عَنْحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍعَنْسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍعَنْابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
( كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي وَ اجْبُرْنِي وَ اهْدِنِي وَ ارْزُقْنِي(
************************
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَايَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
عَنْزَيْدِ بْنِ حُبَابٍعَنْكَامِلٍ أَبِي الْعَلَاءِنَحْوَهُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ
وَ هَكَذَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّوَ بِهِ يَقُولُالشَّافِعِيُّوَ أَحْمَدُوَ إِسْحَقُيَرَوْنَ
هَذَا جَائِزًا فِي الْمَكْتُوبَةِ وَ التَّطَوُّعِ وَ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْكَامِلٍ أَبِي الْعَلَاءِمُرْسَلًا
************************
الشــــــــــــــروح
(بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ )
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَاسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ)
الْمَسْمَعِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ نَزِيلُمَكَّةَ، ثِقَةٌ مِنْ شُيُوخِالتِّرْمِذِيِّوَ مُسْلِمٍ
وَغَيْرِهِمَا ( عَنْكَامِلٍ أَبِي الْعَلَاءِ)هُوَ كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ
صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنَ السَّابِعَةِ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ .
قَوْلُهُ : ( كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي
وَ اجْبُرْنِي وَ اهْدِنِي وَ ارْزُقْنِي )
وَ عِنْدَأَبِي دَاوُدَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي وَ عَافِنِي وَ اهْدِنِي وَ ارْزُقْنِيوَعِنْدَابْنِ مَاجَهْ
: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي وَ اجْبُرْنِي وَ ارْزُقْنِي وَ ارْفَعْنِي :
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ : وَ جَمَعَ بَيْنَهَا الْحَاكِمُ كُلِّهَا إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ وَ عَافِنِي ، انْتَهَى .
قَالَالْجَزَرِيُّفِي النِّهَايَةِ :
وَ اجْبُرْنِي أَيِ أَغْنِنِي مِنْ جَبَرَ اللَّهُ مُصِيبَتَهُ أَيْ رَدَّ عَلَيْهِ مَا ذَهَبَ عَنْهُ ،
أَوْ عَوَّضَهُ عَنْهُ ، وَ أَصْلُهُ مِنْ جَبْرِ الْكَسْرِ ، وَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الدُّعَاءِ
بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي الْقَعْدَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ . وَ فِي الْبَابِ عَنْحُذَيْفَةَ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
رَبِّ اغْفِرْ لِي رَبِّ اغْفِرْ لِي،
رَوَاهُالنَّسَائِيُّوَ ابْنُ مَاجَهْوَ رَوَاهُمُسْلِمٌفِي صَحِيحِهِ مُطَوَّلًا .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ )
تَفَرَّدَ بِهِ كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ ، وَ لَمْ يَحْكُمْ عَلَيْهِ التِّرْمِذِيُّ بِشَيْءٍ مِنَ الصِّحَّةِ وَ الضَّعْفِ ،
وَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَ سَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ،
وَ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي تَلْخِيصِ السُّنَنِ : وَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَ ابْنُ مَاجَهْ وَ نَقَلَ قَوْلَ التِّرْمِذِيِّ :
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إِلَخْ ، ثُمَّ قَالَ : وَ كَامِلٌ هُوَ أَبُو الْعَلَاءِ ، وَ يُقَالُ :
أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ الْكُوفِيُّ وَ ثَّقَهُ
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُهُ ، انْتَهَى كَلَامُ الْمُنْذِرِيِّ .
قُلْتُ : وَ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلَامًا ،
وَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ أَشْيَاءُ أَنْكَرْتُهَا وَ مَعَ هَذَا أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ ،
وَ قَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَ قَالَ مَرَّةً : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ .
وَ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَّنْ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ ، وَ يَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ كَذَا فِي الْمِيزَانِ
وَ غَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ الرِّجَالِ . فَقَوْلُ النَّسَائِيِّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ جَرْحٌ مُبْهَمٌ ،
ثُمَّ هُوَ مُعَارَضٌ بِقَوْلِهِ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَ أَمَّا قَوْلُ ابْنِ حِبَّانَ :
كَانَ مِمَّنْ يَقْلِبُ الْأَسَانِيدَ إِلَخْ غَيْرُ قَادِحٍ ، فَإِنَّهُ مُتَعَنِّتٌ وَ مُسْرِفٌ كَمَا تَقَرَّرَ فِي مَقَرِّهِ ،
فَحَدِيثُهُ هَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ صَحِيحًا فَلَا يَنْزِلُ عَنْ دَرَجَةِ الْحَسَنِ وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .