
03-31-2016, 02:16 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,453
|
|
سائلوا التاريخ عنا .. كيف كنـا ، يوم كنا
من:الأخ / أديب سعيد
سائلوا التاريخ عنا .. كيف كنـا ، يوم كنا
من كتاب قصص من التاريخ
علي الطنطاوي
في بيت المقدس ! أحد سكان بيت المقدس من أهل الذمة
يروي لذويه ما حدث عند دخول المسلمين بيت المقدس
بقيادة صلاح الدين
وجاء شاهد عيان
يصف ما رأى وما سمع في المسجد ، قال :
ودخلت فلم يمنعني أحد ولم يسألني أحد من أنا ،
فاختلطت بالمسلمين ، فإذا هم جميعاً يجلسون على الأرض ،
لا تتفاوت مقاعدهم و لايمتاز أميرهم عن واحد منهم ،
قد خشعت جوارحهم وسكنت حركاتهم وخضعوا لله
فعجبت من هؤلاء الذين كانوا جنّ المعارك وشياطين يوم القتال ،
كيف استحالوا هناك رهباناً خشّعاً .
ورأيت الخطيب قد صعد المنبر خطب خطبة ،
لو أنها ألقيت على رمال البيد لتحركت وانقلبت فرساناً
ومضت حتى تفتح الأرض ،
ولو سمعتها الصخور الصم لأنبثقت فيها الحياة
ومشت فيها الروح .
ووجدت هؤلاء الناس لا يُغلَبون أبداً ما داموا مسلمين
ولو اجتمعت عليهم دول الدنيا ،
لأن قوى الإيمان أقوى في نفوسهم من كل قوة ؛
إنه لا يخيفهم شئ لأن الناس إنما يخوّفون بالموت ،
وهؤلاء قوم يحبون الموت ويريدون أن يموتوا .
كلا ؛ لا يطمع قومنا بهذه الديار أبداً ، أنا أقول لكم ،
و أنا قد عرفت القوم وتكلمت بلسانهم وخالطتهم
ووقفت على ديانتهم وسلائقهم
كلا إنه لا أمل لنا فيها .
لقد أنزلوا الصليب اليوم بعدما لبث مئة سنة فلن يعود ،
لن يعلو هذه القبة إلا شعار محمد ،فلا نصرانية ،و لا يهودية .
إن كل بقعة في هذه الديار تنقلب إذا اشتد الأمر وجد الجد حطين ،
وكل وليد فيهم يصير صلاح الدين ، فلا يريق قومنا دماءهم هدراً
ولا يزهقوا أرواحهم في غير طائل
سائلوا التاريخ عنا كيف كنـا ، يوم كنا .
يوم نقلب صفحات ماضينا المجيد،
نتحسر ونحن ننظر إلى واقعنا .
بين ، يوم كنا ، واليوم صرنا ،
البون شاسع ، والخرق واسع .
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوَانُ عَلَيهِ ... ما لجُرْحٍ بمَيّتٍ إيلامُ .
يوم كنا نطبق ،
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }
كنا .
يوم فصلنا الدين عن الحياة ، صرنا ،
إلى أحزاب وجماعات , تفرقنا ،
و
{ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
يوم كنا ، نطبق
{ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ...}
أمة تهابها كل الأمم .
يوم كنا ، دخل عقبة بن نافع رحمة الله ،
بفرسه المحيط الأطلسي وقال :
[ اللهم لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها ].
* يوم كنا واليوم صرنا
غثاءً كغثاء السيل ، يدبر أمرها بليل ، لا قوة لها ولا حيل .
* وَيُقْضى َ الأمْرُ حينَ تَغيبُ تَيْمٌ , وَلا يُسْتَأمَرُونَ وَهُمْ شُهُودُ
هزيمة نفسية، مجدنا الخبيث واقتفيناة ، وهجونا الطيب وهجرناه .
* أمتي كم صنم مجدتـه , لم يكن يحمل طهر الصنم .
صرنا نطارد قرارات "هيئتهم الأممية " المجحفة ،
بإيجاد أرض للمشردين ، ورغيف للجوعانين ، من أبناء امتنا
* لا يلام الذئب في عدوانه , إن يك الراعي عدو الغنم
وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
|