
07-12-2016, 07:57 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,428
|
|
فإن مع العسر يسراً
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
فإن مع العسر يسراً
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
[ الشرح : 6 ]
يا إنسانُ بعد الجوع شبعٌ ،
وبعْدَ الظَّمأ ريٌّ ،
وبعْدَ السَّهرِ نوْمٌ ،
وبعْدَ المرض عافيةٌ
سوف يصلُ الغائبُ ،
ويهتدي الضالُّ ، ويُفكُّ العاني ،
وينقشعُ الظلامُ
{ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ } .
[ المائدة : 52 ]
بشَّر الليل بصبح صادق يطاردُهُ على رؤِوسِ الجبال ،
ومسارب الأوديةِ
بشِّر المهمومَ بِفرجٍ مفاجئ يصِلُ في سرعةِ الضَّوْءِ ،
ولمُحِ البصرِ
بشِّرِ المنكوب بلطف خفيٍّ ،
وكفٍ حانيةٍ وادعةٍ .
إذا رأيت الصحراء تمتدُّ وتمتدُّ ،
فاعلم أنَّ وراءها رياضاً خضراء وارفةّ الظِّلالِ.
إذا رأيت الحِبْل يشتدُّ ويشتدُّ ،
فاعلمْ أنه سوف يَنْقطُعِ .
مع الدمعةِ بسمةٌ ، ومع الخوفِ أمْنٌ ،
ومع الفَزَعِ سكينةٌ .
النارُ لا تحرقُ إبراهيم الخليلِ ،
لأنَّ اليقين بالله فَتَح نَافِذَةَ
{ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ } .
[ الأنبياء : 69 ]
البحرُ لا يُغْرِقُ كَلِيمَ الرَّحْمَنِ ،لأنَّ الصَّوْتَ القويَّ الصادق نَطَقَ بـ
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } .
[ الشعراء : 62 ]
المعصومُ في الغارِ بشَّرَ صاحِبهُ بأنه وحْدَهْ جلَّ في عُلاهُ معنا ؛
فنزل الأمْنُ والفتُح والسكينة .
إن عبيد ساعاتِهم الراهنةِ ، وأرِقّاءَ ظروفِهِمُ القاتمةِ
لا يرَوْنَ إلاَّ النَّكَدَ والضِّيقَ والتَّعاسةَ ،
لأنهم لا ينظرون إلاَّ إلى جدار الغرفةِ وباب الدَّارِ فَحَسْبُ.
ألا فلْيَمُدُّوا أبصارَهُمْ وراء الحُجُبِ وليُطْلِقُوا أعنة أفكارِهِمْ
إلى ما وراء الأسوارِ.
إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المُحالِ دوامُ الحالِ ،
وأفضلُ العبادِة انتظارُ الفرجِ
الأيامُ دُولٌ ، والدهرُ قُلّبٌ ، والليالي حُبَالى ، والغيبُ مستورٌ ،
والحكيمُ كلَّ يوم هو في شأنٍ
ولعلَّ الله يُحْدِثُ بعد ذلك أمراً ، وإن مع العُسْرِ يُسْراً ،
إن مع العُسْرِ يُسْراً .
يقول ابن القيم رحمه الله :
[ ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء
" يعني الأمراض " التي لو بقيت فيه أهلكته
أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الابتلاء
والامتحان منه تلك الأدواء , ويستعد به لتمام الأجر
وعلو المنزلة ]
إغاثة اللهفان 2 / 935.
|