حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَااللَّيْثُعَنْأَبِي الزُّبَيْرِعَنْسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍوَ طَاوُسٍ
عَنْابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما أنه قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ فَكَانَ يَقُولُ
( التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ
سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
سَلَامٌ عَلَيْنَا وَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ(
************************
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ
وَ قَدْ رَوَىعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّهَذَا الْحَدِيثَ عَنْأَبِي الزُّبَيْرِ
نَحْوَ حَدِيثِاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍوَ رَوَى أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ الْمَكِّيُّ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْجَابِرٍوَ هُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ
وَ ذَهَبَالشَّافِعِيُّإِلَى حَدِيثِابْنِ عَبَّاسٍفِي التَّشَهُّدِ .
************************
الشــــــــــــــروح
(بَابٌ مِنْهُ أَيْضًا )
قَوْلُهُ : ( التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ)
الْمُبَارَكَاتُ جَمْعُ مُبَارَكَةٍ مَعْنَاهَا كَثِيرَةُ الْخَيْرِ ، وَ قِيلَ النَّمَاءُ .
قَالَالنَّوَوِيُّ: تَقْدِيرُهُ وَ الْمُبَارَكَاتُ وَ الصَّلَوَاتُ وَ الطَّيِّبَاتُ كَمَا فِي حَدِيثِابْنِ مَسْعُودٍوَ غَيْرِهِ ،
وَ لَكِنْ حُذِفَتِ الْوَاوُ اخْتِصَارًا ، وَ هُوَ جَائِزٌ مَعْرُوفٌ فِي اللُّغَةِ "
سَلَامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ سَلَامٌ عَلَيْنَا"
كَذَا وَقَعَ فِي هَذَا الْكِتَابِ سَلَامٌ عَلَيْكَ وَ سَلَامٌ عَلَيْنَا بِغَيْرِ الْأَلِفِ وَ اللَّامِ ،
وَ الْحَدِيثُ رَوَاهُمُسْلِمٌفِي صَحِيحِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ السَّلَامُ عَلَيْنَا بِالْأَلِفِ وَ اللَّامِ قَالَالنَّوَوِيُّ
: يَجُوزُ فِيهِ وَ فِيمَا بَعْدَهُ حَذْفُ اللَّامِ وَ إِثْبَاتُهَا ،
وَ الْإِثْبَاتُ أَفْضَلُ وَ هُوَ الْمَوْجُودُ فِي رِوَايَاتِ الصَّحِيحَيْنِ .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : لَمْ يَقَعْ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ حَدِيثِابْنِ مَسْعُودٍبِحَذْفِ اللَّامِ ،
وَ إِنَّمَا اخْتَلَفَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِابْنِ عَبَّاسٍ، وَ هُوَ مِنْ أَفْرَادِمُسْلِمٍ.
قَوْلُهُ) : الرُّؤَاسِيُّ)
بِضَمِّ رَاءٍ فَهَمْزَةٍ وَ سِينٍ مُهْمَلَةٍ مَنْسُوبٌ إِلَى رُؤَاسِ بْنِ كِلَابٍ كَذَا فِيالْمُغْنِي .
قَوْلُهُ : ( وَ رَوَىأَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ)
بِنُونٍ وَ مُوَحَّدَةٍ ( عَنْأَبِي الزُّبَيْرِعَنْجَابِرٍ) أَمَّااللَّيْثُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ
فَرَوَيَا عَنْأَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍوَ طَاوُسٍ،
عَنِابْنِ عَبَّاسٍ(وَ هُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ ) قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ :
أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍرَاوِيهِ عَنْأَبِي الزُّبَيْرِأَخْطَأَ فِي إِسْنَادِهِ وَ خَالَفَهُاللَّيْثُ،
وَ هُوَ مِنْ أَوْثَقِ النَّاسِ فِيأَبِي الزُّبَيْرِ، فَقَالَ عَنْأَبِي الزُّبَيْرِعَنْطَاوُسٍ،
وَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَحَمْزَةُ الْكِنَانِيُّ: قَوْلُهُ عَنْجَابِرٍخَطَأٌ ،
وَ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ فِي التَّشَهُّدِ بِسْمِ اللَّهِ ، وَ بِاللَّهِ إِلَّاأَيْمَنَ.
وَ قَالَالدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، خَالَفَ النَّاسَ ، وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا حَدِيثَ التَّشَهُّدِ .
وَ قَالَالتِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُالْبُخَارِيَّعَنْهُ فَقَالَ خَطَأٌ ،
وَ قَالَالنَّسَائِيُّ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَهُ وَ هُوَ لَا بَأْسَ بِهِ لَكِنَّ الْحَدِيثَ خَطَأٌ ، انْتَهَى بِاخْتِصَارٍ .