، قال فرعون :
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
[ الزخرف : 51 ]
فأهلكه الله عز وجل .
بطولة الإنسان أن يعزو فضل الله إلى الله
لا إلى ذاته :
أي إنسان يقول : هذه من جهدي ، من خبرتي ، من اختصاصي ،
من علمي ، أي إنسان يعزو ما أكرمه به من فضل إلى ذاته وقع في الشرك ،
لذلك كلمات مهلكات : أنا ، ونحن ، ولي ، وعندي .
نحن :
{ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ }
[ النمل : 33 ]
قالها قوم بلقيس فأهلكهم الله .
لي :
{ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }
[ الزخرف : 51 ]
عندي :
{ قالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي }
[ القصص : 78 ]
أنا :
{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ }
[ الأعراف : 12 ]
الشيطان
فخمس كلمات مهلكات :
أنا ، ونحن ، ولي ، وعندي ،
أي عزوت فضل الله إلى جهدك لا إلى فضل الله عز وجل ،
{ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا
أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً }
[ يونس : 24 ]
هذا ملمح دقيق جداً ، قد تأتي الساعة على قوم ليلاً ،
وعلى قوم نهاراً ، أي الساعة تعم الأرض ،
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً
كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ }
[ يونس : 24 ]
الآن هناك مدن ، أصابها زلزال فاختفت ، الآن ترون في الأخبار
بالصين عشرات ألوف القتلى اختفوا تحت الأرض ،
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ }
[ يونس : 24 ]
كل بطولتك أن تعزو فضل الله إلى الله لا أن تعزوه إلى ذاتك ،
وهذا الدرس لا ينجو منه أحد .
من علامات الإيمان أن المؤمن الصادق يرى فضل الله عليه :
من هم قمم البشر؟
الصحابة الكرام ،
في بدر قال تعالى :
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ }
[ آل عمران : 173 ]
مفتقرون إلى الله ،
هم هم وفيهم سيد الخلق في حنين قالوا :
[ ولن نُغْلَبَ مِنْ قِلَّةٍ ]
أخرجه أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس
قال تعالى :
{ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً
وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }
[ التوبة : 25 ]
هذا الدرس نحتاجه جميعاً كل دقيقة ، لا تقل أنا ، لا تعتد بقوتك ،
ولا بصحتك ، ولا بمالٍ ، ولا بنسبٍ ، اعتد بفضل الله عليك ،
{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
[ يونس : 24 ]
|