و جاء فى : ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )
قَوْله : ( يَضْرِبُ ) :
وَ الْمَعْنَى لَا تَفْعَلُوا فِعْل الْكُفَّار فَتُشْبِهُوهُمْ فِي حَالَة قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا .
قَالَ اِبْن بَطَّال :
فِيهِ أَنَّ الْإِنْصَات لِلْعُلَمَاءِ لَازِم لِلْمُتَعَلِّمِينَ ; لِأَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كَأَنَّهُ أَرَادَ بِهَذَا مُنَاسَبَة التَّرْجَمَة لِلْحَدِيثِ ،
وَ ذَلِكَ أَنَّ الْخُطْبَة الْمَذْكُورَة كَانَتْ فِي حَجَّة الْوَدَاع وَ الْجَمْع كَثِير جِدًّا ،
وَ كَانَ اِجْتِمَاعهمْ لِرَمْيِ الْجِمَار وَ غَيْر ذَلِكَ مِنْ أُمُور الْحَجّ ،
وَ قَدْ قَالَ لَهُمْ : " خُذُوا عَنِّي مَنَاسِككُمْ "
كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم ،
فَلَمَّا خَطَبَهُمْ لِيُعَلِّمهُمْ نَاسَبَ أَنْ يَأْمُرهُمْ بِالْإِنْصَاتِ .
وَ قَدْ وَقَعَ التَّفْرِيق بَيْن الْإِنْصَات وَ الِاسْتِمَاع فِي قَوْله تَعَالَى :
( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا ) ،
وَ مَعْنَاهُمَا مُخْتَلِف .
فَالْإِنْصَات هُوَ السُّكُوت وَ هُوَ يَحْصُل مِمَّنْ يَسْتَمِع
وَ مِمَّنْ لَا يَسْتَمِع كَأَنْ يَكُون مُفَكِّرًا فِي أَمْر آخَر ،
وَ كَذَلِكَالِاسْتِمَاع قَدْ يَكُون مَعَ السُّكُوت وَ قَدْ يَكُون مَعَ النُّطْق بِكَلَامٍ آخَر
لَا يَشْتَغِل النَّاطِق بِهِ عَنْ فَهْم مَا يَقُول الَّذِي يَسْتَمِع مِنْهُ .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وَ قَدْ قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَ غَيْره :
أَوَّل الْعِلْم
الِاسْتِمَاع ، ثُمَّ الْإِنْصَات ، ثُمَّ الْحِفْظ ، ثُمَّ الْعَمَل ، ثُمَّ النَّشْر .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وَ عَنْ الْأَصْمَعِيّ تَقْدِيم الْإِنْصَات عَلَى الِاسْتِمَاع .