حديث اليوم الأحد 29.04.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الدَّابَّةِ
حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ بِهِ )
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَا
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
عَنْ جَابِرٍ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
) بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي حَاجَةٍ
فَجِئْتُ وَ هُوَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ
وَ السُّجُودُ أَخْفَضُ مِنْ الرُّكُوعِ (
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَنَسٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ أَبِي سَعِيدٍ وَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ قَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ جَابِرٍ وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ
لَا نَعْلَمُ بَيْنَهُمْ اخْتِلَافًا لَا يَرَوْنَ بَأْسًا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوُّعًا
حَيْثُ مَا كَانَ وَجْهُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِهَا .
الشــــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ ) : وَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ (
بْنِ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ ، ثِقَةٌ حَافِظٌ مِنْ كِبَارِ التَّاسِعَةِ
مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ مِائَتَيْنِ ( قَالَا أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ) هُوَ الثَّوْرِيُّ .
قَوْلُهُ : ( يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ )
لَيْسَ فِيهِ قَيْدُ السَّفَرِ وَ قَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ قَيْدُ السَّفَرِ ،
وَ كَذَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ ،
وَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ لِلْمُسَافِرِ قِبَلَ جِهَةِ مَقْصِدِهِ ،
وَ هُوَ إِجْمَاعٌ كَمَا قَالَ النَّوَوِيُّ وَ الْحَافِظُ وَ الْعِرَاقِيُّ وَ غَيْرُهُمْ ،
وَ إِنَّمَا الْخِلَافُ فِي جَوَازِ ذَلِكَ فِي الْحَضَرِ ، فَجَوَّزَهُ أَبُو يُوسُفَ وَ أَبُو سَعِيدٍ الْإِصْطَخْرِيُّ
مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَ أَهْلُ الظَّاهِرِ
. قَالَ ابْنُ حَزْمٍ : وَ قَدْ رُوِّينَا عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ : كَانُوا يُصَلُّونَ عَلَى رِحَالِهِمْ وَ دَوَابِّهِمْ حَيْثُ مَا تَوَجَّهَتْ ،
قَالَ : وَ هَذِهِ حِكَايَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ وَ التَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عُمُومًا فِي الْحَضَرِ وَ السَّفَرِ .
قَالَ النَّوَوِيُّ : وَ هُوَ مَحْكِيٌّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، انْتَهَى .
قَالَ الْعِرَاقِيُّ : اسْتَدَلَّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ بِعُمُومِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي لَمْ يُصَرَّحْ فِيهَا
بِذِكْرِ السَّفَرِ وَ هُوَ مَاشٍ عَلَى قَاعِدَتِهِمْ فِي أَنَّهُ لَا يُحْمَلُ الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ
بَلْ يُعْمَلُ بِكُلٍّ مِنْهُمَا ، فَأَمَّا مَنْ يَحْمِلُ الْمُطْلَقَ عَلَى الْمُقَيَّدِ وَ هُمْ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ
فَحَمَلَ الرِّوَايَاتِ الْمُطْلَقَةَ عَلَى الْمُقَيَّدَةِ بِالسَّفَرِ ، انْتَهَى
قُلْتُ : وَ هُوَ الظَّاهِرُ وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ . وَ ظَاهِرُ الْأَحَادِيثِ الْمُقَيَّدَةِ بِالسَّفَرِ
عَدَمُ الْفَرْقِ بَيْنَ السَّفَرِ الطَّوِيلِ وَ الْقَصِيرِ ، وَ إِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ وَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ أَبِي سَعِيدٍ وَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ )
أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِلَفْظِ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا سَافَرَ وَ أَرَادَ أَنْ يَتَطَوَّعَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ بِنَاقَتِهِ فَكَبَّرَ ،
ثُمَّ صَلَّى حَيْثُ وَجَّهَهُ رِكَابُهُ . وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ بِلَفْظِ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ
حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ إِلَّا الْفَرَائِضَ ،
وَ يُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَ أَمَّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَ أَبُو دَاوُدَ .