حديث اليوم الأحد 05.02.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي وضع اليدين على الركبتين
أثناء الركوع )
حدثناأحمد بن منيعحدثناأبو بكر بن عياشحدثناأبو حصين
عنأبي عبد الرحمن السلميقال :
قال لناعمر بن الخطابرضي الله تعالى عنه :
( إن الركب سنت لكم فخذوا بالركب )
**********************
قال و في الباب عن سعد و أنس و أبي حميد و أبي أسيد و سهل بن سعد
و محمد بن مسلمة و أبي مسعود
قال أبو عيسى حديثعمرحديث حسن صحيح
و العمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم
و التابعين و من بعدهم لا أختلاف بينهم في ذلك إلا ما روي
عنابن مسعودو بعض أصحابه أنهم كانوا يطبقون و التطبيق منسوخ عند أهل العلم
**********************
الشـــــــــــــــــروح
قوله : ( حدثناأبو حصين)
بفتح الحاء وكسر الصاد المهملة اسمه عثمان بن عاصم الكوفي الأسدي
أحد الأئمة الأثبات . قال الحافظ في التقريب : ثقة ثبت سني
وربما دلس من الرابعة ، انتهى .
وقال في الخلاصة : قال أبو شهاب الخياط : سمعتأبا حصينيقول :
إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت علىعمرلجمع لهاأهلبدر،
مات سنة 128 ثمان وعشرين ومائة ( عنأبي عبد الرحمن السلمي (
بفتح السين واللام كذا في المغني ، اسمه عبد الله بن حبيب الكوفي مشهور
بكنيته - ص 101 - ثقة ثبت ولأبيه صحبة .
قوله : ( إن الركب )
جمع ركبة ( سنت لكم ) بصيغة المجهول والضمير يرجع إلى الركب
أي سن أخذها لكم ففيه مجاز الحذف . وفي روايةالنسائي : قالعمر
: إنما السنة الأخذ بالركب ( فخذوا بالركب ) أي في الركوع .
وروىالبيهقيهذا الحديث بلفظ : كنا إذا ركعنا جعلنا أيدينا بين أفخاذنا ،
فقالعمر، إن من السنة الأخذ بالركب . قال الحافظ في فتح الباري بعد ذكر هذه الرواية :
هذا حكمه حكم الرفع لأن الصحابي إذا قال : السنة كذا أو سن كذا ،
كان الظاهر انصراف ذلك إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولا سيما إذا قاله مثلعمررضي الله عنه ، انتهى .
قوله : ( و في الباب عنسعدو أنسو أبي حميدو أبي أسيد
و سهل بن سعدو محمد بن مسلمةو أبي مسعود (
أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص فأخرجه الجماعة ،
و أما حديث أنس وهو ابن مالك فأخرجهأبو يعلىوالطبرانيفي الصغير ،
كذا في شرحسراج أحمد السرهندي . وأما حديثأبي حميدفأخرجه الخمسة إلاالنسائي
عنه أنه قال وهو في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث ،
وفيه في بيان هيئة الركوع : ووضع يديه على ركبتيه وأخرجهالبخاريمختصرا ،
وقد سمي من العشرةأبو أسيدوسهل بن سعدومحمد بن مسلمةفي روايةأحمد
كما ذكره الحافظ في الفتح .
و أما حديثأبي مسعودفأخرجهأحمدو أبو داودو النسائي .
قوله : ( حديثعمرحديث حسن صحيح )
وأخرجهالنسائي .
قوله : ( إلا ما روي عنابن مسعود
وبعض أصحابه أنهم كانوا يطبقون )
رواه عنهمسلموغيره من طريقإبراهيمعنعلقمةوالأسودأنهما دخلا علىعبد الله
فذكر الحديث وفيه فوضعنا - ص 102 - أيدينا على ركبنا فضرب أيدينا ،
ثم طبق بين يديه ، ثم جعلهما بين فخذيه ، فلما صلى قال :
هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحمل هذا على أنابن مسعودلم يبلغه النسخ .
قوله : ( و التطبيق منسوخ عند أهل العلم )
التطبيق هو إلصاق بين باطني الكفين وجعلهما بين الفخذين .
ويدل على نسخ التطبيق حديثسعد بن أبي وقاصكما ذكرهالترمذيبقوله :
قالسعد بن أبي وقاصإلخ : وروىابن خزيمةعنعلقمة،عنعبد الله،
قال : علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد أن يركع طبق يديه بين ركبتيه
فركع فبلغ ذلكسعدافقال : صدق أخي ، كنا نفعل هذا ، ثم أمرنا بهذا يعني الإمساك بالركب.
قال الحافظ : فهذا شاهد قوي لطريقمصعب بن سعد،
قال : وروىعبد الرزاقعنمعمرما يوافق قولسعد
. أخرجه من وجه آخر عنعلقمةوالأسود، قال : صلينا مععبد اللهفطبق ،
ثم لقيناعمرفصلينا معه فطبقنا ، فلما انصرف قال :
ذلك الشيء كنا نفعله ثم ترك ، انتهى .
وقالالحازميفي كتاب الاعتبار بعد رواية حديث التطبيق من طريقين ما لفظه :
قد اختلف أهل العلم في هذا الباب ، فذهب نفر إلى العمل بهذا الحديث ،
منهمعبد الله بن مسعود،والأسود بن يزيد،وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود،
وعبد الرحمن بن الأسود، وخالفهم في ذلك كافة أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ،
ورأوا أن الحديث الذي رواهابن مسعودكان محكما في ابتداء الإسلام ،
ثم نسخ ولم يبلغابن مسعودنسخه ، و عرف ذلكأهلالمدينةفرووه و عملوا به ،
ثم ذكرالحازميبإسناده عن مصعب بن سعدقال : صليت إلى جنب أبي
فلما ركعت جعلت يدي بين ركبتي فنحاهما ، فعدت فنحاهما ،
وقال : إنا كنا نفعل هذا فنهينا عنه ، وأمرنا أن نضع الأيدي على الركب ،
قال : هذا حديث صحيح ثابت أخرجهالبخاريفي الصحيح عنأبي الوليدعنشعبة،
وأخرجهمسلممن حديثأبي عوانة، عنأبي يعفور،
وله طرق في كتب الأئمة ثم روى بإسناده عنعبد الرحمن بن الأسود
عنعلقمةعنعبد اللهقال : "
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فرفع يديه ،
ثم ركع فطبق ووضع يديه بين ركبتيه، فبلغ ذلك سعدا
فقال : صدق أخي كنا نفعل هذا ، ثم أمرنا بهذا ووضع يديه على ركبتيه "
قال : ففي إنكارسعدحكم التطبيق بعد إقراره بثبوته دلالة على أنه عرف الأول والثاني
وفيهم الناسخ والمنسوخ ، انتهى كلامالحازمي .
أنْتَهَى .