و قد جــاء فى
( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )
قَوْله : ( سَمْحًا ) :
بِسُكُونِ الْمِيم وَبِالْمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ : سَهْلًا .
وَ هِيَ صِفَة مُشَبَّهَةٌ تَدُلُّ عَلَى الثُّبُوت ،
فَلِذَلِكَ كَرَّرَ أَحْوَالَ الْبَيْعِ وَ الشِّرَاءِ وَ التَّقَاضِي ، وَ السَّمْحُ الْجَوَادُ ،
يُقَال سَمْحٌ بِكَذَا إِذَا جَادَ ، وَ الْمُرَادُ هُنَا الْمُسَاهَلَةُ .
قَوْله : ( وَ إِذَا اِقْتَضَى ) :
أَيْ : طَلَبَ قَضَاءَ حَقِّهِ بِسُهُولَةٍ وَ عَدَمِ إِلْحَافٍ .
فِي رِوَايَةٍ حَكَاهَا اِبْن التِّين
" وَ إِذَا قَضَى " أَيْ : أَعْطَى الَّذِي عَلَيْهِ بِسُهُولَةٍ بِغَيْرِ مَطْلٍ .
وَ لِلتِّرْمِذِيِّ وَ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ " .
وَ لِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيث عُثْمَانَ رَفَعَهُ
" أَدْخَلَ اللَّهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا وَ بَائِعًا وَ قَاضِيًا وَ مُقْتَضِيًا " .
وَ لِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو نَحْوه وَ فِيهِ
الْحَضُّ عَلَى السَّمَاحَةِ فِي الْمُعَامَلَة وَ اسْتِعْمَال مَعَالِي الْأَخْلَاق وَ تَرْك الْمُشَاحَة
وَ الْحَضّ عَلَى تَرْك التَّضْيِيق عَلَى النَّاس فِي الْمُطَالَبَة وَ أَخْذ الْعَفْوِ مِنْهُمْ .