حديث اليوم الجمعة 29.03.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى

( ممَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الْمَغْرِبِ)
حَدَّثَنَاهَنَّادٌحَدَّثَنَاعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْالزُّهْرِيِّ
عَنْعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَعَنْابْنِ عَبَّاسٍ
عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ رضى الله عنهم أجمعين قَالَتْ:
( خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
وَ هُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فِي مَرَضِهِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ
قَالَتْ فَمَا صَلَّاهَا بَعْدُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ(
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ أَبِي أَيُّوبَ وَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأُمِّ الْفَضْلِحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالْأَعْرَافِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا وَ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ وَ رُوِيَ عَنْعُمَرَأَنَّهُ كَتَبَ إِلَىأَبِي مُوسَىأَنْ اقْرَأْ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ وَ رُوِيَ عَنْأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِأَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ قَالَ وَ عَلَى هَذَا الْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ بِهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِوَ أَحْمَدُوَ إِسْحَقُوَ قَالَالشَّافِعِيُّوَ ذَكَرَ عَنْمَالِكٍأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُقْرَأَ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِالسُّوَرِ الطِّوَالِ نَحْوَ الطُّورِ وَ الْمُرْسَلَاتِ قَالَالشَّافِعِيُّلَا أَكْرَهُ ذَلِكَ بَلْ أَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ بِهَذِهِ السُّوَرِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ .
الشــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ )
اسْمُهَا لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ ،
وَ يُقَالُ إِنَّهَا : أَوَّلُ امْرَأَةٍ أَسْلَمَتْ بَعْدَ خَدِيجَةَ ، قَالَهُ الْحَافِظُ .
قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ )
أَيْ شَادٌّ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ ( فَصَلَّى الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ ) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ :
وَ فِي حَدِيثِأُمِّ الْفَضْلِإِشْعَارٌ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصِّحَّةِ بِأَطْوَلَ
مِنَ الْمُرْسَلَاتِ ، لِكَوْنِهِ كَانَ فِي حَالِ شِدَّةِ مَرَضِهِ وَ هُوَ مَظِنَّةُ التَّخْفِيفِ ،
وَ هُوَ يَرُدُّ عَلَىأَبِي دَاوُدَادِّعَاءَهُ نَسْخَ التَّطْوِيلِ ; لِأَنَّهُ رَوَى عَقِبَ حَدِيثِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
مِنْ طَرِيقِعُرْوَةَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْقِصَارِ، قَالَ : وَ هَذَا يَدُلُّ عَلَى نَسْخِ
حَدِيثِزَيْدٍوَ لَمْ يُبَيِّنْ وَجْهَ الدَّلَالَةِ ، وَ كَأَنَّهُ لَمَّا رَأَىعُرْوَةَرَاوِيَ الْخَبَرِ عَمِلَ بِخِلَافِهِ ،
حَمَلَهُ عَلَى أَنَّهُ اطَّلَعَ عَلَى نَاسِخِهِ ، وَ لَا يَخْفَى بُعْدُ هَذَا الْحَمْلِ ، وَ كَيْفَ تَصِحُّ دَعْوَى النَّسْخِ
وَ أُمُّ الْفَضْلِ تَقُولُ : إِنَّ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا بِهِمْ قَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ، انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ
( فَمَا صَلَّاهَا بَعْدُ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ )
وَ قَدْ ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِأم المؤمنين أمنا السيدة عَائِشَةَ رضى الله عنها و عن أبيها
أَيْ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ الظُّهْرَ ،
رَوَاهُالْبُخَارِيُّفِي بَابِ : إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ ، جَمَعَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ بَيْنَ
هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ بِأَنَّعَائِشَةَحَكَتْ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا فِي الْمَسْجِدِ لِقَرِينَةِ قَوْلِهَا بِأَصْحَابِهِ .
وَ الَّتِي حَكَتْهَاأُمُّ الْفَضْلِكَانَتْ فِي بَيْتِهِ ، كَمَا رَوَى ذَلِكَالنَّسَائِيُّ
وَ لَكِنَّهُ يُشْكِلُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُالتِّرْمِذِيُّعَنْأُمِّ الْفَضْلِ بِلَفْظِ
: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ هُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فِي مَرَضِهِ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ
. وَ يُمْكِنُ حَمْلُ قَوْلِهَا : خَرَجَ إِلَيْنَا ، أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَكَانِهِ
الَّذِي كَانَ فِيهِ رَاقِدًا إِلَى مَنْ فِي الْبَيْتِ ، انْتَهَى مُلَخَّصًا .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍوَ ابْنِ عُمَرَ
وَ أَبِي أَيُّوبَوَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ)
أَمَّا حَدِيثُجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ بِلَفْظِ :
قَالَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ
. وَ أَمَّا حَدِيثُابْنِ عُمَرَفَأَخْرَجَهُابْنُ مَاجَهْبِلَفْظِ : قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَوقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌوَ أَمَّا حَدِيثُأَبِي أَيُّوبَ
فَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَبِلَفْظِ
: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالْأَعْرَافِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَمِيعًا
. وَ أَمَّا حَدِيثُزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَأَخْرَجَهُالْبُخَارِيُّبِلَفْظِ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ ،
زَادَأَبُو دَاوُدَ : قُلْتُ : وَ مَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ ؟ قَالَ : الْأَعْرَافُ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأُمِّ الْفَضْلِحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
أَخْرَجَهُ الْأَئِمَّةُ السِّتَّةُ
( وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَأَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالْأَعْرَافِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا(
رَوَىالنَّسَائِيُّعَنْعَائِشَةَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
صَلَّى الْمَغْرِبَ بِسُورَةِ الْأَعْرَافِ ، فَرَّقَهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ . قَالَمَيْرَكُ : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ،
وَ رُوِيَ هَذَا عَنْأَبِي أَيُّوبَأَيْضًا وَقَدْ تَقَدَّمَ لَفْظُهُ
( وَ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ)
رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَ غَيْرُهُمَا عَنْجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍوَ تَقَدَّمَ لَفْظُهُ
( وَ رُوِيَ عَنْعُمَرَأَنَّهُ كَتَبَ إِلَىأَبِي مُوسَىأَنِ اقْرَأْ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ )
تَقَدَّمَ تَخْرِيجُهُ ( وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ )
لَمْ أَقِفْ عَلَى مَنْ أَخْرَجَهُ .
قَوْلُهُ : ( وَ عَلَى هَذَا الْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ )
يَعْنِي عَلَى الْقِرَاءَةِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ فِي الْمَغْرِبِ ، وَ بِهِ يَقُولُ الْحَنَفِيَّةُ ،
وَ اسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِمَا رَوَى الطَّحَاوِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ،
وَ بِمَا رَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ بِمَا رَوَى الطَّحَاوِيُّ وَ غَيْرُهُ
عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى أَنِ اقْرَأْ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ ،
وَ بِمَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ هُشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ
بِنَحْوِ مَا تَقْرَءُونَ وَ الْعَادِيَاتِ وَ نَحْوَهُ مِنَ السُّوَرِ . وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ ابْنِ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ بِـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ،
وَ بِمَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، قَالَ :
كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا
وَ إِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ ( وَ قَالَ الشَّافِعِيُّ ) مَقُولَةُ قَوْلِهِ الْآتِي :
لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ إِلَخْ ( وَ ذُكِرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ يُكْرَهُ إِلَخْ ) الْوَاوُ لِلْحَالِ وَ الْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ
( قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ بَلْ أَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ بِهَذِهِ السُّوَرِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ )
أَعَادَ قَوْلَهُ قَالَ الشَّافِعِيُّ لِطُولِ الْفَصْلِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مَقُولِهِ لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ إِلَخْ .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قَالَ التِّرْمِذِيُّ : ذُكِرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُقْرَأَ فِي الْمَغْرِبِ
بِالسُّوَرِ الطِّوَالِ نَحْوِ الطُّورِ وَ الْمُرْسَلَاتِ ، وَ قَالَ الشَّافِعِيُّ : لَا أَكْرَهُ ذَلِكَ بَلْ أَسْتَحِبُّ ،
وَ كَذَا نَقَلَهُ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ عَنِ الشَّافِعِيِّ