حديث اليوم الأحد 20.01.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فى ترك الجهر بـ
بسم الله الرحمن الرحيم )
حَدَّثَنَاأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍحَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَاسَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ
عَنْقَيْسِ بْنِ عَبَايَةَعَنْابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍقَالَ
سَمِعَنِيأَبِيوَ أَنَا فِي الصَّلَاةِ أَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ لِي :
أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ قَالَ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ أَبْغَضَ إِلَيْهِ الْحَدَثُ فِي الْإِسْلَامِ يَعْنِي مِنْهُ
قَالَ وَ قَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَمَعَأَبِي بَكْرٍوَمَعَعُمَرَوَمَعَعُثْمَانَفَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقُولُهَا
فَلَا تَقُلْهَا إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ فَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
******************************
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍحَدِيثٌ حَسَنٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
مِنْهُمْأَبُو بَكْرٍوَعُمَرُوَ عُثْمَانُوَ عَلِيٌّوَ غَيْرُهُمْ وَ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ التَّابِعِينَ
وَ بِهِ يَقُولُسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّوَ ابْنُ الْمُبَارَكِوَ أَحْمَدُوَ إِسْحَقُلَا يَرَوْنَ أَنْ يَجْهَرَ
بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالُوا وَ يَقُولُهَا فِي نَفْسِهِ
******************************
الشـــــــروح
) بَابُ مَا جَاءَ تَرْكُ الْجَهْرِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(
اعْلَمْ أخى المسلم أَنَّ فِي قِرَاءَةِ الْبَسْمَلَةِ فِي الصَّلَاةِ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ ،
أَحَدُهَا :
أَنَّهَا وَاجِبَةٌ وُجُوبَ الْفَاتِحَةِ كَمَذْهَبِالشَّافِعِيِّوَ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ،
وَ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، بِنَاءً عَلَى أَنَّهَا مِنَ الْفَاتِحَةِ ،
وَ الثَّانِي :
أَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ سِرًّا وَ جَهْرًا وَ هُوَ الْمَشْهُورُ عَنْمَالِكٍ،
وَ الثَّالِثُ :
أَنَّهَا جَائِزَةٌ بَلْ مُسْتَحَبَّةٌ وَ هُوَ مَذْهَبُأَبِي حَنِيفَةَ، وَ الْمَشْهُورُ عَنْأَحْمَدَوَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ،
ثُمَّ مَعَ قِرَاءَتِهَا هَلْ يُسَنُّ الْجَهْرُ بِهَا أَوْ لَا ، فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ : أَحَدُهَا يُسَنُّ الْجَهْرُ
وَ بِهِ قَالَالشَّافِعِيُّوَمَنْ وَافَقَهُ ، وَ الثَّانِي لَا يُسَنُّ الْجَهْرُ وَ بِهِ قَالَأَبُو حَنِيفَةَ
وَ جُمْهُورُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَ الرَّأْيِ وَ فُقَهَاءُ الْأَمْصَارِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِالشَّافِعِيِّ،
وَ قِيلَ مُخَيَّرٌ بَيْنَهُمَا وَ هُوَ قَوْلُإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ وَ ابْنِ حَزْمٍكَذَا فِي نَصْبِ الرَّايَةِ ،
قُلْتُ : قَدْ ثَبَتَ قِرَاءَةُ الْبَسْمَلَةِ فِي الصَّلَاةِبِأَحَادِيثَ صَحِيحَةٍ وَ هِيَ حُجَّةٌ عَلَى الْإِمَامِمَالِكٍ،
وَ الْإِسْرَارُ بِهَا عِنْدِي أَحَبُّ مِنَ الْجَهْرِ بِهَا وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
فَائِدَةٌ : قَالَالذَّهَبِيُّفِي تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ فِي تَرْجَمَةِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّمَا لَفْظُهُ
: اللَّالَكَائِيُّفِي السُّنَّةِ حدثنَا الْمُخَلِّصُ ، حدثنَا أَبُو الْفَضْلِ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حدثنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ بِسَامٍ ، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ جَرِيرٍ يَقُولُ قُلْتُلِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ
حَدِّثْ بِحَدِيثِ السُّنَّةِ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ فَإِذَا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قُلْتُ :
يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهَذَاسُفْيَانُفَأَنْجُو أَنَا وَ تُؤْخَذُ ، قَالَ :
اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأَ وَ إِلَيْهِ يَعُودُ
مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ ، وَ الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ وَ نِيَّةٌ ، يَزِيدُ وَ يَنْقُصُ إِلَى أَنْ قَالَ :
يَاشُعَيْبُ، لَا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ،
وَ حَتَّى تَرَى أَنَّ إِخْفَاءَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَفْضَلَ مِنَ الْجَهْرِ بِهَا ،
إِلَى أَنْ قَالَ : إِذَا وَ قَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَسَأَلَكَ عَنْ هَذَا فَقُلْ : يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهَذَاسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ،
ثُمَّ خَلِّ بَيْنِي وَ بَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ . قَالَالذَّهَبِيُّ: هَذَا ثَابِتٌ عَنْسُفْيَانَ،
وَ شَيْخُ الْمُخْلِصِ ثِقَةٌ انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُقْسِمٍ الْأَسَدِيُّ الْبَصْرِيُّ )
ابْنُ عُلَيَّةَ ، وَ هِيَ أُمُّهُ ، قَالَأَحْمَدُإِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ قَالَ ابْنُ مَعِينٍكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا
( حَدَّثَنَاسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ)بِضَمِّ الْجِيمِ مُصَغَّرًا هُوَ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ أَبُو مَسْعُودٍ الْبَصْرِيُّ
ثِقَةٌ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ ( عَنْقَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ)بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَ تَخْفِيفِ الْمُوَحَّدَةِ
ثُمَّ تَحْتَانِيَّةٌ ثِقَةٌ مِنْ أَوْسَاطِ التَّابِعِينَ كُنْيَتُهُأَبُو نَعَامَةَ، قَالَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ
هُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ ( عَنِابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ)اسْمُهُ يَزِيدُ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ
قَوْلُهُ : ( وَ أَنَا فِي الصَّلَاةِ )
جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ ( أَيْ بُنَيَّ مُحْدَثٌ ) أَيْ قَوْلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ مُحْدَثٌ
( إِيَّاكَ وَ الْحَدَثَ ) تَحْذِيرٌ أَيْ حَذِّرْ نَفْسَكَ مِنَ الْحَدَثِ وَ اتَّقِ مِنْهُ ( قَالَ )
أَيِابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ(يَعْنِي مِنْهُ ) أَيْ مِنْ أَبِيهِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ،
وَ هَذَا قَوْلُ بَعْضِ الرُّوَاةِ ( وَ قَالَ ) أَيْعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ
(وَ قَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ مَعَأَبِي بَكْرٍوَ عُمَرَوَ عُثْمَانَ
فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْيَقُولُهَا ) أَيِ الْبَسْمَلَةَ وَ لَمْ يَذْكُرْعَلِيًّارَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
لِأَنَّعَلِيًّارَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَاشَ فِي خِلَافَتِهِبِالْكُوفَةِ، وَ مَا أَقَامَ بِالْمَدِينَةِإِلَّا يَسِيرًا
فَلَعَلَّعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍلَمْ يُدْرِكْهُ وَ لَمْ يَضْبِطْ صَلَاتَهُ كَذَا فِي إِنْجَاحِ الْحَاجَةِ
( فَلَا تَقُلْهَا ) ظَاهِرُهُ أَنَّهُ نَهَاهُ عَنِ البَسْمَلَةِ سِرًّا ، يَعْنِي لَا يَقُولُهُ سِرًّا وَ لَا جَهْرًا ،
لَكِنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى الْجَهْرِ إِذِ السَّمَاعُ عَادَةً يَتَعَلَّقُ بِالْجَهْرِ ،
وَ إِلَيْهِ أَشَارَ الْمُصَنِّفُ فِي التَّرْجَمَةِ قَالَهُأَبُو الطَّيِّبِ السِّنْدِيُّ .