حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ أَخْبَرَنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ
أَخْبَرَنَاشُعْبَةُعَنْالْحَكَمِعَنْعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضى الله عنهم قَالَ :
) كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
إِذَا رَكَعَ وَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ
وَ إِذَا سَجَدَ وَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السُّجُودِ
قَرِيبًا مِنْ السَّوَاءِ (
**********************
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَنَسٍ حَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍحَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
حَدَّثَنَاشُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِعَنْالْحَكَمِنَحْوَهُ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُالْبَرَاءِحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
**********************
الشــــــروح
)بَابٌ مَا جَاءَ فِي إِقَامَةِ الصُّلْبِ
إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَ الرُّكُوعِ )
قَوْلُهُ : ( كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا رَكَعَ إِلَخْ )
وَ لَفْظُالْبُخَارِيِّ : كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ سُجُودُهُ وَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ
وَ إِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ مَا خَلَا الْقِيَامَ وَ الْقُعُودَ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ،
قَالَابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : هَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الِاعْتِدَالَ رُكْنٌ طَوِيلٌ،
وَ حَدِيثُأَنَسٍصَرِيحٌ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى ذَلِكَ بَلْ هُوَ نَصٌّ فِيهِ ،
فَلَا يَنْبَغِي الْعُدُولُ عَنْهُ لِدَلِيلٍ ضَعِيفٍ وَ هُوَ قَوْلُهُمْ لَمْ يُسَنَّ فِيهِ تَكْرِيرُ
التَّسْبِيحَاتِ كَالرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ . وَجْهُ ضَعْفِهِ أَنَّهُ قِيَاسٌ فِي مُقَابَلَةِ النَّصِّ فَهُوَ فَاسِدٌ .
وَ أَيْضًا فَالذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ فِي الِاعْتِدَالِ أَطْوَلُ مِنَ الذِّكْرِ الْمَشْرُوعِ فِي الرُّكُوعِ ،
فَتَكْرِيرُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثَلَاثًا يَجِيءُ قَدْرَ قَوْلِهِ :
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ،
وَ قَدْ شُرِعَ فِي الِاعْتِدَالِ ذِكْرٌ أَطْوَلُ ، كَمَا أَخْرَجَهُمُسْلِمٌمِنْ حَدِيثِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى،
وَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍبَعْدَ قَوْلِهِ
: حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ
. زَادَ فِي حَدِيثِابْنِ أَبِي أَوْفَى : اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِإِلَخْ ،
وَ زَادَ فِي حَدِيثِ الْآخَرِينَ : أَهْلُ الثَّنَاءِ وَ الْمَجْدِ إِلَخْ . كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي ص 435 ج ا ،
وَ الْمُرَادُ بِحَدِيثِأَنَسٍمَا رَوَاهُمُسْلِمٌعَنْهُ قَالَ :
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ ،
ثُمَّ يَسْجُدُ وَ يَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ .
قَوْلُهُ : ( قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ )
فِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ فِيهَا تَفَاوُتًا لَكِنَّهُ لَمْ يُعَيِّنْهُ ،
وَ هُوَ دَالٌّ عَلَى الطُّمَأْنِينَةِ فِي الِاعْتِدَالِ وَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ
لِمَا عُلِمَ مِنْ عَادَتِهِ مِنْ تَطْوِيلِ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ .
تَنْبِيهٌ : قَالَ بَعْضُ الْحَنَفِيَّةِ فِي تَعْلِيقِهِ عَلَىالتِّرْمِذِيِّ
: فِي حَدِيثِ الْبَابِ مُبَالَغَةُ الرَّاوِي ، انْتَهَى .
قُلْتُ : كَلَّا ثُمَّ كَلَّا ، فَإِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
كَانُوا لَا يُبَالِغُونَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ فِي وَصْفِ صَلَاتِهِ
وَ حِكَايَةِ أَفْعَالِهِ فِي الصَّلَاةِ وَ غَيْرِهَا ، وَ لَا يُقَصِّرُونَ ،
بَلْ يَحْكُونَ عَلَى حَسَبِ مَا يَرَوْنَ ،
فَقَوْلُهُ : فِي حَدِيثِ الْبَابِ مُبَالَغَةُ الرَّاوِي ، بَاطِلٌ وَ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْأَنَسٍ (
أَخْرَجَهُمُسْلِمٌوَ تَقَدَّمَ لَفْظُهُ آنِفًا .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُالْبَرَاءِحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .