من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
التفريق بين التدبر و التفسير
يمكن التفريق بين التدبر و التفسير من عدة وجوه :
أولاً :
أن التفسير هو كشف المعنى المراد في الآيات ، والتدبر هو ما وراء ذلك
من إدراك مغزى الآيات ومقاصدها ، واستخراج دلالاتها وهداياتها ،
والتفاعل معها ، واعتقاد مادلت عليه وامتثاله .
ثانياً :
أن المفسر غرضه العلم بالمعنى ، والمتدبر غرضه الانتفاع والامتثال
علماً وإيماناً ، وعملاً وسلوكا ؛ ولذا فإن التفسير يغذي القوة العلمية ،
والتدبر يغذي القوة العلمية والإيمانية والعملية.
ثالثاً :
أن التدبر أمر به عامة الناس للإنتفاع بالقرآن والإهتداء به ، ولذلك
خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر، والناس فيه درجات بحسب
رسوخ العلم والإيمان وقوة التفاعل والتأثر . وأما التفسير فمأمور به
بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية
ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس :
"التفسير على أربعة أوجه:
-وجه تعرفه العرب من كلامها،
-وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته،
-وتفسير تعرفه العلماء،
-وتفسير لا يعلمه إلا الله".
رابعاً :
أن التدبر لا يحتاج إلى شروط إلا فهم المعنى العام مع حسن القصد وصدق
الطلب ، ولذلك قال الله تعالى :
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}
[ القمر 17] ،
أما التفسير فله شروط ذكرها العلماء ،
لأنه من القول على الله ، ولذا تورع عنه بعض السلف.
ولذا يقال لا يعذر المسلم في التدبر ويعذر في التفسير .
خامساً :
أن التدبر واجب الأمة على كل حال ، وأما التفسير فهو واجب بحسب
الحاجة إليه ، ولذا جاء الأمر بالتدبر في كتاب الله دون التفسير .
سادساً :
أن التدبر هو غاية لأنه باعث على الإمتثال والعمل ،
وأما التفسير فهو وسيلة للتدبر .
[محمد الربيعة]
اللهم ارز قنا فهم كتابك والعمل به واجعله ربيع فلوبنا ونور صدورنا