
11-11-2016, 02:45 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,443
|
|
فوائد من تفسير سورة البقرة جزء أول ( القسم الثاني )
من: الأخت / الملكة نــور
فوائد من تفسير سورة البقرة للإمام محمد العثيمين
جزء أول ( القسم الثاني )
●● الشيطان قد يأتي الإنسان ، فيوسوس له ، فيصغر المعصية في عينه
ثم إن كانت كبيرة لم يتمكن من تصغيرها ؛ منّاه أن يتوب منها ،
فيسهل عليه الإقدام ؛ ولذلك احذر عدوك أن يغرك .
●● من الفوائد أن قول الله تعالى يكون شرعيا ، ويكون قدريا ؛
فقوله تعالى :
{ يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا }
هذا شرعي ؛
وقوله تعالى :
{ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ }
الظاهر أنه كوني ؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم أنه لو عاد الأمر إليهما لما هبطا ؛
ويحتمل أن يكون قولا شرعا ؛ لكن الأقرب عندي أنه قول كوني – والله أعلم .
اعلم أن لله تعالى على عبده توبتين ؛ التوبة الأولى قبل توبة العبد ؛
وهي التوفيق للتوبة ؛ والتوبة الثانية بعد توبة العبد ؛ وهي قبول التوبة ؛
وكلاهما في القرآن ؛
* قال الله – تبارك وتعالى :
{ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا }
* فقوله تعالى : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ } أي وفقهم للتوبة
* وقوله تعالى : { لِيَتُوبُوا } أي يقوموا بالتوبة إلى الله
* وأما توبة القبول ففي قوله تعالى :
{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ }
●● { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
{ كَفَرُوا } أي بالأمر ؛ { وَكَذَّبُوا } أي بالخبر ؛ فعندهم جحود ، واستكبار ؛
وهذان هما الأساسان للكفر .
●● سكن اليهود المدينة ترقبا للنبي صلى الله عليه وسلم
الذي علموا أنه سيكون مهاجَره المدينة ليؤمنوا به ؛
لكن لما جاءهم ما عرفوا كفروا به .
●● لو كان عدد العدو أكثر من مثلي المسلمين
فلا يلزمهم أن يصابروهم ، ويجوز أن يفروا .
●● هل الكافر مخاطب بفروع الإسلام ؟
فيه تفصيل ؛ إن أردت بالمخاطبة أنه مأمور أن يفعلها فلا ؛
لأنه لا بد أن يسلم أولا ، ثم يفعلها ثانيا ؛
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل :
( فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله …..)
إذاً هم لا يخاطبون بالفعل – يعني لا يقال : افعلوا – ؛
فلا نقول للكافر : تعال صل ؛ بل نأمره أولا بالإسلام ؛
وإن أردت بالمخاطبة أنهم يعاقبون عليها إذا ماتوا على الكفر فهذا صحيح ؛
ولهذا يقال للمجرمين :
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ …}
ووجه الدلالة من الآية أنه لولا أنهم كانوا مخاطبين بالفروع لكان قولهم :
{ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ …. } عبثا لا فائدة منه ، ولا تأثير له .
●● من فوائد الآية : أن من اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ففيه شبه من اليهود ؛
مثل الذين يقرؤون العلم الشرعي من أجل الدنيا ؛
وحينئذ يشكل على كثير من الطلبة من يدخل الجامعات لنيل الشهادة :
هل يكون ممن اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ؟
والجواب :
أن ذلك بحسب النية ؛ إذا كان الإنسان لا يريد الشهادة إلا ليتوظف ،
فهذا اشترى بآيات الله ثمنا قليلا ؛ وأما إذا كان يريد أن يصل إلى المرتبة
التي ينالها بالشهادة من أجل أن يتبوأ مكانا ينفع به المسلمين
فهذا لم يشتر بآيات الله ثمنا قليلا .
●● { وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ } ؛ من لبس الحق بالباطل :
أولئك القوم الذين يوردون الشبهات إما على القرآن ، أو على أحكام القرآن ،
ثم يزيلون الإشكال – مع أن إيراد الشبه إذا لم تكن قريبة لا ينبغي –
ولو أزيلت هذه الشبهة ؛ فإن الشيطان إذا أوقع الشبهة بالقلب فقد تستقر
وإن ذكر ما يزيلها
تفصيل جيد عن كتمان العلم ( المجلد الأول 154 )
●● استدل بعض العلماء لوجوب صلاة الجماعة
بقوله تعالى :
{ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }
لكن في هذا الاستدلال شئ ؛
لأنه لا يلزم من المعية المصاحبة في الفعل ؛
ولهذا قيل لمريم :
{ وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } : والنساء ليس عليهن جماعة .
●● { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ }
قال أهل التفسير :
إن الواحد منهم يأمر أقاربه باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ،
ويقول : إنه حق ؛ لكن تمنعه رئاسته ، وجاهه أن يؤمن به ؛
ومن أمثله ذلك الغلام اليهودي وأبوه .
●● { أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
العقل نوعان :
** عقل هو مناط التكليف وهو إدراك الأشياء ، وفهمها ؛
وهو الذي يتكلم عليه الفقهاء في العبادات ، والمعاملات ، وغيرها
** وعقل الرشد – وهو أن يحسن الإنسان التصرف –
وسمي إحسان التصرف عقلا ؛ لأن الإنسان عَقَل تصرفه فيما ينفعه .
●● قال بعض السلف :
إما أن تصبر صبر الكرام ؛ أو تسلو سلو البهائم .
●● لنفرض أن إنسانا من طلبة العلم همّ أن يحفظ بلوغ المرام ، وشرع فيه ،
واستمر حتى حفظ نصفه ؛ لكن لحقه الملل ، فعجز وترك ، فالمدة التي مضت
خسارة عليه إلا ما يبقى في ذاكرته مما حفظ فقط ؛ لكن لو استمر ،
وأكمل حصل المقصود ؛ وعلى هذا فقس .
إلي اللقاء مع القسم الثالث والأخير من الجزء الأول إن شاء الله
|