عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-13-2011, 12:10 PM
vip_vip vip_vip غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: egypt
المشاركات: 5,722
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى vip_vip
افتراضي

قَوْلُهُ : ( حَدِيثُوَابِصَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ )

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَ صَحَّحَهُأَحْمَدُوَ ابْنُ خُزَيْمَةَوَ غَيْرُهُمَا


قَوْلُهُ : ( وَ بِهِ يَقُولُأَحْمَدُوَ إِسْحَاقُ)

وَ بِهِ قَالَ بَعْضُ مُحَدِّثِي الشَّافِعِيَّةِكَابْنِ خُزَيْمَةَ، وَ مِمَّنْ قَالَ بِذَلِكَالنَّخَعِيُّ،

وَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍوَ بِهِ قَالَ قَوْمٌ مِنْأَهْلِ الْكُوفَةِكَمَا بَيَّنَهُالتِّرْمِذِيُّ،

وَ اسْتَدَلُّوا بِأَحَادِيثِ الْبَابِ ( وَ قَدْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ تُجْزِئُهُ إِذَا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ ،

وَ هُوَ قَوْلُسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،وَ ابْنِ الْمُبَارَكِ،وَ الشَّافِعِيِّ)وَ هُوَ قَوْلُ الْحَنَفِيَّةِ ،

وَ اسْتُدِلَّ لَهُمْ بِحَدِيثِأَنَسٍ، قَالَ : صَلَّيْتُ أَنَا وَ يَتِيمٌ فِي بَيْتِنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،

وَ أُمِّيأُمُّ سُلَيْمٍخَلْفَنَا . رَوَاهُالْبُخَارِيُّوَ مُسْلِمٌ،

قَالَالزَّيْلَعِيُّفِي نَصْبِ الرَّايَةِ : وَ أَحْكَامُ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ انْتَهَى .

وَ قَالَابْنُ بَطَّالٍ : لَمَّا ثَبَتَ ذَلِكَ لِلْمَرْأَةِ كَانَ لِلرَّجُلِ أَوْلَى انْتَهَى .

وَرُدَّ هَذَا الِاسْتِدْلَالُ بِأَنَّهُ إِنَّمَا سَاغَ ذَلِكَ لِلْمَرْأَةِ لِامْتِنَاعِ أَنْ تَصُفَّ مَعَ الرِّجَالِ ،

بِخِلَافِ الرَّجُلِ فَإِنَّ لَهُ أَنْ يَصُفَّ مَعَهُمْ ، وَ أَنْ يُزَاحِمَهُمْ

وَ أَنْ يَجْذِبَ رَجُلًا مِنْ حَاشِيَةِ الصَّفِّ فَيَقُومَ مَعَهُ فَافْتَرَقَا .

قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قَالَابْنُ خُزَيْمَةَ

: لَا يَصِحُّ الِاسْتِدْلَالُ بِهِ لِأَنَّ صَلَاةَ الْمَرْءِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ مَنْهِيٌّ عَنْهَا

بِاتِّفَاقٍ مِمَّنْ يَقُولُ تُجْزِئُهُ أَوْ لَا تُجْزِئُهُ ،

وَ صَلَاةُ الْمَرْأَةِ وَحْدَهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ أُخْرَى مَأْمُورٌ بِهَا بِاتِّفَاقٍ ،

فَكَيْفَ يُقَاسُ مَأْمُورٌ عَلَى مَنْهِيٍّ انْتَهَى .

وَ اسْتُدِلَّ لَهُمْ أَيْضًا بِحَدِيثِابْنِ عَبَّاسٍبِأَنَّهُصَلَّى خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

فَأَخَذَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِيَدِهِ وَ جَعَلَهُ حِذَاءَهُ وَ لَمْ يَأْمُرْهُ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ .

وَ أُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ رِوَايَةَابْنِ عَبَّاسٍهَذِهِ هِيَ إِحْدَى الرِّوَايَاتِ الَّتِي وَرَدَتْ فِي صِفَةِ دُخُولِهِ

مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي بَاتَ فِيهَا عِنْدَ خَالَتِهِمَيْمُونَةَ،

وَ الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ وَ غَيْرِهِمَاأَنَّهُ قَامَ عَنْ يَسَارِهِ فَجَعَلَهُ عَنْ يَمِينِهِ ،

وَ هُوَ الْأَصَحُّ الْأَرْجَحُ ،

وَ اسْتُدِلَّ لَهُمْ أَيْضًا بِحَدِيثِأَبِي بَكْرَةَأَنَّهُانْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ

قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ ، ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ ،

فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،

فَقَالَ : زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَ لَا تَعُدْ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ،وَ أَبُو دَاوُدَ،وَ النَّسَائِيُّ،

قَالَالتُّورِبِشْتِيُّوَ مُحْيِي السُّنَّةِ : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الِانْفِرَادَ خَلْفَ الصَّفِّ لَا يُبْطِلُ

لِأَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالْإِعَادَةِ وَ أَرْشَدَهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ بِمَا هُوَ أَفْضَلُ بِقَوْلِهِ : وَ لَا تَعُدْ ،

فَإِنَّهُ نَهْيُ تَنْزِيهٍ لَا تَحْرِيمٍ إِذْ لَوْ كَانَ لِلتَّحْرِيمِ لَأَمَرَهُ بِالْإِعَادَةِ انْتَهَى ،

وَ قَالَابْنُ الْهُمَامِمِنَ الْعُلَمَاءِ الْحَنَفِيَّةِ : وَ حَمَلَ أَئِمَّتُنَا حَدِيثَوَابِصَةَعَلَى النَّدْبِ

وَ حَدِيثَعَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَعَلَى نَفْيِ الْكَمَالِ لِيُوَافِقَا حَدِيثَأَبِي بَكْرَةَإِذْ ظَاهِرُهُ عَدَمُ لُزُومِ الْإِعَادَةِ

لِعَدَمِ أَمْرِهِ بِهَا انْتَهَى كَلَامُهُ مُحَصَّلًا .

قُلْتُ : قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : جَمَعَأَحْمَدُوَ غَيْرُهُ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ ،

يَعْنِي بَيْنَ حَدِيثِوَابِصَةَوَ حَدِيثِأَبِي بَكْرَةَ، بِأَنَّ حَدِيثَأَبِي بَكْرَةَمُخَصِّصٌ لِعُمُومِ حَدِيثِوَابِصَةَ ،

فَمَنِ ابْتَدَأَ الصَّلَاةَ مُنْفَرِدًا خَلْفَ الصَّفِّ ،

ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّفِّ قَبْلَ الْقِيَامِ مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ تَجِبْ عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ ، كَمَا فِي حَدِيثِأَبِي بَكْرَةَ،

وَ إِلَّا فَيَجِبُ عَلَى عُمُومِ حَدِيثِوَابِصَةَوَ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَانْتَهَى ،

وَ هَذَا الْجَمْعُ حَسَنٌ بَلْ هُوَ الْمُتَعَيِّنُ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ التَّوْفِيقُ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ بِلَا تَكَلُّفٍ

وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .


فَـــائِــدَةٌ :

قَدِ اخْتُلِفَ فِي مَنْ لَمْ يَجِدْ فُرْجَةً وَ لَا سَعَةً فِي الصَّفِّ مَا الَّذِي يَفْعَلُ ،

فَقِيلَ : إِنَّهُ يَقِفُ مُنْفَرِدًا ، وَ لَا يَجْذِبُ إِلَى نَفْسِهِ أَحَدًا ،

لِأَنَّهُ لَوْ جَذَبَ إِلَى نَفْسِهِ وَاحِدًا لَفَوَّتَ عَلَيْهِ فَضِيلَةَ الصَّفِّ الْأَوَّلِ ، وَ لَأَوْقَعَ الْخَلَلَ فِي الصَّفِّ ،

وَ بِهَذَا قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَ حَكَاهُ عَنْ مَالِكٍ ،

وَ قَالَ أَكْثَرُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ : إِنَّهُ يَجْذِبُ إِلَى نَفْسِهِ وَاحِدًا ، وَ يُسْتَحَبُّ لِلْمَجْذُوبِ أَنْ يُسَاعِدَهُ ،

وَ لَا فَرْقَ بَيْنَ الدَّاخِلِ فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ وَ الْحَاضِرِ فِي ابْتِدَائِهَا فِي ذَلِكَ ،

وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ وَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنَّ الدَّاخِلَ إِلَى الصَّلَاةِ وَ الصُّفُوفُ قَدِ اسْتَوَتْ

وَ اتَّصَلَتْ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَجْذِبَ إِلَى نَفْسِهِ وَاحِدًا لِيَقُومَ مَعَهُ ،

وَ اسْتَقْبَحَ ذَلِكَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ ، وَ كَرِهَهُ الْأَوْزَاعِيُّ وَ مَالِكٌ ،

وَ اسْتَدَلَّ الْقَائِلُونَ بِالْجَوَازِ بِمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ،

وَ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ وَابِصَةَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

قَالَ لِرَجُلٍ صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ :

أَيُّهَا الْمُصَلِّي ، هَلَّا دَخَلْتَ فِي الصَّفِّ أَوْ جَرَرْتَ رَجُلًا مِنَ الصَّفِّ ، أَعِدْ صَلَاتَكَ ،

وَ فِيهِ السُّرِّيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَ هُوَ مَتْرُوكٌ ، وَ لَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي تَارِيخِ أَصْبَهَانَ لِأَبِي نُعَيْمٍ ،

وَ فِيهَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَ فِيهِ ضَعْفٌ ، لِأَبِي دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ

مِنْ رِوَايَةِ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ مَرْفُوعًا : إِنْ جَاءَ رَجُلٌ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا فَلِيَخْتَلِجْ إِلَيْهِ رَجُلًا

مِنَ الصَّفِّ فَلِيَقُمْ مَعَهُ فَمَا أَعْظَمَ أَجْرَ الْمُخْتَلِجِ ،

وَ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ قَالَ : الْحَافِظُ وَاهٍ بِلَفْظِ :

إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَمَرَ الْآتِيَ وَ قَدْ تَمَّتِ الصُّفُوفُ

أَنْ يَجْتَذِبَ إِلَيْهِ رَجُلًا يُقِيمُهُ إِلَى جَنْبِهِ كَذَا فِي النَّيْلِ .
أنْتَهَى .



وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

</h4></h4>

رد مع اقتباس