حديث اليوم الجمعة 22.03.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ في وَصْفِ الصَّلَاةِ)
حَدَّثَنَاعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍأَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ
عَنْيَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ
عَنْ جَدِّهِ عَنْرِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا
قَالَرِفَاعَةُ
) وَ نَحْنُ مَعَهُ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ فَصَلَّى فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ
ثُمَّ انْصَرَفَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
وَعَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ
فَقَالَ وَ عَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
كُلُّ ذَلِكَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَيُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلَيْكَ فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ فَخَافَ النَّاسُ
وَ كَبُرَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ مَنْ أَخَفَّ صَلَاتَهُ لَمْ يُصَلِّ فَقَالَ الرَّجُلُ فِي آخِرِ ذَلِكَ
فَأَرِنِي وَ عَلِّمْنِي فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُصِيبُ وَ أُخْطِئُ
فَقَالَ أَجَلْ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ
ثُمَّ تَشَهَّدْ وَ أَقِمْ فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ فَاقْرَأْ وَ إِلَّا فَاحْمَدْ اللَّهَ وَ كَبِّرْهُ وَ هَلِّلْهُ
ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ اعْتَدِلْ قَائِمًا
ثُمَّ اسْجُدْ فَاعْتَدِلْ سَاجِدًا ثُمَّ اجْلِسْ فَاطْمَئِنَّ جَالِسًا
ثُمَّ قُمْ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ
وَ إِنْ انْتَقَصْتَ مِنْهُ شَيْئًا انْتَقَصْتَ مِنْ صَلَاتِكَ
قَالَ وَ كَانَ هَذَا أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْأَوَّلِ أَنَّهُ مَنْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا
انْتَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ لَمْ تَذْهَبْ كُلُّهَا (
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضى الله عنهم
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُرِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍحَدِيثٌ حَسَنٌ
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْرِفَاعَةَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ
الشــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَاإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ)
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ الزُّرَقِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ الْقَارِيُّ ،
ثِقَةٌ ثَبْتٌ تُوُفِّيَ سَنَةَ 180 ثَمَانِينَ وَ مِائَةٍ
( عَنْيَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ)بِضَمِّ الزَّايِ
وَ فَتْحِ الرَّاءِ وَ بَعْدَهَا قَافٌ ، الْمَدَنِيُّ مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ قَالَهُ فِي التَّقْرِيبِ
( عَنْ جَدِّهِ ) وَ فِي رِوَايَةِالنَّسَائِيِّعَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ،
وَ أَبُوهُعَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، ثِقَةٌ وَ جَدُّهُ يَحْيَى بْنُ خَلَّادِ بْنِ رَافِعٍ لَهُ رِوَايَةٌ ،
وَ ذَكَرَهُابْنُ حِبَّانَفِي ثِقَاتِ التَّابِعِينَ
( عَنْرِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ)بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ أَبِي مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيِّ ، صَحَابِيٌّ بَدْرِيٌّ جَلِيلٌ .
قَوْلُهُ : ( بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ )
أَيْ فِي نَاحِيَتِهِ ، كَمَا فِي حَدِيثِأَبِي هُرَيْرَةَعِنْدَ الشَّيْخَيْنِ
( إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ كَالْبَدْوِيِّ ) هَذَا الرَّجُلُ هُوَ خَلَّادُ بْنُ رَافِعٍ جَدُّ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى
رَاوِي الْخَبَرِ بَيْنَهُابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْعَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْعَلِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْرِفَاعَةَأَنَّ خَلَّادًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، قَالَهُ الْحَافِظُ .
وَ قَالَ : وَ أَمَّا مَا وَقَعَ عِنْدَالتِّرْمِذِيِّ : إِذْ جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدْوِيِّ فَصَلَّى فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ،
فَهَذَا لَا يَمْنَعُ تَفْسِيرَهُ بِخَلَّادٍ ، لِأَنَّرِفَاعَةَشَبَّهَهُ بِالْبَدْوِيِّ
لِكَوْنِهِ أَخَفَّ الصَّلَاةَ أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ ، انْتَهَى
( فَصَلَّى ) زَادَالنَّسَائِيُّمِنْ رِوَايَةِدَاوُدَ بْنِ قَيْسٍرَكْعَتَيْنِ .
قَالَ الْحَافِظُ : وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ صَلَّى نَفْلًا وَالْأَقْرَبُ أَنَّهَا تَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ
( فَأَخَفَّ صَلَاتَهُ ) وَ فِي رِوَايَةِابْنِ أَبِي شَيْبَةَفَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً
لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَ لَاسجودهاص 177 - ( ،
( ثُمَّ انْصَرَفَ ) أَيْ مِنْ صَلَاتِهِ
( فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ) قَالَالْقَارِيُّفِي الْمِرْقَاةِ :
قَدَّمَ حَقَّ اللَّهِ عَلَى حَقِّ رَسُولِهِ كَمَا هُوَ أَدَبُ الزِّيَارَةِ ،
لِأَمْرِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِذَلِكَ لِمَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ قَبْلَ صَلَاةِ التَّحِيَّةِ ، فَقَالَ لَهُ
:ارْجِعْ فَصَلِّ ، ثُمَّ ائْتِ فَسَلِّمْ عَلَيَّ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :
( وَ عَلَيْكَ ، وَ فِي رِوَايَةِمُسْلِمٍمِنْ حَدِيثِأَبِي هُرَيْرَةَ : فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ(
( فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)قَالَعِيَاضٌ : فِيهِ أَنَّ أَفْعَالَ الْجَاهِلِ فِي الْعِبَادَةِ
فِي غَيْرِ عِلْمٍ لَا تُجْزِئُ ، وَ هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّفْيِ نَفْيُ الْإِجْزَاءِ وَ هُوَ الظَّاهِرُ ،
وَ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى نَفْيِ الْكَمَالِ تَمَسَّكَ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْهُ بَعْدِ التَّعْلِيمِ بِالْإِعَادَةِ ،
فَدَلَّ عَلَى إِجْزَائِهَا ، وَ إِلَّا لَزِمَ تَأْخِيرُ الْبَيَانِ ،
كَذَا قَالَهُ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ وَ فِيهِ نَظَرٌ ; لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
قَدْ أَمَرَهُ فِي الْمَرَّةِ الْأَخِيرَةِ بِالْإِعَادَةِ فَسَأَلَهُ التَّعْلِيمَ فَعَلَّمَهُ ،
فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : أَعِدْ صَلَاتَكَ عَلَى هَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ ، أَشَارَ إِلَى ذَلِكَابْنُ الْمُنِيرِكَذَا فِي الْفَتْحِ
( مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ) وَفِي رِوَايَةٍلِلْبُخَارِيِّثَلَاثًا بِغَيْرِ الشَّكِّ
( كُلُّ ذَلِكَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَيُسَلِّمُ ) فِيهِ اسْتِحْبَابُ تَكْرَارِ السَّلَامِ وَ رَدِّهِ ،
وَ إِنْ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْمَوْضِعِ إِذَا وَقَعَتْ صُورَةُ انْفِصَالٍ
( فَخَافَ النَّاسُ ) أَيْ كَرِهُوا
( وَ كَبُرَ عَلَيْهِمْ ) بِضَمِّ الْبَاءِ وَ فَاعِلُهُ
قَوْلُهُ : ( أَنْ يَكُونَ مَنْ أَخَفَّ صَلَاتَهُ لَمْ يُصَلِّ )
أَيْ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَ خَافُوا مِنْهُ
( فَقَالَ الرَّجُلُ فِي آخِرِ ذَلِكَ فَأَرِنِي ) صِيغَةُ أَمْرٍ مِنَ الْإِرَاءَةِ
( وَ عَلِّمْنِي ) قَالَابْنُ الْمَلَكِفِي شَرْحِ الْمشَارِقِ : فَإِنْ قِيلَ :
لِمَ سَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
عَنْ تَعْلِيمِهِ أَوَّلًا حَتَّى افْتَقَرَ إِلَى الْمُرَاجَعَةِ كَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ؟
قُلْنَا : لِأَنَّ الرَّجُلَ لَمَّا لَمْ يَسْتَكْشِفِ الْحَالَ مُغْتَرًّا بِمَا عِنْدَهُ ،
سَكَتَ عَنْ تَعْلِيمِهِ زَجْرًا لَهُ وَ إِرْشَادًا إِلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَكْشِفَ مَا اسْتَبْهَمَ عَلَيْهِ ،
فَلَمَّا طَلَبَ كَشْفَ الْحَالِ بَيَّنَهُ بِحُسْنِ الْمَقَالِ ، انْتَهَى