حديث اليوم الأثنين   14.05.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يَتَطَوَّعُ جَالِسًا )
حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ 
عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ رضى الله تعالى عنهم
 عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / حَفْصَةَ / رضى الله تعالى
زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ 
أَنَّهَا عنها قَالَتْ :
 ) مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا 
حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا 
وَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ وَ يُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا )
 وَ فِي الْبَاب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ 
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ حَفْصَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ 
وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ جَالِسًا 
فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ 
مِثْلَ ذَلِكَ وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي قَاعِدًا فَإِذَا قَرَأَ وَ هُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَ سَجَدَ وَ هُوَ قَائِمٌ 
وَ إِذَا قَرَأَ وَ هُوَ قَاعِدٌ رَكَعَ وَ سَجَدَ وَ هُوَ قَاعِدٌ 
قَالَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَقُ وَ الْعَمَلُ عَلَى كِلَا الْحَدِيثَيْنِ 
كَأَنَّهُمَا رَأَيَا كِلَا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحًا مَعْمُولًا بِهِمَا .
الشــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ )
صَحَابِيٌّ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَ نَزَلَ الْمَدِينَةَ وَ مَاتَ بِهَا ، 
وَ أُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ 
كَذَا فِي التَّقْرِيبِ . 
قَوْلُهُ : ( صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ ) 
بِضَمِّ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَ سُكُونِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ نَافِلَتِهِ . قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبِحَارِ : 
وَ يُقَالُ لِلذِّكْرِ ، وَ صَلَاةُ النَّافِلَةِ سُبْحَةٌ أَيْضًا ، وَ هِيَ مِنَ التَّسْبِيحِ كَالسُّخْرَةِ مِنَ التَّسْخِيرِ ، 
وَ خُصَّتِ النَّافِلَةُ بِهَا وَ إِنْ شَارَكَتْهَا الْفَرِيضَةُ فِي مَعْنَاهَا لِأَنَّ التَّسْبِيحَاتِ فِي الْفَرَائِضِ نَوَافِلُ ، 
فَالنَّافِلَةُ شَارَكَتْهَا فِي عَدَمِ الْوُجُوبِ ، انْتَهَى . 
قَوْلُهُ : ( حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا ) 
يَعْنِي أَنَّ مُدَّةَ قِرَاءَتِهِ لَهَا أَطْوَلُ مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةٍ أُخْرَى أَطْوَلَ مِنْهَا إِذَا قُرِئَتْ غَيْرَ مُرَتَّلَةٍ ، 
وَ إِلَّا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ السُّورَةُ نَفْسُهَا أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا 
مِنْ غَيْرِ تَقَيُّدٍ بِالتَّرْتِيلِ وَ الْإِسْرَاعِ ، 
وَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ مِنْ قُعُودٍ وَ هُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ 
وَ فِيهِ اسْتِحْبَابُ تَرْتِيلِ الْقِرَاءَةِ . 
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ )
أَمَّا حَدِيثُ أم المؤمنين أمنا السيدة /  أُمِّ سَلَمَةَ / رضى الله عنها فَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، 
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ رضى الله عنه فَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيثِهِ 
الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الْبَابِ الْمُتَقَدِّمِ . 
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ حَفْصَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) 
وَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ مُسْلِمٌ وَ النَّسَائِيُّ . 
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ 
يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ جَالِسًا فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ ... إِلَخْ ) 
أَخْرَجَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي هَذَا الْبَابِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ . 
قَوْلُهُ : ( وَ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي قَاعِدًا 
فَإِذَا قَرَأَ وَ هُوَ قَائِمٌ رَكَعَ وَ سَجَدَ وَ هُوَ قَائِمٌ ... إِلَخْ ) 
أَخْرَجَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي هَذَا الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ 
عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله عنها و عن أبيها : 
قَالَ أَبُو الطَّيِّبِ الْمَدَنِيُّ : لَا شَكَّ أَنَّ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ يُنَافِيَانِ الْقِيَامَ ، 
فَالْمُرَادُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ وَ يَسْجُدَ وَ هُوَ نَائِمٌ فَيَخِرُّ مِنْ قِيَامِهِ إِلَى رُكُوعِهِ ، 
وَ مِنْ قَوْمَتِهِ الَّتِي هِيَ الْقِيَامُ أَيْضًا إِلَى سُجُودِهِ . 
قَوْلُهُ : ( قَالَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ وَ الْعَمَلُ عَلَى كِلَا الْحَدِيثَيْنِ إِلَخْ ) 
قَالَ الْعِرَاقِيُّ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ مَرَّةً كَذَا وَ مَرَّةً كَذَا  .