لقد حاول الغرب وأذنابهم من المنافقين تخويف الناس من الإسلام
ونشر ما يُسمي عندهم بالإسلام وفوبيا لإبعاد الناس عن هذا الدين العظيم ،
ومن ثم فقد تشرب الكثير من الناس الخوف من الإسلام
حيثُ يظنون أن اختيار الناس للإسلام وتطبيق شرع الله تعالى
هو تقطيع للأيادي وكبت للحُريات
وأجملوا الشريعة في الحدود الضيقة
فظنوا أن اختيار الإسلام هو رجم المسلمين
والرجوع إلى القرون الوسطي المظلمة
وملئوا قلوب كثير من الناس رُعباً
وقالوا لو طُبق الإسلام ستُمنع السياحة
وتُغلق الملاعب وتجُبر النساء علي الحجاب ... إلخ
فأردت في هذه الكلمات أن أُبين للناس
إخواني الكرام لما قامت الثورة في بلادنا
نظرت إلى الشعارات الكثيرة التي رفعها الشباب وغيرهم
فإذا مُعظمها العدالة – الحُرية – الأمن – محُاربة الفساد
– المساواة – رفع الأجور – الإصلاح الإقتصادي ...
إلى غير ذلك من تلك الشعارات الصحيحة العظيمة
فلما نظرت فيها رأيت أن هُناك كلمة واحدة
تجمع كُل هذه الشعارات أتدرون ما هي ؟!
نعم والله هو الإسلام ... هو شرع الله ... هو دين الله
فلو أننا اخترنا الإسلام لتحقق كُل هذا المطلوب
بل وأكثر منه بكثير وليعلم المسلمون ...
بل ولتعلم الدُنيا كلها أن أول ثمرة من ثمرات الإسلام هو صلاح الدُنيا
وأول ثمرة من ثمرات تحكيم شرع الله هو الحياة الطيبة الكريمة
فماذا لو اخترنا الإسلام ؟!
لو اخترنا الإسلام – لتحقق .. العدل المنشود
نعم العدل الذي يجعل رئيس الدولة أمام الإسلام كأقل رجل فيها .
فلا لاستخدام الكرسي والمنصب لظلم العباد
ففي ديننا كلام ربنا في الحديث القدسي
"إني حرمتُ الظُلم على نفسي وجعلته بينكُم محُرما فلا تظالموا "
أخرجه مُسلم في صححه وأحمد في مُسنده:
هل تعلم أخي الحبيب أننا لو اخترنا الإسلام لكان من حق أي واحد من الناس
أن يدخل على الرئيس ليطلب منه حاجته ولا يمنعه أحد وهذا من تمام العدل
وتأمل حديث النبي صلـىالله عليه وسلم
"من ولى من أمر المسلمين شيئا فاحتجب دون خلتهم وحاجتهم
وفاقتهم وفقرهم احتجب الله دون خلته وحاجته وفاقته وفقره يوم القيامة"
رواهُ الحاكم في المُستدرج
لو اخترنا الإسلام لتحققت المساواة
بين الحاكم والمحكوم والشريف والوضيع والغني والفقير
فلن نجد وساطة ولا محسوبيةولا مجاملات
فالكل سواء فهذا نبينا صلـ الله عليه وسلم ـى يرسي دعائم المساواة
حين سرقت امرأة شريفة بنت الأكابر من بني مخزوم
فجاءه أسامة بن زيد حبيب النبي صلـ الله عليه وسلم ـى
يتوسط عند النبي صلـ الله عليه وسلم ـى شافعاً فيها ليترك النبي مُعاقبتها
ففوجئ أسامة بن زيد بمبدأ المساواة
والنبي صلـ الله عليه وسلم ـىيعاتبه ويقول
"أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة"
لو اخترنا الإسلام :
فلا ديكتاتورية ولا حكم الفرد
بل الشورى باللين والرحمة والرفق
فالإسلام دين الشورى الحقيقية
وتأمل قول الله تعالي للنبيصلـ الله عليه وسلم ـى
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ"
آل عمران:159
ومن ثم فها هو النبي صلـ الله عليه وسلم ـىيشاور أًصحابه ماذا يفعل في أسري بدر وأخذ بمشورتهم
بل لقد أخذ النبي صلـ الله عليه وسلم ـىبمشورة زوجته يوم الحديبية
ونفذ النبي صلـ الله عليه وسلم ـىمشورتها.
لو اخترنا الإسلام : لأصلح الله الإقتصاد ولأغني الغني الكريم عباده
فلقد حرم الإسلام إضاعة المال وحث علي الدفاع عنه
بل ومن مات دون ماله فهو شهيد كما حارب الإسلام الربا
وهو أكل أموال الناس بالباطل ومن قبل حربا لله ورسوله
حتى قال أكابر الاقتصاديين في أوربا لابد أن نطبق الاقتصاد الإسلامي
بكل حذافيره لنخرج من الأزمة الاقتصادية العالمية
فنخفض الفائدة إلي صفر ونفرض ضرائب من 2 – 3%
وهذا هو القرض الحسن وتلك هي الزكاة.
لو اخترنا الإسلام لتوسعت الأرزاق
ولبارك الله فيها بركة لا توصف
كما قال الله تعالي "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" الأعراف:96
تلك البركة من الله التي جعلت حبة القمح أيام حكم عمر بن عبد العزيز
كحجم نواة البلحة ومكتوب عليها
(هذا ما كان ينبت في زمن العدل)
لو اخترنا الإسلام ...
لوقف الفساد وأخذنا الحق من المفسدين
لأن الإسلام فيه حد الحرابة الذي يقام علي من آذي وقتل ..
. وسرق ونهب وأفسد في الأرض وظلم
كما قال تعالى
"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا
أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ
أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا
وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
المائدة:33
وساعتها سترد ثروة مصر إلي أبنائها المحتاجين
المغلوبين فترفع الأجور والمرتبات
لو اخترنا الإسلام ...
لتنظفت قلوبنا وشوارعنا ومياديننا
واستوت طرقاتنا
فالإسلام هو الذي علمك أن تأخذ أجر الصدقة
على الأذى تميطه عن طريق المسلمين
ولخشي الحاكم إن لم يمهد للمسلمين طرقهم
بل وللدواب أن يسأله الله لماذا لم تصلح لهم الطريق ؟!