حديث اليوم الخميس 24.01.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي فضل التأمين بعد الفاتحة )
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَازَيْدُ بْنُ حُبَابٍحَدَّثَنِيمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
حَدَّثَنَاالزُّهْرِيُّعَنْسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِوَ أَبِي سَلَمَةَرضى الله عنهم
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ أنه قَالَ :
( إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (
*********************
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
*********************
الشـــــــروح
قَوْلُهُ : ( إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا )
أَيْ إِذَا قَالَ الْإِمَامُ آمِينَ ، فَقُولُوا آمِينَ ،
وَ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ يَجْهَرُ بِالتَّأْمِينِوَجْهُ الدَّلَالَةِ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ تَأْمِينُ الْإِمَامِ
مَسْمُوعًا لِلْمَأْمُومِ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ ، وَ قَدْ عَلَّقَ تَأْمِينَهُ بِتَأْمِينِهِ ،
وَ أُجِيبَ بِأَنَّ مَوْضِعَهُ مَعْلُومٌ فَلَا يَسْتَلْزِمُ الْجَهْرَ بِهِ ،
وَ فِيهِ نَظَرٌ لِاحْتِمَالِ أَنْ يُخِلَّ بِهِ فَلَا يَسْتَلْزِمُ عِلْمَ الْمَأْمُومِ بِهِ ،
وَ قَدْ رَوَىرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْمَالِكٍفِي هَذَا الْحَدِيثِ ،
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا قَالَوَ لَا الضَّالِّينَجَهَرَ بِآمِينَ.
أَخْرَجَهُالسَّرَّاجُ،
وَ لِابْنِ حِبَّانَمِنْ رِوَايَةِالزُّبَيْدِيِّفِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِابْنِ شِهَابٍ :
كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ رَفَعَ صَوْتَهُ وَ قَالَ آمِينَ ،
كَذَا فِي الْفَتْحِ " فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ " زَادَيُونُسُعَنِابْنِ شِهَابٍعِنْدَمُسْلِمٍ،
فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ قَبْلَ قَوْلِهِ، فَمَنْ وَافَقَ وَ هُوَ دَالٌّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْمُوَافَقَةُ فِي الْقَوْلِ وَ الزَّمَانِ ،
خِلَافًا لِمَنْ قَالَ الْمُرَادُ الْمُوَافَقَةُ فِي الْإِخْلَاصِ وَ الْخُشُوعِكَابْنِ حِبَّانَ،
ثُمَّ ظَاهِرُهُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْمَلَائِكَةِ جَمِيعُهُمْ وَ اخْتَارَهُ بْنُ بَزِيزَةَ ،
وَ قِيلَ الْحَفَظَةُ مِنْهُمْ ، وَ قِيلَ الَّذِينَ يَتَعَاقَبُونَ مِنْهُمْ إِذَا قُلْنَا إِنَّهُمْ غَيْرُ الْحَفَظَةِ .
وَ الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِمْ مَنْ يَشْهَدُ تِلْكَ الصَّلَاةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي السَّمَاءِ فَفِي رِوَايَةٍلِلْبُخَارِيِّ
: إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ آمِينَ وَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ آمِينَ
. وَ رَوَىعَبْدُ الرَّزَّاقِعَنْعِكْرِمَةَقَالَ :
صُفُوفُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَلَى صُفُوفِ أَهْلِ السَّمَاءِ ،
فَإِذَا وَافَقَ آمِينَ فِي الْأَرْضِ آمِينَ فِي السَّمَاءِ غُفِرَ لِلْعَبْدِ ،
وَ مِثْلُهُ لَا يُقَالُ بِالرَّأْيِ فَالْمَصِيرُ إِلَيْهِ أَوْلَى قَالَهُ الْحَافِظُ " غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
ظَاهِرُهُ غُفْرَانُ جَمِيعِ الذُّنُوبِ الْمَاضِيَةِ وَ هُوَ مَحْمُولٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ عَلَى الصَّغَائِرِ
لِوُرُودِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ وَ غَيْرُهُمَا .
أنْتَهَى .