حديث اليوم السبت 19.01.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فى ما يقول عند إفتتاح الصلاة )
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَاجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ
عَنْعَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّعَنْأَبِي الْمُتَوَكِّلِ
عَنْأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ كَبَّرَ ثُمَّ يَقُولُ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ وَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَى جَدُّكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ
ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا
ثُمَّ يَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَ نَفْخِهِ وَ نَفْثِهِ )
*********************************
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ فِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ
وَ أم المؤمنين أمنا السيدة عَائِشَةَ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَ جَابِرٍ وَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَ ابْنِ عُمَرَ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍأَشْهَرُ حَدِيثٍ فِي هَذَا الْبَابِ
وَ قَدْ أَخَذَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَ أَمَّا أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ
فَقَالُوا بِمَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ و بِحَمْدِكَ وَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَى جَدُّكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ
وَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِوَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍوَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ التَّابِعِينَ وَ غَيْرِهِمْ وَ قَدْ تُكُلِّمَ فِي إِسْنَادِ حَدِيثِأَبِي سَعِيدٍكَانَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
يَتَكَلَّمُ فِيعَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّوَ قَالَأَحْمَدُلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ
*********************************
الشــــــروح
قَوْلُهُ : ( حدثنَاجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ)
بِضَمِّ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَ فَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ صَدُوقٌ زَاهِدٌ لَكِنَّهُ
كَانَ يَتَشَيَّعُ ( عَنْعَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ)بِالْفَاءِ الْبَصْرِيِّ يُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ لَا بَأْسَ بِهِ ،
رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَ كَانَ عَابِدًا ، وَ يُقَالُ : كَانَ يُشْبِهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ .
قَوْلُهُ : ( ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ )
قَالَابْنُ الْمَلَكِ : سُبْحَانَ ، اسْمٌ أُقِيمَ مُقَامَ الْمَصْدَرِ وَ هُوَ التَّسْبِيحُ ،
مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ تَقْدِيرُهُ أُسَبِّحُكَ تَسْبِيحًا : أَيْ أُنَزِّهُكَ تَنْزِيهًا مِنْ كُلِّ السُّوءِ وَ النَّقَائِصِ ،
وَ قِيلَ تَقْدِيرُهُ أُسَبِّحُكَ تَسْبِيحًا مُلْتَبِسًا وَ مُقْتَرِنًا بِحَمْدِكَ فَالْبَاءُ لِلْمُلَابَسَةِ وَ الْوَاوُ زَائِدَةٌ ،
وَ قِيلَ : الْوَاوُ بِمَعْنَى مَعَ أَيْ أُسَبِّحُكَ مَعَ التَّلَبُّسِ بِحَمْدِكَ
وَ حَاصِلُهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ السَّلْبِيَّةِ وَ إِثْبَاتُ النُّعُوتِ الثُّبُوتِيَّةِ
( وَ تَبَارَكَ اسْمُكَ ) أَيْ كَثُرَتْ بَرَكَةُ اسْمِكَ إِذْ وُجِدَ كُلُّ خَيْرٍ مِنْ ذِكْرِ اسْمِكَ
وَقِيلَ تَعَاظَمَ ذَاتُكَ ، أَوْ هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ ; لِأَنَّ التَّعَاظُمَ إِذَا ثَبَتَ لِأَسْمَائِهِ تَعَالَى فَأَوْلَى لِذَاتِهِ .
وَ نَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى ) سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ( وَ تَعَالَى جَدُّكَ
قَالَمَيْرَكُ : تَعَالَى تَفَاعَلَ مِنَ الْعُلُوِّ أَيْ عَلَا وَ رُفِعَ عَظَمَتُكَ عَلَى عَظَمَةِ غَيْرِكَ
غَايَةَ الْعُلُوِّ وَ الرَّفْعِ وَ قَالَابْنُ حَجَرٍ : أَيْ تَعَالَى غِنَاؤُكَ عَنْ أَنْ يُنْقِصَهُ إِنْفَاقٌ
أَوْ يَحْتَاجَ إِلَى مُعِينٍ وَ نَصِيرٍ ( ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ ) بِالسُّكُونِ وَ يُضَمُّ قَالَهُالْقَارِيُّ (
كَبِيرًا قَالَ مُؤَكِّدَةً ، وَ قِيلَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْقَطْعِ مِنِ اسْمِ اللَّهِ ،
وَ قِيلَ بِإِضْمَارِ أَكْبَرُ وَ قِيلَ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ أَيْ تَكْبِيرًا كَبِيرًا(مِنْ هَمْزِهِ )
بَدَلُ اشْتِمَالٍ أَيْ وَسْوَسَتِهِ ( وَ نَفْخِهِ ) أَيْ كِبْرِهِ الْمُؤَدِّي إِلَى كُفْرِهِ ( وَ نَفْثِهِ ) أَيْ سِحْرِهِ .
قَالَالطِّيبِيُّ : النَّفْخُ كِنَايَةٌ عَنِ الْكِبْرِ كَأَنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفُخُ فِيهِ بِالْوَسْوَسَةِ فَيُعَظِّمُهُ
فِي عَيْنِهِ وَ يُحَقِّرُ النَّاسَ عِنْدَهُ . وَ النَّفْثُ عِبَارَةٌ عَنِ الشِّعْرِ لِأَنَّهُ يَنْفُثُهُ الْإِنْسَانُ
مِنْ فِيهِ كَالرُّقْيَةِ انْتَهَى وَ قِيلَ مِنْ نَفْخِهِ أَيْ تَكَبُّرِهِ يَعْنِي مِمَّا يَأْمُرُ النَّاسَ بِهِ مِنَ التَّكَبُّرِ ،
وَ نَفْثُهُ مِمَّا يَأْمُرُ النَّاسَ بِإِنْشَادِ الشِّعْرِ الْمَذْمُومِ مِمَّا فِيهِ هَجْوُ مُسْلِمٍ أَوْ كُفْرٌ أَوْ فِسْقٌ ،
وَ هَمْزِهِ أَيْ مِنْ جَعْلِهِ أَحَدًا مَجْنُونًا بِنَخْسِهِ وَ غَمْزِهِ كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ ،
قَالَالسُّيُوطِيُّفِي قُوتِ الْمُغْتَذِي : مِنْ هَمْزِهِ فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ بِالْمَوْتَةِ وَ هِيَ شَبَهُ الْجُنُونِ ،
وَ نَفْخِهِ فُسِّرَ بِالْكِبْرِ ، وَ نَفْثِهِ فُسِّرَ بِالشِّعْرِ . قَالَابْنُ سَيِّدِ النَّاسِ :
وَ تَفْسِيرُ الثَّلَاثَةِ بِذَلِكَ مِنْ بَابِ الْمَجَازِ انْتَهَى .
قُلْتُ : قَدْ جَاءَ هَذَا التَّفْسِيرُ فِي حَدِيثِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍعِنْدَأَبِي دَاوُدَ
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْعَلِيٍّوَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
وَ عَائِشَةَوَ جَابِرٍوَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍوَ ابْنِ عُمَرَ)
أَمَّا حَدِيثُعَلِيٍّفَأَخْرَجَهُإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَ أَعَلَّهُأَبُو حَاتِمٍكَذَا فِي التَّلْخِيصِ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍفَأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّ
وَ ذَكَرَهُالزَّيْلَعِيُّفِي نَصْبِ الرَّايَةِ بِإِسْنَادِهِ وَ مَتْنِهِ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُعَائِشَةَفَأَخْرَجَهُالتِّرْمِذِيُّوَ أَبُو دَاوُدَوَ ابْنُ مَاجَهْ،
وَ أَمَّا حَدِيثُجَابِرٍفَأَخْرَجَهُالْبَيْهَقِيُّوَ فِيهِمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ،
قَالَالْبَيْهَقِيُّ : اخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ وَ لَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ قَوِيٌّ ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ مُطْعِمٍ فَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَوَ ابْنُ مَاجَهْ،
وَ أَمَّا حَدِيثُابْنِ عُمَرَفَأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّفِي مُعْجَمِهِ
وَ ذَكَرَهُالزَّيْلَعِيُّفِي نَصْبِ الرَّايَةِ بِإِسْنَادِهِ وَ مَتْنِهِ ،
قَالَ : وَ الْحَدِيثُ مَعْلُولٌبِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ .
قَوْلُهُ : ( وَ حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍأَشْهَرُ حَدِيثٍ فِي هَذَا الْبَابِ )
أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ .
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ أَخَذَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهَذَا الْحَدِيثِ )
فَاخْتَارُوا أَنْ يُقَالَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ بَعْدَ التَّكْبِيرِسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إِلَى قَوْلِهِ :
( وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ ) ، ثُمَّ يُقَالُ : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ،
ثُمَّ يُقَالُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ إِلَخْ
( وَ أَمَّا أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ فَقَالُوا : إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ وَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَى جَدُّكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ
)فَاخْتَارُوا هَذَا الدُّعَاءَ دُونَ مَافِي حَدِيثِأَبِي سَعِيدٍالْمَذْكُورِ مِنَ الزِّيَادَةِ )
وَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِوَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،
أَمَّا أَثَرُعُمَرَفَأَخْرَجَهُمُسْلِمٌفِي صَحِيحِهِ وَ غَيْرُهُ ،
وَ أَمَّا أَثَرُعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍفَأَخْرَجَهُابْنُ الْمُنْذِرِ،
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ : قَالَالْحَاكِمُ
: وَ قَدْ صَحَّ ذَلِكَ عَنْعُمَرَثُمَّ سَاقَهُ وَ هُوَ فِي صَحِيحِابْنِ خُزَيْمَةَ،
وَ هُوَ فِي صَحِيحِمُسْلِمٍأَيْضًا ذَكَرَهُ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَظِنَّتِهِ اسْتِطْرَادًا
وَ فِي إِسْنَادِهِ انْقِطَاعٌ ، انْتَهَى مَا فِي التَّلْخِيصِ