
02-18-2017, 05:03 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,465
|
|
السيئات وأقسامها
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
السيئات وأقسامها
لا تضاعف السيئة في مكة مضاعفة كمية ،
لكنها تضاعف مضاعفة كيفية
بالدليل.
من المهم معرفة أقسام السيئة لتعرف كيف حال الإنسان منها.
عن ابن عباس ، عن رسول الله فيما يروي عن ربه قال :
( إن الله كتب الحسنات والسيئات . ثم بين ذلك فمن هم بحسنة
فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله
عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة .
وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة
وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) .
تأمل الحسنة قال :
( كاملة ) والسيئة قال : ( واحدة ) سيئة واحدة ،
سواء في الحرمين أو في الحل .
وعلى هذا فلا تضاعف السيئة في مكة مضاعفة كمية ،
لكنها تضاعف مضاعفة كيفية ، ودليل ذلك قول الله :
{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون }
وهذه الآية نزلت في مكة لأن سورة الأنعام كلها مكية ، ولقوله تعالى :
{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }
أي مؤلم فهي مضاعفة في كيفيتها لا في كميتها .
وبهذا نعرف بطلان ما يروى عن ابن عباس ، أنه خرج إلى الطائف ،
وقال لا أسكن مكة ، بلداً حسناته وسيئاته سواء ، فهذا لا يصح
عن عبدالله بن عباس ، وهو أفقه من أن يقول مثل هذا الكلام ..
من هم بالسيئة ولم يعملها ، فالأدلة تدل على أن ذلك أقسام .
القسم الأول : أن يتركها عجزاً عنها ، مع فعل ما قدر عليه منها ،
فهذا يكتب عليه إثمها كاملاً كإثم فاعلها ، ودليله قوله النبي :
( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار ،
قالوا : هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال :
لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) .
القسم الثاني : أن يتركها عجزاً ، دون أن يفعل الأسباب ، ودون أن يفعل
ما قدر عليه منها ، كرجل هم بسرقة ، ولكنه رأى الناس حوله ، فتركها
فهذا عليه وزرها ، لكنه ليس كالذي فعل ماقدر عليه منها لأن هذا لم يفعل
شيئاً ، لكن عليه الوزر ، وهو وزر النية بلا شك .
القسم الثالث : أن يهم بالسيئة ، ثم يتركها لله ، فهذا تكتب له حسنة كاملة
، لقوله في الحديث القدسي :
( فإنما تركها من جراي )
أي : من أجلي ، فتكتب له حسنة كاملة .
القسم الرابع : أن لا يطرأ على باله تلك السيئة من الأصل ، كرجل لم تطرأ
عليه السرقة ، ولم يطرأ عليه الزنا ، ولا شرب الخمر ، فهذا ليس له أجر
، وليس عليه وزر ، لأنه ليس له نية ، لا لفعل السيئة ، ولا لتركها .
شرح هذا الحديث فائدة ليحذر الوقوع فيها.
قال رسول الله :
( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها
إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) .
قوله عليه الصلاة والسلام :
( حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع )
لعل المراد بذلك : المسافة بين اعتناقه هذا العمل وبين موته وليس المراد
: أنه يدنو بعمله إلى الجنة لأن الذي يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو
للناس لا يقرب من الجنة إذ أن عمله هذا يعتبر حابطاً لأنه رياء . .
فإذا كان هذا في رفع الصوت ـ الذي هو صفة النطق ـ فما بالك في رفع
القول على قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
قال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم }.
فإذا كان هذا في رفع الصوت ـ الذي هو صفة النطق ـ فما بالك في رفع
القول على قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟
كالذين يقدمون أقوال الكفرة والفسقة على أقواله ؟ ! ما بالك بهؤلاء ؟ !
هؤلاء أقرب بكثير إلى حبوط العمل ، ممن رفع صوته
بصفة النطق بلا شك .
فوائد
تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى على صحيح مسلم
|