
10-31-2016, 01:25 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,441
|
|
محاسبة النفس ( الجزء الثاني - 03 )
من:الأخت / غـــرام الغـــرام
محاسبة النفس ( الجزء الثاني - 03 )
أنواع محاسبة النفس
ولمحاسبةِ النفس نوعـان :
نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .
النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل
وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل ، هل هوَ مقدورٌ عليهِ فيعملَه ،
مثل الصيام والقيام . أو غيرَ مقدورٍ عليهِ فيتركَه ,
ثم ينظر هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه ،
أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه
ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ،
فإن كان سيعملُه لله فعلَه ، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه .
النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل :
وهو ثلاثة فروع :
* الفرع الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها
* الفرع الثاني : من أنواع محاسبة النفس بعد العمل
* و الفرع الثالث : أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد
* الفرع الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها .
كتركها للإخلاصِ أو للمتابعة ، أو تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ،
أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب .
ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ،
والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ،
والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه
ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ،
وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ،
وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح .
* الفرع الثاني : من أنواع محاسبة النفس بعد العمل :
أن يحاسبَ نفسَهُ على كلِّ عملٍ كانَ تركُهُ خيراً من فعله ؛
لأنهُ أطاعَ فيه الهوى والنفس ، وهو نافذةٌ على المعاصي ،
ولأنهُ من المتشابه ،
يقولُ صلى الله عليه وسلم :
( إن الحلال بَيِّن ! وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ،
لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ،
ومن وقعَ في الشبهات وقع في الحرام )
ويقولُ عليه الصلاة والسلام :
( دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )
* و الفرع الثالث : أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد :
لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ،
أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به؟
* * *
فوائد محاسبة النفس
لمحاسبة النفس فوائدٌ جمّةٌ ، منها :
أولاً : الإطلاعُ على عيوبِ النفس ،
ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته .
ثانيـاً : التوبةُ والندمُ وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان .
ثالثـاً : معرفةُ حقُ اللهِ تعالى ، فإن أصلَ محاسبةُ النفس
هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله تعالى .
رابعـاً : انكسارُ العبد وتذلله بين يدي ربه تبارك وتعالى .
خامساً : معرفةُ كرَمِ الله سبحانه ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ
في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي والمخالفات .
سادسـاً : الزهد ، ومقتُ النفس ، والتخلصُ من التكبرِ والعُجْب .
سابعـاً : تجد أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ
ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .
ثامنـاً : ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات .
وغيرها من الفوائد العظيمة الجليلة .
هناكَ أسبابٌ تعينُ المسلمَ على محاسبةِ نفسهِ
وتُسهِّلُ عليهِ ذلك ، منها ما يلي :
1. معرفةُ أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ،
وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً
2. معرفةُ أنَّ ربحَ محاسبة النفس هو سُكْنى الفردوس ،
والنظرُ إلى وجهِ الربِ سبحانه ، وأنَّ تركها يؤدي بك إلى الهلاكِ
ودخولِ النار والحجابِ عن الرب تبارك وتعالى
3. صحبةُ الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم ،
ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ ، وتركُ صحبة من عداهم .
4. النظرُ في أخبارِ أهل المحاسبةِ والمراقبة ، من سلفِنا الصالح .
5. زيارةُ القبورِ والنظرُ في أحوالِ الموتى الذين لا يستطيعونَ محاسبةَ أنفسِهم
أو تدارُكِ ما فاتَـهم .
6. حضورُ مجالس العلمِ والذكر فإنها تدعو لمحاسبة النفس .
7. البعدُ عن أماكن اللهوِ والغفلة فإنها تُنسيكَ محاسبةَ نفسك .
8. دعاءُ اللهِ بأن يجعلك من أهلِ المحاسبة وأن يوفقك لذلك .
إلي اللقاء مع الجزء الثالث إن شاء الله
|