
03-24-2016, 02:16 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,453
|
|
الأمثال في القرآن جزء خامس
من: الأخت / الملكة نــور
الأمثال في القرآن
جزء خامس
الأمثال في القرآن
للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
قال تعالى :
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ
إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }
أي إنسان ما لم يطلب العلم بل انشغل عنه
هبط عن مستوى إنسانيته :
أيها الأخوة الكرام الآية اليوم :
قال تعالى :
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ
إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }
[ سورة الفرقان : 44 ]
أيها الأخوة الكرام ، هناك جماد و نبات و حيوان و إنسان ،
الجماد يشغل حيزاً في الفراغ ، له وزن ، وله ثلاثة أبعاد ،
أما النبات يشغل حيزاً في الفراغ ، وله وزن ، وله ثلاثة أبعاد ،
لكنه ينمو ، الحيوان شيء يشغل حيزاً في الفراغ ، وله ثلاثة أبعاد ،
وينمو كالنبات ، لكنه يتحرك ، الإنسان كائن يشغل حيزاً في الفراغ ،
وله وزن ، وله ثلاثة أبعاد ، وينمو كالنبات ، ويتحرك كبقية المخلوقات ،
لكنه يفكر ، أودع في الإنسان قوة إدراكية ، بهذه القوة الإدراكية
يتميز عن بقية المخلوقات ، هذه القوة الإدراكية حاجتها العلم ،
فأي إنسان ما لم يطلب العلم بل انشغل بطعامه ، وشرابه ، ومتعته ،
هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به ، انشغل بطعامه ،
وشرابه ، ومتعته ، دون أن يستخدم عقله لمعرفة سرّ وجوده
وغاية وجوده ،
لماذا هو في الدنيا ؟
من الذي خلقه ؟
لماذا خلقه ؟
ماذا بعد الموت ؟
هل الحياة هي الدنيا ولا حياة بعدها أم أن هناك حياة أخرى إلى الأبد ؟
هذه الأسئلة الكبيرة إن لم يهتم بها ، ولم يبحث عنها ،
ولم يعرف لماذا خلق ، ومن أي المخلوقات هو فهو خاسر .
الإنسان هو المخلوق المكرم و المكلف
وعلة وجوده في الدنيا أن يعبد الله :
الإنسان هو المخلوق الأول :
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ }
[ الأحزاب : 72 ]
هو المخلوق المكرم :
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم
مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }
[ الإسراء : 70 ]
والإنسان هو المخلوق المكلف ،
لقال تعالى :
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
[ الذاريات : 56 ]
علة وجودك في الدنيا أن تعبد الله العلة الوحيدة ، عفواً طالب دخل مدرسة ،
قد يختار مقعداً مريحاً ، أو جانب النافذة ، أو إلى الجهة التي فيها شمس ،
وقد يأتي بشطيرة معه ، أما أن ينسى أنه جاء إلى المدرسة
من أجل أن يدرس ، هذا أحمق ، يمكن أن يكون معك شطيرة تأكلها ،
يمكن أن يكون معك كتاب ودفتر ، يمكن أن تختار مطعماً مريحاً ،
هذا كله ممكن ، لكن تنسى الدراسة كلها ،
معنى ذلك أنك تنكرت لعلة وجودك في هذه المدرسة .
من يفعل فعلاً يتناقض مع وحي الله
فهو لم يصدق كلام الله :
أيها الأخوة الكرام ، مرة ثانية أقول :
سيدنا سعد بن أبي وقاص قال :
[ ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس
من هذه الثلاثة ما سمعت حديثاً من رسول الله حتى علمت
أنه حق من الله تعالى ].
أحياناً يكتب خبر لا يزيد عن عشر كلمات ، هناك مشروع
لتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات إلى خمسين بالمئة ،
اليوم التالي كل سيارة ينزل سعرها مئتي ألف ، خمس كلمات في الجريدة ،
صار اضطراب بالأسعار
معنى ذلك أن هذا الإنسان صدق ما في الجريدة ،
كيف بإنسان لا يصدق ما في القرآن الكريم ؟
أذكر مرة إنسان كنت أمشي في الطريق استوقفني واستنصحني ،
أنه خطب ابنته شاب وسيم ، من أرقى العائلات ، بيت من الطراز الأول ،
مركبة ، معمل ، كل شيء كما يتمنى أي أب يزوج ابنته
قال لي :
لكن لا يوجد به دين أبداً،
أنا ماذا أقول له ؟
قلت له :
أنت حينما تقرأ القرآن الكريم وتنتهي من قراءته
ماذا تقول ؟
صدق الله عز وجل ، فإذا قرأت قوله تعالى :
{ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ }
[ البقرة : 221 ]
معنى هذا يجب أن تبحث عن المؤمن ، لكن الذي وقع أنه زوجه إياها ،
وبعد سبعة عشر يوماً من زواجهما كانا في نزهة في أحد مصايف دمشق
فتح باب السيارة وركلها برجله ، وعاد إلى الشام وحده ،
ما صدق كلام الله عز وجل .
أيها الأخوة الكرام ، كلام دقيق أنت حينما تفعل فعلاً يتناقض
مع وحي الله أنت ما صدقت كلام الله ،
لذلك تقول أنت بالعيد :
الله أكبر
إذا أطعت مخلوقاً وعصيت خالقاً ما قلت الله أكبر ولا مرة
ولو رددتها بلسانك ألف مرة ، إنسان عنده صناعة غذائية ،
إذا أضاف مادة مسرطنة لكي يجعل لون هذه البضاعة أبيض ،
السعر يزداد ، فهذا الذي يغش غذاء المسلمين من أجل مبلغ من المال
لو يوم العيد قال مليون مرة الله أكبر ، صدق ولا أبالغ ما قال هذه الكلمة
ولا مرة لأنه رأى أن هذا المبلغ الذي يأتيه من ربح عن طريق الغش
أكبر عنده من الله .
على الإنسان أن يُعمل عقله في هذا الكون
أو يتأمل فالمؤدى واحد :
لا تجامل نفسك ، كن صريحاً ، أنت حينما تطيع إنساناً وتعصي خالقاً ،
أنت حينما تؤذي الناس من أجل الربح ، أنت حينما تكون مدرساً
وتعطي أسئلة من أصعب ما يكون حتى الطلاب معظمهم يأخذون الصفر ،
من أجل درس خصوصي ، أنت حينما تقنع الموكل أن الدعوى ناجحة ،
وتعلم علم اليقين أنها لا يمكن أن تنجح ، وتبتز أمواله لسنوات طويلة ،
بأي حرفة ، بأي مهنة ، بأي مورد رزق ، إذا كان هناك غش ، أو كذب ،
صدق ولا أبالغ ما قلت الله أكبر ولا مرة ولو رددتها بلسانك ألف مرة ،
الإسلام مع مضي الأيام يصبح طقوساً وليس عبادات ، يصبح تقاليد ،
يصبح عادات ، يصبح فلكلوراً ، الإسلام منهج ،
لذلك الشخصية المؤمنة شخصية فذة فيها مرتبة علمية ،
مرتبة أخلاقية، ومرتبة جمالية :
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ }
[ الفرقان : 44 ]
إما أن تفكر ، أن تتأمل ، أن تعمل عقلك في هذا الكون ، فتكتشف الحقائق ،
أو أن تستمع إلى علم جاهز ، المؤدى واحد ،
إن استمعت إلى علم جاهز يسمعون إن أعملت عقلك
في هذا الكون يعقلون .
الإنسان مكلف فإن لم يلبِ تكليفه
شقي إلى أبد الآبدين :
قال تعالى :
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ
إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }
[ سورة الفرقان : 44 ]
الأنعام لهم حجم ، وثلاثة أبعاد ، ووزن ، ويشغلون حيزاً في الفراغ ،
وينمون ، ويتحركون ، لكن لا يفكرون ، لأن الإنسان أودع الله فيه
قوة إدراكية ، فإن لم يستخدم هذه القوة صار كالأنعام بل هو أضل ،
لأن هذا الإنسان مكلف فإن لم يلبِ تكليفه شقي إلى أبد الآبدين ،
أما الأنعام فليست مكلفة ، أي إذا وضعت دابة على حشيش
تأكل طوال النهار ، لا تعرف هذا الحشيش لصاحبها أم لجار صاحبها ،
ليست مكلفة ، فليس عندها أخطاء لأنها غير مكلفة ،
أما الإنسان فمكلف حينما ينحرف ويأخذ ما ليس له ،
فضلاً عن أنه هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به ،
هو محاسب وسوف يحاسب حساباً عسيراً:
{ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ
إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا }
[ سورة الفرقان : 44 ]
|