حديث اليوم الأثنين   21.05.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ كَفِّ الشَّعْرِ فِي الصَّلَاةِ )
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ 
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ 
عَنْ أَبِي رَافِعٍ
  أَنَّهُ مَرَّ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ هُوَ يُصَلِّي وَ قَدْ عَقَصَ ضَفِرَتَهُ فِي قَفَاهُ فَحَلَّهَا 
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ مُغْضَبًا فَقَالَ أَقْبِلْ عَلَى صَلَاتِكَ 
وَ لَا تَغْضَبْ فَإِنِّي سَمِعْتُ 
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ يَقُولُ :
( ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ )
   قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ 
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ 
كَرِهُوا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَ هُوَ مَعْقُوصٌ شَعْرُهُ 
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى هُوَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ 
وَ هُوَ أَخُو أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى
الشـــــــــــــــــــــروح
( الْكَفُّ الضَّمُّ وَ الْجَمْعُ . ( 
 
قَوْلُهُ : ( عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى ) 
بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ هُوَ أَخُو أَيُّوبَ مَقْبُولٌ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ ، 
وَ قَالَ فِي الْخُلَاصَةِ : وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ( عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ) ثِقَةٌ 
تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ ( عَنْ أَبِيهِ ) وَ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ وَ اسْمُهُ كَيْسَانُ ثِقَةٌ 
ثَبْتٌ مِنَ الثَّانِيَةِ ( عَنْ أَبِي رَافِعٍ ) مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
 اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ وَ قِيلَ أَسْلَمُ أَوْ ثَابِتٌ أَوْ هُرْمُزُ مَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ عَلِيٍّ عَلَى الصَّحِيحِ . 
قَوْلُهُ : ( وَ قَدْ عَقَصَ ضَفْرَتَهُ ) 
قَالَ فِي الْمَجْمَعِ : الْعَقْصُ جَمْعُ الشَّعْرِ وَسْطَ رَأْسِهِ أَوْ لَفُّ ذَوَائِبِهِ حَوْلَ رَأْسِهِ كَفِعْلِ النِّسَاءِ ، 
وَ قَالَ فِيهِ أَصْلُ الْعَقْصِ ، اللَّيُّ وَ إِدْخَالُ أَطْرَافِ الشَّعْرِ فِي أُصُولِهِ ، انْتَهَى . 
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ : وَ قَدْ غَرَزَ ضَفْرَهُ أَيْ لَوَى شَعْرَهُ وَ أَدْخَلَ أَطْرَافَهُ فِي أُصُولِهِ 
وَالْمُرَادُ مِنَ الضَّفْرِ الْمَضْفُورُ مِنَ الشَّعْرِ ، 
وَ أَصْلُ الضَّفْرِ الْفَتْلُ وَ الضَّفِيرُ وَ الضَّفَائِرُ هِيَ الْعَقَائِصُ الْمَضْفُورَةُ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ
 ( فِي قَفَاهُ ) الْقَفَا بِالْفَارِسِيَّةِ يس سر يُذَكَّرُ وَ يُؤَنَّثُ 
( فَحَلَّهَا ) أَيْ أَطْلَقَ ضَفَائِرَهُ الْمَغْرُوزَةَ فِي قَفَاهُ 
( مُغْضَبًا ) بِفَتْحِ الضَّادِ 
( ذَلِكَ ) أَيِ الضَّفْرَ الْمَغْرُوزَ 
( كِفْلُ الشَّيْطَانِ ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَ سُكُونِ الْفَاءِ أَيْ مَوْضِعُ قُعُودِ الشَّيْطَانِ ، 
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ : ذَلِكَ كِفْلُ الشَّيْطَانِ ، يَعْنِي مَقْعَدَ الشَّيْطَانِ ، يَعْنِي مَغْرِزَ ضَفْرِهِ ،
 فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَأَمَّا الْكِفْلُ فَأَصْلُهُ أَنْ يَجْمَعَ الْكِسَاءَ عَلَى سَنَامِ الْبَعِيرِ ، ثُمَّ يَرْكَبَ ،
 قَالَ الشَّاعِرُ :
وَ رَاكِبٌ عَلَى الْبَعِيرِ مُكْتَفِلٌ             يَحْفَى عَلَى آثَارِهَا وَيَنْتَعِلُ
وَ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِإِرْسَالِ الشَّعْرِ لِيَسْقُطَ عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ صَاحِبُهُ مِنَ الْأَرْضِ ، 
فَيَسْجُدَ مَعَهُ ، وَ قَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا عَلَيْهِ الصلاة و السَّلَامُ :
  أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ وَأَنْ لَا أَكُفَّ شَعْرًا وَ لَا ثَوْبًا ، انْتَهَى . 
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ) 
أَمَّا حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي الْعِلَلِ . 
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ بِاللَّفْظِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْخَطَّابِيُّ وَ قَدْ تَقَدَّمَ آنِفًا . 
وَ فِي الْبَابِ أَيْضًا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، 
وَ عَنْ أَبِي مُوسَى أَخْرَجَهُ أَبُو عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ فِي الْأَحْكَامِ ، 
وَ عَنْ  جَابِرٍ  أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ وَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
 وَ هُوَ ضَعِيفٌ ذَكَرَهُ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ . 
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ ) 
وَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ ابْنُ مَاجَهْ وَ سَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ، 
وَ نَقَلَ الْمُنْذِرِيُّ تَحْسِينَ التِّرْمِذِيِّ وَ أَقَرَّهُ . 
قَوْلُهُ : ( وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا
 أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَ هُوَ مَعْقُوصٌ شَعْرُهُ ) 
قَالَ الْعِرَاقِيُّ : وَ هُوَ مُخْتَصٌّ بِالرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ ؛ لِأَنَّ شَعْرَهُنَّ عَوْرَةٌ 
يَجِبُ سَتْرُهُ فِي الصَّلَاةِ فَإِذَا نَقَضَتْهُ رُبَّمَا اسْتَرْسَلَ وَ تَعَذَّرَ سَتْرُهُ فَتَبْطُلُ صَلَاتُهَا ، 
وَ أَيْضًا فِيهِ مَشَقَّةٌ عَلَيْهَا فِي نَقْضِهِ لِلصَّلَاةِ ، 
وَ قَدْ رَخَّصَ لَهُنَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنْ لَا يَنْقُضْنَ ضَفَائِرَهُنَّ 
فِي الْغُسْلِ مَعَ الْحَاجَةِ إِلَى بَلِّ جَمِيعِ الشَّعْرِ  .