حديث اليوم الأربعاء 29.02.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي كَيْفَية النُّهُوضُ مِنْ السُّجُود)
بَاب مِنْهُ أَيْضًا النُّهُوضُ مِنْ السُّجُودِ
حَدَّثَنَايَحْيَى بْنُ مُوسَىحَدَّثَنَاأَبُو مُعَاوِيَةَحَدَّثَنَاخَالِدُ بْنُإِلْيَاسَ عَنْصَالِحٍ مَوْلَىالتَّوْأَمَةِ
عَنْأَبِي هُرَيْرَةَرضى الله تعالى عنه أنه قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( يَنْهَضُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ)
**********************
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَعَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ
أَنْ يَنْهَضَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِوَ خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَهُوَ ضَعِيفٌ
عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ قَالَ وَ يُقَالُخَالِدُ بْنُ إِيَاسٍأَيْضًاوَ صَالِحٌ مَوْلَىالتَّوْأَمَةِ
هُوَصَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍوَ أَبُو صَالِحٍاسْمُهُنَبْهَانُوَ هُوَ مَدَنِيٌّ
**********************
الشـــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( ( خَالِدُ بْنُ إِيَاسٍ)
بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَ خِفَّةِ التَّحْتِيَّةِ ( وَ يُقَالُخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ)قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ :
خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ صَخْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ
إِمَامُالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّمَتْرُوكُ الْحَدِيثِ مِنَ السَّابِعَةِ . وَ قَالَالذَّهَبِيُّفِي الْمِيزَانِ :
قَالَالْبُخَارِيُّ : لَيْسَ بِشَيْءٍ .
وَ قَالَأَحْمَدُوَ النَّسَائِيُّمَتْرُوكٌ ( عَنْصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ)بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ
وَ سُكُونِ الْوَاوِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَفْتُوحَةٌ ، قَالَ الْحَافِظُ : صَدُوقٌ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ .
قَالَابْنُ عَدِيٍّ : لَا بَأْسَ بِرِوَايَةِ الْقُدَمَاءِ عَنْهُ كَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ،وَ ابْنِ جُرَيْجٍمِنَ الرَّابِعَةِ .
قَوْلُهُ : ( يَنْهَضُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ )
أَيْ بِدُونِ الْجُلُوسِ . وَ الْحَدِيثُ قَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ لَمْ يَقُلْ بِسُنِّيَّةِ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ،
لَكِنَّ الْحَدِيثَ ضَعِيفٌ لَا يَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ ، فَإِنَّ فِي سَنَدِهِخَالِدَ بْنَ إِيَاسٍ
وَ هُوَ مَتْرُوكٌ كَمَا عَرَفْتَ ، وَ أَيْضًا فِيهِصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ
وَ كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ كَمَا عَرَفْتَ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي هُرَيْرَةَعَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ
أَنْ يَنْهَضَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ )
لَوْ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: عَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَوْ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَكَانَ أَوْلَى ،
فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ فِي الْبَابِ الْمُتَقَدِّمِ بَعْدَ رِوَايَةِ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ :
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَ بِهِ يَقُولُ أَصْحَابُنَا .
وَ اسْتَدَلَّ مَنِ اخْتَارَ النُّهُوضَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى صُدُورِ الْقَدَمَيْنِ بِحَدِيثِ الْبَابِ .
وَ قَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لَا يَصْلُحُ لِلِاسْتِدْلَالِ ، وَ اسْتَدَلُّوا بِأَحَادِيثَ أُخْرَى وَ آثَارٍ ،
فَعَلَيْنَا أَنْ نَذْكُرَهَا مَعَ الْكَلَامِ عَلَيْهَا .
فَمِنْهَا : حَدِيثُ عِكْرِمَةَ قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَ عِشْرِينَ تَكْبِيرَةً ،
فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّهُ أَحْمَقُ ، فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ،
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، قِيلَ : يُسْتَفَادُ مِنْهُ تَرْكُ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ ،
وَ إِلَّا لَكَانَتِ التَّكْبِيرَاتُ أَرْبَعًا وَ عِشْرِينَ مَرَّةً ،
لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَ رَفْعٍ وَ قِيَامٍ وَ قُعُودٍ .
وَ أُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ جِلْسَةَ الِاسْتِرَاحَةِ جِلْسَةٌ خَفِيفَةٌ جِدًّا ، وَ لِذَلِكَ لَمْ يُشْرَعْ فِيهَا ذِكْرٌ ،
فَهِيَ لَيْسَتْ بِجِلْسَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ بَلْ هِيَ مِنْ جُمْلَةِ النُّهُوضِ إِلَى الْقِيَامِ ،
فَكَيْفَ يُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَرْكُ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ ،
وَ لَوْ سُلِّمَ فَدَلَالَتُهُ عَلَى التَّرْكِ لَيْسَ إِلَّا بِالْإِشَارَةِ ،
وَ حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِهَا بِالْعِبَارَةِ .
وَ مِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْعِبَارَةَ مُقَدَّمَةٌ عَلَى الْإِشَارَةِ .
وَ مِنْهَا : حَدِيثُ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّهُ جَمَعَ قَوْمَهُ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْأَشْعَرِيِّينَ ،
اجْتَمِعُوا وَ اجْمَعُوا نِسَاءَكُمْ وَ أَبْنَاءَكُمْ أُعَلِّمْكُمْ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ الْحَدِيثَ ،
وَ فِيهِ : ثُمَّ كَبَّرَ وَ خَرَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَانْتَهَضَ قَائِمًا رَوَاهُ أَحْمَدُ.
قِيلَ : قَوْلُهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ ، ثُمَّ كَبَّرَ فَانْتَهَضَ قَائِمًا ، يَدُلُّ عَلَى نَفْيِ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ .
وَ أُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ فِي إِسْنَادِهِ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّقْرِيبِ :
كَثِيرُ الْإِرْسَالِ وَ الْأَوْهَامِ ، انْتَهَى ،
ثُمَّ هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِصَرِيحٍ بِنَفْيِ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ وَ لَوْ سُلِّمَ فَهُوَ إِنَّمَا يَدُلُّ
عَلَى نَفْيِ وُجُوبِهَا لَا عَلَى نَفْيِ سُنِّيَّتِهَا ، ثُمَّ حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ
أَقْوَى وَ أَصَحُّ وَ أَثْبَتُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ .
وَ مِنْهَا : حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ وَ فِيهِ : ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ ،
ثُمَّ كَبَّرَ فَقَامَ وَ لَمْ يَتَوَرَّكْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ .
وَ أُجِيبَ عَنْهُ بِأَنَّ أَبَا دَاوُدَ رَوَاهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ صَحِيحٍ .
وَ التِّرْمِذِيَّ بِإِثْبَاتِ جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ ، وَ قَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ ،
وَ قَدْ تَقَدَّمَ لَفْظُهُمَا ، وَ الْمُثْبِتُ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي .
وَ أَمَّا الْآثَارُ فَمِنْهَا أَثَرُ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ :
أَدْرَكْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ
فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَ الثَّالِثَةِ قَامَ كَمَا هُوَ وَ لَمْ يَجْلِسْ ، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ .
وَ الْجَوَابُ عَنْهُ : أَنَّ فِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ وَ هُوَ مُدَلِّسٌ ،
وَ رَوَاهُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَيَّاشٍ بِالْعَنْعَنَةِ : عَلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ سَيِّئُ الْحِفْظِ
وَ قَدْ تَفَرَّدَ هُوَ بِهِ ، وَ رَوَى عَنْهُأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ وَ هُوَ أَيْضًا سَيِّئُ الْحِفْظِ .
وَ مِنْهَا أَثَرُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الْكُبْرَى
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : رَمَقْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي الصَّلَاةِ
فَرَأَيْتُهُ يَنْهَضُ وَ لَا يَجْلِسُ ، قَالَ يَنْهَضُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى وَ الثَّالِثَةِ .
وَ الْجَوَابُ عَنْهُ أَنَّ الْبَيْهَقِيَّ قَالَ فِي السُّنَنِ الْكُبْرَى بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْأَثَرِ :
وَ هُوَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ صَحِيحٌ وَ مُتَابَعَةُ السُّنَّةِ أَوْلَى ، انْتَهَى .
كَذَا فِي الْجَوْهَرِ النَّقِيِّ ص 147 ج 1 . قُلْتُ :
وَ تَرْكُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جِلْسَةَ الِاسْتِرَاحَةِ إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِهَا
لَا عَلَى نَفْيِ سُنِّيَّتِهَا . وَ مِنْهَا مَا أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ :
رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَ ابْنَ الزُّبَيْرِ ، وَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ
يَقُومُونَ عَلَى صُدُورِ أَقْدَامِهِمْ فِي الصَّلَاةِ .
وَ الْجَوَابُ أَنَّ الْبَيْهَقِيَّ قَالَ بَعْدَ إِخْرَاجِ هَذَا الْأَثَرِ : وَ عَطِيَّةُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، انْتَهَى .
وَ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْمِيزَانِ : عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ الْكُوفِيُّ تَابِعِيٌّ شَهِيرٌ ضَعِيفٌ ، انْتَهَى .