حديث اليوم الأربعاء 16.01.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمْ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَاالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِعَنْأَبِي الزِّنَادِعَنْالْأَعْرَجِ
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قال :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ قَالَ
( إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمْ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ
فَإِنَّ فِيهِمْ الصَّغِيرَ وَ الْكَبِيرَ وَ الضَّعِيفَ وَ الْمَرِيضَ
فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ (
======================
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ فِي الْبَاب عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَ أَنَسٍ وَ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
وَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِي وَاقِدٍ وَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
وَ أَبِي مَسْعُودٍ وَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ اخْتَارُوا أَنْ لَا يُطِيلَ الْإِمَامُ الصَّلَاةَ مَخَافَةَ الْمَشَقَّةِ
عَلَى الضَّعِيفِ وَ الْكَبِيرِ وَ الْمَرِيضِ قَالَ أَبُو عِيسَىوَ أَبُو الزِّنَادِاسْمُهُعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ
وَ الْأَعْرَجُهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْمَدِينِيُّ وَ يُكْنَى أَبَا دَاوُدَ .
======================
الشـــــــروح
قَوْلُهُ : ( حدثنَاالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ رَوَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ فَأَكْثَرَ ، وَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَ قُتَيْبَةُ ،
قَالَ أَبُو دَاوُدَ : رَجُلٌ صَالِحٌ ، وَ قَالَأَحْمَدُ : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ ،
وَ قَالَالنَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، كَذَا فِي الْخُلَاصَةِ ،
وَ قَالَ الْحَافِظُ : ثِقَةٌ لَهُ غَرَائِبُ " فَلْيُخَفِّفْ "
قَالَابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : التَّطْوِيلُ وَ التَّخْفِيفُمِنَ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ
فَقَدْ يَكُونُ الشَّيْءُ خَفِيفًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَادَةِ قَوْمٍ طَوِيلًا بِالنِّسْبَةِ لِعَادَةِ آخَرِينَ ،
قَالَ : وَ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ لَا يَزِيدُ الْإِمَامُ فِي الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ عَلَى ثَلَاثِ تَسْبِيحَاتٍ ،
لَا يُخَالِفُ مَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ .
لِأَنَّ رَغْبَةَ الصَّحَابَةِ فِي الْخَيْرِ تَقْتَضِي أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ طَوِيلًا ،
قَالَ الْحَافِظُ : وَ أَوَّلُ مَا أُخِذَ حَدُّ التَّخْفِيفِ مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ،
وَ النَّسَائِيُّ، عَنْعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ لَهُ :
أَنْتَ إِمَامُ قَوْمِكَ ، وَ اقْدُرِ الْقَوْمَ بِأَضْعَفِهِمْ ،
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، وَ أَصْلُهُ فِيمُسْلِمٍانْتَهَى
قَوْلُهُ : ( فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ وَ الْكَبِيرَ )
أَيْ فِي السِّنِّ
( وَ الضَّعِيفَ ) أَيْ ضَعِيفَ الْخِلْقَةِ
( وَ الْمَرِيضَ ) وَ زَادَالطَّبَرَانِيُّ
مِنْ حَدِيثِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَ الْحَامِلَ وَ الْمُرْضِعَ ،
وَ لَهُ مِنْ حَدِيثِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ،
وَ الْعَابِرَ السَّبِيلَ ، وَ وَقَعَ فِي حَدِيثِأَبِي مَسْعُودٍوَ ذَا الْحَاجَةِ ،
وَ هُوَ أَشْمَلُ الْأَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ :
قَوْلُهُ فَإِنَّ فِيهِمْ مُقْتَضَاهُ أَنَّهُ مَتَى لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ مُتَّصِفٌ بِصِفَةٍ مِنَ الْمَذْكُورَاتِ لَمْ يَضُرَّ التَّطْوِيلُ ،
قَالَ : وَ قَدْ قَدَّمْتُ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ إِمْكَانِ مَجِيءِ مَنْ يَتَّصِفُ بِإِحْدَاهَا ،
وَ قَالَالْيَعْمَرِيُّ : الْأَحْكَامُ إِنَّمَا تُنَاطُ بِالْغَالِبِ لَا بِالصُّورَةِ النَّادِرَةِ فَيَنْبَغِي لِلْأَئِمَّةِ التَّخْفِيفُ مُطْلَقًا .
قَالَ : وَ هَذَا كَمَا شُرِعَ الْقَصْرُ فِي صَلَاةِ الْمُسَافِرِ وَ عُلِّلَ بِالْمَشَقَّةِ ،
وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يُشْرَعُ وَ لَوْ لَمْ يَشُقَّ ، عَمَلًا بِالْغَالِبِ ،
لِأَنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يَطْرَأُ عَلَيْهِ وَ هُنَاكَ كَذَلِكَ انْتَهَى مَا فِي الْفَتْحِ .
وَ قَالَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : يَنْبَغِي لِكُلِّ إِمَامٍ أَنْ يُخَفِّفَ لِأَمْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ إِنْ عَلِمَ قُوَّةَ مَنْ خَلْفَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يَحْدُثُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَادِثٍ وَ شُغُلٍ
وَ عَارِضٍ وَ حَاجَةٍ وَ حَدَثٍ وَ غَيْرِهِ
( فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ ) أَوْ مُخَفِّفًا أَوْ مُطَوِّلًا وَ فِي رِوَايَةِالْبُخَارِيِّفَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ ،
قَالَالْقَارِيُّفِي الْمِرْقَاةِ : وَ الْحَدِيثُ بِظَاهِرِهِ يُنَافِي قَوْلَ بَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ :
إِنَّ تَطْوِيلَ الِاعْتِدَالِ وَ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ مُبْطِلٌ لِلصَّلَاةِ انْتَهَى ،
قُلْتُ : الْأَوْلَى أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْحَدِيثَ يَنْفِي قَوْلَ بَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ وَ يَرُدُّهُ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ،وَ أَنَسٍ،وَ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ،
وَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ،وَ أَبِي وَاقِدٍ،وَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ،
وَ أَبِي مَسْعُودٍ، وَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،وَ ابْنِ عَبَّاسٍ)
أَمَّا حَدِيثُعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍفَأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّ،وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ
. وَ أَمَّا حَدِيثُأَنَسٍفَأَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّوَ مُسْلِمٌ، وَ أَمَّا حَدِيثُجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
فَأَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّوَ مُسْلِمٌوَ أَبُو دَاوُدَ، وَ أَمَّا حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَ هُوَ الْخُزَاعِيُّ وَ حَدِيثُأَبِي وَاقِدٍ فَأَخْرَجَهُمَاالطَّبَرَانِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِفَأَخْرَجَهُمُسْلِمٌ
. وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي مَسْعُودٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِوَ ابْنُ مَاجَهْوَ أَحْمَدُ
. وَ أَمَّا حَدِيثُجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍفَأَخْرَجَهُابْنُ أَبِي شَيْبَةَ
. وَ فِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْحَزْمِ بْنِ أَبِي كَعْبٍ أَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ،
وَ عَنِابْنِ عُمَرَأَخْرَجَهُالنَّسَائِيُّ، وَ عَنْبُرَيْدَةَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ،
وَ عَنْ رَجُلٍ مِنْبَنِي سَلَمَةَيُقَالُ لَهُ : سَلِيمٌمِنَ الصَّحَابَةِ أَخْرَجَهُأَحْمَدُ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّاابْنَ مَاجَهْ .
قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ اخْتَارُوا
أَنْ لَا يُطِيلَ الْإِمَامُ الصَّلَاةَ إِلَخْ )
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : التَّخْفِيفُ لِكُلِّ إِمَامٍ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ مَنْدُوبٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ إِلَيْهِ
إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ أَقَلُّ الْكَمَالِ ، وَ أَمَّا الْحَذْفُ وَ النُّقْصَانُ فَلَا ،
لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْ نَقْرِ الْغُرَابِ ،
وَ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ ، فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ،
وَ قَالَ : لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي رُكُوعِهِ وَ سُجُودِهِ ،
ثُمَّ قَالَ : لَا أَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي اسْتِحْبَابِ التَّخْفِيفِ لِكُلِّ مَنْ أَمَّ قَوْمًا
عَلَى مَا شَرَطْنَا مِنَ الْإِتْمَامِ ، وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ
قَالَ : لَا تُبَغِّضُوا اللَّهَ إِلَى عِبَادِهِ ،
يُطَوِّلُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ حَتَّى يَشُقَّ عَلَى مَنْ خَلْفَهُ انْتَهَى .
أنْتَهَى .