عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-29-2016, 02:31 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
افتراضي حكم طلب الدعاء من الآخرين


من:الأخ / أديب سعيد
حكم طلب الدعاء من الآخرين

حكم طلب الدعاء من الآخرين

السؤال :

ما حكم طلب المسلم من أخيه المسلم
الدعاء ممن يتوسم فيه الخير ؟


ويكون ذاهباً إلى الحج أو سفر غيره ، فيطلب منه الدعاء له
بظهر الغيب لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى على أويس ،
وحث الصحابة رضوان الله عليهم على طلب الدعاء منه
حديث أويس القرني أخرجه مسلم رقم 2542

وهل كره شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك ،
وخص الحديث بأويس ،
أفيدونا وفقكم الله .


الجواب :

الحمد لله طلب الدعاء من الرجل الذي ترجى إجابته إما لصلاحه
وإما لكونه يذهب إلى أماكن ترجى فيها إجابة الدعاء كالسفر
والحج والعمرة وما أشبه ذلك ، هو في الأصل لا بأس به ،
لكن إذا كان يخشى منه محذور ، كما لو خشي من اتكال الطالب
على دعاء المطلوب ، وأن يكون دائماً متكلاً على غيره
فيما يدعو به ربه ـ أو يخشى منه أن يُعجَب المطلوب بنفسه ،
ويظن أنه وصل إلى حد يطلب منه الدعاء فيلحقه الغرور ،
فهذا يمنع لاشتماله على محذور وأما إذا لم يشتمل على محذور

فالأصل فيه الجواز لكن مع ذلك نقول لا ينبغي ،
لأنه ليس من عادة الصحابة رضي الله عنهم
أن يتواصى بعضهم بعضاً بالدعاء

وأما ما يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر :

[ لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك ]
أخرجه أبو داود رقم 1498 ، والترمذي رقم 3557
فإنه ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما سؤال بعض الصحابة رضي الله عنهم
لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء ،
فمن المعلوم أنه لا أحد يصل إلى مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وإلا فقد طلب منه عكاشة بن محصن أن يدعو له
فجعله من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، فقال : أنت منهم
أخرجه البخاري رقم 6541 ، ومسلم رقم 216، 218 ، 220

ودخل رجل يسأله أن يسأل الله الغيث لهم فسأله
أخرجه البخاري رقم 1013 ، ومسلم رقم 897 .

وأما إيصاء النبي للصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم
فهذا لا شك أنه خاص به ، وإلا فمن المعلوم أن أويساً ليس مثل أبي بكر
ولا عمر ولا عثمان ولا علي ، ولا غيره من الصحابة ،
ومع ذلك لم يوص أحداً من أصحابه أن يطلب من أحدهم أن يدعو لهم .

وخلاصة الجواب أن نقول :

إنه لا بأس بطلب الدعاء ممن ترجى إجابته ،
بشرط ألا يتضمن ذلك محذوراً ، ومع هذا فإن تركه أفضل وأولى .
لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين /212

من فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
أنه قيل له :

أجدبت الأرض وقنط الناس !
قال: مطروا إذاً .

وقد انتزع ذلك رضي الله عنه من قول الله تعالى :

{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ
وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }

[ الشورى : 28 ]

رد مع اقتباس