الموضوع: درس اليوم 3733
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-14-2017, 03:55 PM
راجية الجنة راجية الجنة غير متواجد حالياً
..
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 4,068
افتراضي درس اليوم 3733

من:إدارة بيت عطاء الخير
3- درس اليوم
[ الحياء]



يقول ابن الجوزي رحمه الله :
( اتق الذل العاجل في الدنيا قبل الآخرة بأن تلزم حدود التقوى
وأن تترك المعاصي ).


إشكالات المعاصي.
المعاصي لها إشكالات كثيرة من أعظمها ذهاب الحياء من القلب وذهاب
الحياء يورث العمى، عمى القلب.أما الحياء فكما قال رسول الله –
صلى الله عليه وسلم-

(الحياءُ خيرٌ كُلُه)

حتى أن عِمران بن حصين ت كما في صحيح مسلم
كان يحدث ذات مرة بهذا الحديث

(الحياءُ خيرٌ كُلُه)

فقال له أبو قتادة ألعدوي: يا أبا نجيد إنا لنقرأ في الكتب أن منه ضعفا
فاستشاط عِمران غضبا وغيظا أن يوضع مثل هذا الكلام في مقابل
كلام النبي–صلى الله عليه وسلم- النبي -صلي الله عليه وسلم – يقول:

( الحياءُ خيرٌ كُلُه)

فإذا قال قائل بل منه ضعف كأنما يرد على النبي -عليه الصلاة والسلام-
فلذلك غضب عِمران غضباً شديداً من هذا الرد من أبي قتادة ألعدوي
فجعل الجماعة حوله يسكنونه قالوا يا أبا نجيد إنه منا إنه طيب الهوى
حتى سكن فأعاد عمران الكلام، كلام النبي -عليه الصلاة والسلام
فأعاد أبو قتادة نفس الكلام فغضب عمران غضباً شديداً .

الحياء هو حياة القلب على الحقيقة :
يذهب الحياء باستمراء المعاصي يفعل العبد المعصية والمعصية تزرع
أختها وتدل عليها فلا يزال العبد يذنب الذنب ثم الذنب ثم الذنب حتى يخرج
استقباح ذلك من القلب فيفقد المرء الحياء الذي هو الحياة كما أن الحسنة
تزرع أختها فإن السيئة تزرع أختها.

والنبي –صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث أبي هريرة ت:

(الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة)

وقد ورد في بعض طرق الحديث

(بضعٌ وستين)

ولكن أكثر الرواة على أن اللفظ

(الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)

يقول علماء الأصول:
إفراد الخاص عن العام يفيد الاهتمام أي الاهتمام بالخاص

توضيح القاعدة:
أقول أن العام: هو لفظ يستغرق جميع ما يصلح له.

أو كما يراه الغزالي في المستصفى:
هو اللفظ الذي يدل على شيئين فصاعدا مطلقا.

ماذا يعني هذا الكلام؟
أي إذا قلنا ما هي محارم الله؟
نقول محارم الله عز وجل الإشراك بالله و،عقوق الوالدين، اليمين
الغموس،الربا والزنا أي أفراد المعاصي.
لو أنا قلت لك ما الذي حرم الله؟
يمكنك أن تعد ألف محرم مثلا الألف محرم هم( عموم المعاصي) كل محرم
من هذه المحرمات أنا سـأوضحه بشرطة، أعمل( دائرة )(وأعمل بداخلها
شرطة اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة،) كل شرطة منهم اسمها فرد من
أفراد المناهي الإشراك بالله فرد من أفراد المناهي عقوق الوالدين فرد
من أفراد المناهي،الربا، الزنا، شرب الخمر كل هذا اسمه فرد هذا
واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ألف .

إذا العموم :عبارة عن لفظ يستغرق أفراداً كثيرة.

عندما أقول لك تجنب (ما )حرم الله وإياك والربا كلمة
( ما )هذه من صيغ العموم.

ألا يدخل الربا في هذا التحذير؟
نعم يدخل، إياك وما حرم الله الربا سوف يدخل في هذا العموم.فعندما
أقول لك إياك وما حرم الله واجتنب الربا فالربا من جملة المحرم .

س:لماذا أفرد الربا بالذكر؟
إشعاراً بمزيد الاهتمام باجتنابه هذا هو معنى إفراد الخاص الذي هو الربا
عن العام يفيد الاهتمام بالربا لماذا؟ لأن الربا فرد من أفراد العام.
نحن قلنا كل ما حرم الله يعتبر فردا من أفراد العام.
كقول النبي –صلى الله عليه وسلم- مثلا

(إنما الأعمال بالنيات،وإنما لكل امرئ مانوى،
فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله)


الشاهد:

(ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها
أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)


الدنيا هكذا كعموم كل شيء فيها أو يقع عليها فرد منها جزء منها فلما
النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول:

(ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها)

فالمرأة من الدنيا فكان هذا كافيا لكنه عليه -الصلاة والسلام- للإشعار
بمزيد فتنة المرأة، حظ على اجتناب أن تكون الهجرة إليها
كفرد من أفراد الدنيا

(ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة).


خص المرأة بالذكر عن العام بالرغم من أنها داخلة في الدنيا إشعاراً بمزيد
الاهتمام بملاحظة فتنتها وأن لا يكون العمل الذي يبذله المرء لله لمثل هذا
الهدف المحتقر لأن: ( الذي يبذل ما لله عز وجل لغيره
(كالذي يمسح خده بنعله ) فالخد أشرف لحم في جسم العبد فلما يأتي
على أشرف لحم فيه ثم يمسحه بنعله فيكون هان هذا الخد.
فالرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما أفرد المرأة بالذكر
وهي من جملة الدنيا لمزيد الاهتمام بفتنتها .
وكذلك قوله تبارك وتعالى :

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أولُ المسلمين }

الأنعام

{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ }

فالصلاة والنسك من جملة المحيا ومع ذلك خصها بالذكر،
و أفردها عن العام لأجل الاهتمام بهاتين الصلاة والنسك .
فعندما يقول النبي- عليه الصلاة والسلام-

(الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبةٌ من الإيمان).


إنما أفرد الحياء بالذكر لأن كل شعب الإيمان تحتاج إلى الحياء،
لأن المرء إذا استحي ترك القبائح جملة حتى من باب المروءة .
إذا خرج الحياء من قلب العبد عمي القلب و عمى القلب أُس كل مشاكله
لأن العقل في القلب ليس كما يتصور كثير من الناس أن العقل في الرأس
لا العقل ليس في الرأس إنما العقل في القلب.
وعندنا آية وحديث يدلان دلالة واضحة صريحة على أن العقل في القلب .
أما الآية :فقول الله عز وجل :

{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا
أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُون بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ
وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور }


قوله:

{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا }
فالعقل في القلب .
وأما الحديث :فحديث أبي سعيد ت في الصحيحين:

( أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال وهو يذكر الخوارج
قال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يخرجون من الدين
كما يخرج السهم من الرمية لان أدركتهم لأقلتنهم قتل عاد ).


معنى الكلام : (يقرؤون القرآن)وإنما يقرأ المرء القرآن بحركة اللسان"
(لا يجاوز حناجرهم ) الحنجرة تحت اللسان أي أن هؤلاء يقرؤون القرآن
ثم إن القرآن لا ينزل إلى العقل الذي في القلب، فلذلك إذا عرضت أية
شبهة لهذا الذي يقرأ القرآن يخرج من الدين بأسرع ما أنت متصور
(كما يخرج السهم من الرمية، لأن أدركتهم لأقلتنهم قتل عاد) إشارة إلى
عظيم جرمهم أن يقتلهم حتى يدعهم كأعجاز نخل خاوية ،للحديث تتمة
إن جمعني الله تبارك وتعالى بكم مرة أخرى.
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته زادا إلى حسن المصير إليه
وعتادا إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين

رد مع اقتباس