
12-22-2016, 03:12 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,465
|
|
حال العبد في الفاتحة
من:الأخت / الملكة نـــور
حال العبد في الفاتحة
ينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة ،
ينتظر جواب ربِّه له ، و كأنه يسمعه و هو يقول :
( حمدني عبدي )
إذا قال :
{ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}.
فإذا قال :
{ الرَّحمن الرَّحيم }
وقفَ لحظة ينتظر قوله :
( أثنى عليَّ عبدي ).
فإذا قال :
{ مالكِ يومِ الدِّينِ }
انتظر قوله :
( مجَّدني عبدي )
. فإذا قال :
{ إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين }
انتظر قوله تعالى :
( هذا بيني و بين عبدي )
. فإذا قال :
{اهدِنا الصِّراط المُستقيم }
إلى آخرها انتظر قوله :
( هذا لعبدي و لعبدي ما قال )
. و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما
مقامها ، كما لا يقوم غير القيام و الركوع و السجود مقامها ،
فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا تحصل
في غيرها ، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها
لا يوجد في غيرها. فعند قوله :
{ الحمد لله رب العالمين }
تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما ،
و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء ، فعلاً و وصفاً و اسماً ،
و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه ، مُنزَّه عن العيوب
و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه. فأفعاله كلّها حكمة و رحمة
و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك ، و أوصافه كلها أوصاف كمال ،
و نعوت جلال ، و أسماؤه كلّها حُسنى .
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
|