حديث اليوم الأربعاء 22.02.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ أَنْ
يُبَادَرَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ)
حَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍحَدَّثَنَاعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّحَدَّثَنَاسُفْيَانُعَنْأَبِي إِسْحَقَ
عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَحَدَّثَنَاالْبَرَاءُوَ هُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ قَالَ :
( كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ لَمْ يَحْنِ رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ
حَتَّى يَسْجُدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَنَسْجُدَ (
*********************
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَنَسٍ وَمُعَاوِيَةَ وَابْنِ مَسْعَدَةَ صَاحِبِ الْجُيُوشِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُالْبَرَاءِحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَبِهِ يَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ
إِنَّ مَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ إِنَّمَا يَتْبَعُونَ الْإِمَامَ فِيمَا يَصْنَعُ لَا يَرْكَعُونَ إِلَّا بَعْدَ رُكُوعِهِ
وَلَا يَرْفَعُونَ إِلَّا بَعْدَ رَفْعِهِ لَا نَعْلَمُ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ اخْتِلَافًا
*********************
الشــــــــــروح
) بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ أَنْ يُبَادِرَ الْإِمَامُ فِي الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ(
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَاسُفْيَانُ)وَ هُوَ الثَّوْرِيُّ
( عَنْأَبِي إِسْحَاقَ ( هُوَ السَّبِيعِيُّ
( عَنْعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ( الْخَطْمِيِّ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ كَانَ أَمِيرًا عَلَىالْكُوفَةِفِي زَمَنِابْنِ الزُّبَيْرِ
(وَ هُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ ) أَيْ غَيْرُ كَاذِبٍ .
قَالَ الْحَافِظُ : الظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ،
وَ عَلَى ذَلِكَ جَرَىالْحُمَيْدِيُّفِي جَمْعِهِ وَ صَاحِبُ الْعُمْدَةِ ،
لَكِنْ رَوَىعِيَاشٌ الدَّوْرِيُّفِي تَارِيخِهِ عَنْيَحْيَى بْنِ مَعِينٍأَنَّهُ قَالَ :
قَوْلُهُ وَ هُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ ، إِنَّمَا يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الرَّاوِي عَنِالبَرَاءِلَاالْبَرَاءَ،
وَ لَا يُقَالُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ غَيْرُ كَذُوبٍ ،
يَعْنِي أَنَّ هَذِهِ الْعِبَارَةَ إِنَّمَا تَحْسُنُ فِي مَشْكُوكٍ فِي عَدَالَتِهِ ،
وَ الصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُولٌ لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تَزْكِيَةٍ .
وَ قَدْ تَعَقَّبَهُالْخَطَّابِيُّفَقَالَ : هَذَا الْقَوْلُ لَا يُوجِبُ تُهْمَةً فِي الرَّاوِي إِنَّمَا يُوجِبُ حَقِيقَةَ الصِّدْقِ لَهُ ،
قَالَ : وَهَذِهِ عَادَتُهُمْ إِذَا أَرَادُوا تَأْكِيدَ الْعِلْمِ بِالرَّاوِي وَالْعَمَلَ بِمَا رَوَى ،
كَانَأَبُو هُرَيْرَةَيَقُولُ : سَمِعْتُ خَلِيلِيَ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ ،
وَ قَالَابْنُ مَسْعُودٍ : حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ، وَ قَالَعِيَاضٌوَ تَبِعَهُالنَّوَوِيُّ :
لَا وَصْمَ فِي هَذَا عَلَى الصَّحَابَةِ لِأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِهِ التَّعْدِيلَ ،
وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ تَقْوِيَةَ الْحَدِيثِ إِذْ حَدَّثَالْبَرَاءُوَ هُوَ غَيْرُ مُتَّهَمٍ .
وَ مِثْلُ هَذَا قَوْلُأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الْأَمِينُ ،
وَ قَدْ قَالَابْنُ مَسْعُودٍوَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَذَكَرَهُمَا قَالَ :
وَ هَذَا قَالُوهُ تَنْبِيهًا عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ لَا أَنَّ قَائِلَهُ قَصَدَ بِهِ تَعْدِيلَ رَاوِيهِ ،
وَ أَيْضًا فَتَنْزِيهُابْنِ مَعِينٍلِلْبَرَاءِعَنِ التَّعْدِيلِ لِأَجْلِ صُحْبَتِهِ
وَ لَمْ يُنَزِّهْ عَنْ ذَلِكَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَلَا وَجْهَ لَهُ ،
فَإِنَّعَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَمَعْدُودٌ فِي الصَّحَابَةِ ، انْتَهَى كَلَامُهُ .
قَالَ الْحَافِظُ : وَ قَدْ عَلِمْتُ - ص 136 - أَنَّهُ أَخَذَ كَلَامَالْخَطَّابِيِّفَبَسَطَهُ ،
وَ اسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ الْإِلْزَامَ الْأَخِيرَ ، وَ لَيْسَ بِوَارِدٍ ;
لِأَنَّيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ لَا يُثْبِتُ صُحْبَةَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَوَ قَدْ نَفَاهَا أَيْضًامُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ
وَ تَوَقَّفَ فِيهَاأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍوَ أَبُو حَاتِمٍوَ أَبُو دَاوُدَ
وَ أَثْبَتَهَاابْنُ الْبَرْقِيِّوَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَ آخَرُونَ ، انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( لَمْ يَحْنِ )
بِفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ لَمْ يُثْنِ ، يُقَالُ : حَنَيْتُ الْعُودَ إِذَا ثَنَيْتُهُ ،
وَ فِي رِوَايَةٍلِمُسْلِمٍ : لَا يَحْنُو وَهِيَ لُغَةٌ صَحِيحَةٌ يُقَالُ : حَنَيْتُ وَحَنَوْتُ
بِمَعْنًى قَالَهُ الْحَافِظُ ( حَتَّى يَسْجُدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ) وَ فِي رِوَايَةٍلِلْبُخَارِيِّ :
حَتَّى يَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى الْأَرْضِ ( فَنَسْجُدَ) لِأَحْمَدَعَنْغُنْدَرٍعَنْشُعْبَةَحَتَّى يَسْجُدَ ،
ثُمَّ يَسْجُدُونَ . وَ اسْتَدَلَّ بِهِابْنُ الْجَوْزِيِّعَلَى أَنَّ الْمَأْمُومَ لَا يَشْرَعُ فِي الرُّكْنِ
حَتَّى يُتِمَّهُ الْإِمَامُ : وَ تُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا التَّأَخُّرُ ،
حَتَّى يَتَلَبَّسَ الْإِمَامُ بِالرُّكْنِ الَّذِي يَنْتَقِلُ إِلَيْهِ ،
بِحَيْثُ يَشْرَعُ الْمَأْمُومُ بَعْدَ شُرُوعِهِ وَ قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْهُ .
وَ وَقَعَ فِي حَدِيثِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍعِنْدَمُسْلِمٍ : فَكَانَ لَا يَحْنِي أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ
حَتَّى يَسْتَتِمَّ سَاجِدًا ،وَ لِأَبِي يَعْلَىمِنْ حَدِيثِأَنَسٍ :
حَتَّى يَتَمَكَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مِنَ السُّجُودِ،
وَ هُوَ أَوْضَحُ فِي انْتِفَاءِ الْمُقَارَنَةِ قَالَهُ الْحَافِظُ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْأَنَسٍوَ مُعَاوِيَةَوَ ابْنِ مَسْعَدَةَ
صَاحِبِ الْجُيُوشِوَ أَبِي هُرَيْرَةَ)
أَمَّا حَدِيثُأَنَسٍفَأَخْرَجَهُمُسْلِمٌوَ فِيهِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي إِمَامُكُمْ لَا تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ
وَ لَا بِالسُّجُودِ وَ لَا بِالْقِيَامِ وَ لَا بِالِانْصِرَافِ فَإِنِّي أَرَاكُمْ أَمَامِي وَ مِنْ خَلْفِي
. وَ أَمَّا حَدِيثُمُعَاوِيَةَفَأَخْرَجَهُالطَّبَرَانِيُّفِي الْكَبِيرِ قَالَالْعِرَاقِيُّ
: وَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ . وَ أَمَّا حَدِيثُابْنِ مَسْعَدَةَفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُ، قَالَالْهَيْثَمِيُّ
فِي مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ : وَ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ الَّذِي رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
وَأَكْثَرُ رِوَايَتِهِ عَنِ التَّابِعِينَ ، انْتَهَى .
وَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُالْبَرَاءِحَدِيثٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
قَوْلُهُ : ( وَ بِهِ يَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ : إِنَّ مَنْ خَلْفَ الْإِمَامِ إِنَّمَا يَتَّبِعُونَ الْإِمَامَ
فِيمَا يَصْنَعُ وَ لَا يَرْكَعُونَ - ص 137 - إِلَّا بَعْدَ رُكُوعِهِ وَ لَا يَرْفَعُونَ إِلَّا بَعْدَ رَفْعِهِ إِلَخْ )
فَلَا يَجُوزُ لَهُمُ التَّقَدُّمُ وَ لَا الْمُقَارَبَةُ .