تمكين التئام الجرح
لقد كان يعتقد أن التعزيز في نمو النسيج كان يرجع إلى زيادة تكاثر الخلايا الليفية البشرية (الفيبروبلاست Fibroblast ) والتي تسببها إفرازات ومخلفات الديدان. وقد أوضح هوروبين ورفاقه عام 2005 أن تلك الإفرازات والمخلفات غيّرت من الخيوط اللاصقة الناشئة من الالتهاب إلى الكولاجين Collagen وهو بروتين النسيج الليفي, والفيبرونكيتين Fibronectin وهو البروتين السكري (جليكوبروتين) الثقيل الذي يوجد فيصورة ألياف غير ذائبة. ويترتب على ذلك أنها زاد ت من هجرة (وليس تكاثر) الخلايا الليفية البشرية.
ويرجع ذلك بصفة رئيسية إلى فعل السيرين ـوهو حامض أميني – وإنزيمات تحليل البروتين ـ البروتينيزات. ويفترض آخرون أنالدود يفرز سيتوكينات Cytokines- وهى بروتينات تنتج بواسطة الخلايا وتتفاعل مع خلايا الجهاز المناعي لتنظيم استجابات الجسم للأمراض والتلوث وهى تعمل كوسيط للعمليات الخلوية الطبيعية في الجسم - والتي تساعد في التئام الجرح. ولقدوجدت مستويات عالية منجاما-انترفيرونومنانترليوكين 10في إفرازات ومخلفات الدود, ولكن معرفة إلى أي مدى تعتبر تلك السيتوكينات مسئولة عن زيادة تكوين الحبيبات - وهو تكوين كتل مستديرة صغيرة من النسيج خلال الالتئام - يحتاج إلى المزيد من الدراسة.
(جاما-انترفيرون Gamma- interferon )هو شكل منالانترفيرون تنتجه خلايا الدم البيضاء التي تسمىT-cellsأوالخلايا التائيةذات الأهمية القصوى في الجهاز المناعي. وهى مثل الجنود التي تبحث عن الغزاة وتدمّرهم ، وتنتجه كذلك خلايا الدم البيضاء الكبيرة التي تهاجم البكتريا. وهو يدخل في تنشيط الخلايا الآكلة. والانترفيرون هو بروتين مضاد للفيروس تنتجه الخلايا التي يهاجمها ويجتاحها الفيروس، وهو يوقف تضاعف الفيروس).
إشارات إلى علاج التطهير بالدود
تستعمل طريقة علاج التطهير بالدود لتنظيف وتطهير الجروح المزمنة المتعفنة ذات الأنسجة الميتة والملوثة. الدراسات السريرية المختلفة أوضحت كفاءة ذلك العلاج في معاملة الجروح التي فشلت في الالتئام بعد استخدام الطرق البديلة المختلفة من العلاج. البروفيسور وولينا ورفاقهفي مجلة انترناشيونال ديرماتولوجى (2002) أوضحوا أن العلاج بالدود يستطيع سريعااختزال تقييم الجروح من متوسط 13.5 إلى 6.3 بدرجة احتمال عالية جدا باستخدام الدود لمرة واحدة فقط لمدة من 1-4 أيام. ولقد حسبتقييم الجروح wound scoreونسب إلى غطاء الجروح بالأجزاء المتهالكة المتساقطة والإفرازات، والنزّ ،والرشح من الشعيرات، وتكوين النسيج الحبيبي, والتهاب الجلد المحيط بالجرح. كانت اليرقات فعالة في إزالة الأنسجة الميتة ورائحة التعفن والنّزّ أو رشح الجرح خارج الشعيرات الدموية دون الإضرار بالأنسجة السليمة المجاورة. وأدى فعل اليرقات إلى تنشيط تكوين النسيج الحبيبي، وخفض رائحة التعفن الناجمة عن التلوث.
إن منافع العلاج بالدود ثبت في تشكيله من الجروح المزمنة بالعديد من المراجع والأبحاث. وبظهور أو بزوغ المقاومة للمضادات الحيوية فقد أظهر العلاج بالدود أنه مفيد في جراحات الجروح الملوثة بالبكتريا المقاومة "ستافيلوكوكاس أورياس" بالمقارنة بالعلاج التقليدي بالمداواة بالهيدروجيل. وكان العلاج بالدود أكثر فعالية للقرح الوريدية المزمنة, والقروح السكرية. أول الفقرة وفى دراسة محكمة على قروح القدم السكري وقروح الضغط
قسّم 14 مريضا عشوائيا للخضوع للعلاج بالدود و 14 آخرين للخضوع للعلاج التقليدي. فلم يحدث تنظيف وتطهير يذكر بعد 14 يوم في مجموعة العلاج التقليدي, بينما بعد 14 يوم كان هناك متوسط خفض في الأنسجة الميتة قدره 4.1 سم مربع في مجموعة العلاج بالدود, وإحراز تطهيرا كاملا وتاما في أربعة أسابيع.
وفى دراسة أخرى على القرح الوريدية قسّم 12 مريضا عشوائيا لتلقى العلاج بالدود وآخرون لتلقى العلاج التقليدي. ولقد أحرزت مجموعة العلاج بالدود تنظيفا وتطهيرا كاملا بالتطبيق مرة واحدة بالدود في ثلاثة أيام، بينما اثنين فقط من ستة مرضى في مجموعة العلاج التقليدي أحرزوا التنظيف والتطهير الكامل بعد شهر واحد. المرضى الأربعة الآخرون احتاجوا إلى تكرار الضمادات.
وفى قرح الضغط أجريت دراسة على 103 مريض عشوائيا تحدد علاجهم بالدود أو بالعلاج التقليدي. ولقد أحرز 80% من الذين خضعوا لعلاج الدود تنظيفا وتطهيرا كاملا في غضون 5 أسابيع بينما 48% فقط بلغوا ذلك بعد العلاج التقليدي.
هل يعتبر التطهير بالعلاج بالدود مكلفا ؟
لقد أوضح الدكتور وايمان وزملائه – مستشفى غرب كومبرلاند بالمملكة المتحدة – في بحثهم الذي نشر عام 2000 التكاليف المؤثرة لعلاج مرضى قرحة الوريد المزمنة بالدود.
ففي دراستهم وجدوا أن متوسط تكاليف العلاج للمريض الواحد في المجموعة المعالجة بالدود كانت 79 جنيها بالمقارنة بمبلغ 136 جنيه للمريض الواحد بالعلاج بضمادات الهيدروجيل. مجموعة العلاج بالدود استلزمت من المعالجين الطبيين زيارات أقل للوصول إلى التطهير(3 زيارات) بالمقارنة بمجموعة العلاج بالهيدروجيل (19 زيارة).
دكتور توماس ودكتور جونز – الكلية الملكية للتمريض ببريطانيا – عندما أدخلا تكاليف التمريض في العلاج – نشرا عام 2001 اجمالى نفقات العلاج للوصول إلى تطهير ناجح للجرح فكانت 82 جنيها للعلاج بالديدان مقابل 503 جنيه للعلاج التقليدي.
ويمكن إرجاع انخفاض تكاليف العلاج بالدود إلى قصر الفترة التي تلزم للتطهير بالدود وانخفاض عدد الزيارات والأيام السرسرية. والتي أعطت كلها وفرا كبيرا وجوهريا في نظام الرعاية الصحية.
والى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله
محمد هاشم عبد الباري
22 من جمادى الأولى 1432هـ
25 أبريل 2011 م
و أنتظرونا فى الحلقة المقبلة إن شاء الله