" عـون الـمـعـبـود شـرح سـنـن أبـي داود"
وَ الْحَدِيث دَلِيل عَلَى شَرْعِيَّة سُجُود الشُّكْر .
قَالَ فِي السُّبُل : ذَهَبَ إِلَى شَرْعِيَّته الشَّافِعِيّ وَ أَحْمَد
خِلَافًا لِمَالِكٍ وَ رِوَايَة أَبِي حَنِيفَة بِأَنَّهُ لَا كَرَاهَة فِيهَا وَ لَا نَدْب ،
وَ الْحَدِيث دَلِيل لِلْأَوَّلِينَ .
وَ اعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ اُخْتُلِفَ هَلْ يُشْتَرَط لَهَا الطَّهَارَة أَمْ لَا ، فَقِيلَ يُشْتَرَط قِيَاسًا عَلَى الصَّلَاة ،
وَ قِيلَ لَا يُشْتَرَط وَ هُوَ الْأَقْرَب .
اِنْتَهَى .
وَ قَالَ فِي النَّيْل : وَ لَيْسَ فِي أَحَادِيث سُجُود الشُّكْر مَا يَدُلّ عَلَى التَّكْبِير .
اِنْتَهَى .
وَ فِي زَادَ الْمَعَاد :
وَ فِي سُجُود كَعْب حِين سَمِعَ صَوْت الْمُبَشِّر دَلِيل ظَاهِر
أَنَّ تِلْكَ كَانَتْ عَادَة الصَّحَابَة
وَ هُوَ سُجُود الشُّكْر عِنْد النِّعَم الْمُتَجَدِّدَة وَ النِّقَم الْمُنْدَفِعَة .
وَ قَدْ سَجَدَ أَبُو بَكْر الصِّدِّيق لَمَّا جَاءَهُ قَتْل مُسَيْلِمَة الْكَذَّاب .
وَ سَجَدَ عَلِيّ لَمَّا وَجَدَ ذَا الثُّدَيَّة مَقْتُولًا فِي الْخَوَارِج .
وَسَجَدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ :-
- حِين بَشَّرَهُ جِبْرَائِيل أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مَرَّة صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا .
- وَ سَجَدَ حِين شَفَعَ لِأُمَّتِهِ فَشَفَّعَهُ اللَّه فِيهِمْ ثَلَاث مَرَّات .
- وَ أَتَاهُ بَشِير فَبَشَّرَهُ بِظَفَرِ جُنْد لَهُ عَلَى عَدُوّهُمْ
وَ رَأْسه فِي حِجْر أم المؤمنين السيدة عَائِشَة بنتأَبِي بَكْرَ
رَضِيَ اللَّه عَنْهَا و عن أبيها
فَقَامَ فَخَرَّ سَاجِدًا .
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم