حديث اليوم الأثنين   27.06.1432
 
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
 
( ممَا جَاءَ فِي الْأَرْبَعِ قَبْلَ الْعَصْرِ )
 
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ هُوَ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو
 حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ 
عَنْ عَلِيٍّ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ 
يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ 
عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ مَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ( 
قَالَ أَبُو عِيسَى وَ فِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو 
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِيٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ 
وَ اخْتَارَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ لَا يُفْصَلَ فِي الْأَرْبَعِ قَبْلَ الْعَصْرِ وَ احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ 
وَ قَالَ إِسْحَقُ وَ مَعْنَى قَوْلِهِ أَنَّهُ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ يَعْنِي التَّشَهُّدَ 
وَ رَأَى الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُ صَلَاةَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى 
يَخْتَارَانِ الْفَصْلَ فِي الْأَرْبَعِ قَبْلَ الْعَصْرِ .
الشــــــــــــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ ( 
الْعَقَدِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ ثِقَةٌ ( أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ( الظَّاهِرُ أَنَّهُ 
هُوَ الثَّوْرِيُّ ( عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ( اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيُّ ثِقَةٌ مُدَلِّسٌ 
( عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ( السَّلُولِيُّ صَدُوقٌ . 
قَوْلُهُ : ( يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ) 
فِيهِ اسْتِحْبَابُ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ ، وَ رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ  شُعْبَةَ
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، 
عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ ، 
فَالْمُرَادُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَحْيَانًا يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، 
وَ أَحْيَانًا رَكْعَتَيْنِ جَمْعًا بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ ، 
فَالرَّجُلُ مُخَيَّرٌ بَيْنَ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا أَوْ رَكْعَتَيْنِ وَ الْأَرْبَعُ أَفْضَلُ 
( يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ مَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ ) 
الْمُرَادُ بِالتَّسْلِيمِ تَسْلِيمُ التَّشَهُّدِ دُونَ تَسْلِيمِ التَّحَلُّلِ كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ . 
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ) 
وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ . 
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَ الْأَوْسَطِ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : 
مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ . 
وَ فِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ : 
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : 
مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ
 . وَ هُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ هُوَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ . 
وَ عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / أُمِّ سَلَمَةَ / رضى الله عنها عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْكَبِيرِ 
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : 
مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ حَرَّمَ اللَّهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ .  
كَذَا فِي النَّيْلِ . 
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ عَلِيٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ ) 
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ مَا لَفْظُهُ : 
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَ التِّرْمِذِيُّ وَ الْبَزَّارُ وَ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْهُ يَعْنِي عَنْ عَلِيٍّ
 . قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ . 
وَ قَالَ التِّرْمِذِيُّ : كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يُضَعِّفُ هَذَا الْحَدِيثَ ، انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ . 
قُلْتُ : قَدْ أَعَادَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَ عَلِيٍّ هَذَا فِي الْبَابِ 
كَيْفَ يَتَطَوَّعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالنَّهَارِ ، 
وَ ذُكِرَ هُنَاكَ أَنَّهُ رُوِيَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ كَانَ يُضَعِّفُ هَذَا الْحَدِيثَ ، 
وَ نَذْكُرُ هُنَاكَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْكَلَامِ . 
قَوْلُهُ : ( وَ اخْتَارَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ لَا يَفْصِلَ فِي الْأَرْبَعِ قَبْلَ الْعَصْرِ ) 
أَيْ لَا يُصَلِّي الْأَرْبَعَ بِتَسْلِيمَتَيْنِ بَلْ بِتَسْلِيمَةٍ وَاحِدَةٍ 
( وَ احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَ قَالَ مَعْنَى قَوْلِهِ : إِنَّهُ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ يَعْنِي التَّشَهُّدَ ) 
قَالَهُ الْبَغَوِيُّ  : 
الْمُرَادُ بِالتَّسْلِيمِ التَّشَهُّدُ دُونَ السَّلَامِ أَيْ وَ سُمِّيَ تَسْلِيمًا عَلَى مَنْ ذَكَرَ لِاشْتِمَالِهِ عَلَيْهِ ، وَ كَذَا قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ . قَالَ الطِّيبِيُّ : وَ يُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَ كَانَ ذَلِكَ فِي التَّشَهُّدِ ، انْتَهَى . 
قُلْتُ : وَ قِيلَ الْمُرَادُ بِالتَّسْلِيمِ تَسْلِيمُ التَّحَلُّلِ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الرَّاجِحُ عِنْدِي 
هُوَ مَا اخْتَارَهُ إِسْحَاقُ وَ يَأْتِي تَحْقِيقُهُ حَيْثُ أَعَادَ التِّرْمِذِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ 
( وَ رَأَى الشَّافِعِيُّ وَ أَحْمَدُ صَلَاةَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى يَخْتَارَانِ الْفَصْلَ ) 
أَيْ بِتَسْلِيمَتَيْنِ وَ هُوَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ ، 
وَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : صَلَاةُ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ رُبَاعَ رُبَاعَ ، 
وَ قَالَ صَاحِبَاهُ أَبُو يُوسُفَ وَ مُحَمَّدٌ صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَ صَلَاةُ النَّهَارِ رُبَاعَ رُبَاعَ . 
وَ الِاخْتِلَافُ فِي الْأَوْلَوِيَّةِ ، وَ نَذْكُرُ دَلَائِلَ كُلٍّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَعَ بَيَانِ مَا لَهَا وَ مَا عَلَيْهَا 
وَ مَا هُوَ الْأَوْلَى عِنْدِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ 
فِي بَابِ كَيْفَ يَتَطَوَّعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالنَّهَارِ  .