من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
ما أجمله من شعور
أن تنتقل من آية إلى أخرى دون تردد ،
أن ترتل آيات الله بإتقان ،
أن تسمع آية تتلى فتكملها بمحفوظك ،
أن تقرأ في بعض صلواتك من المئين أو المثاني
أو الطوال المفصل دون أن تمسك بمصحف ،
أن تتلو القرآن في ساعات الإنتظار ،
أن تسترسل في القراءة دون لكلكة
أو تهجي ، وغيرك يعجز عن قراءة قصار السور ،
ما أعظمها من نعمة يمن الله بها على من يشاء،
وما أعظمه من شعور تُغبط عليه !
*لكن هل استشعرت أن كل هذا فضل من الله عليك،لم تنله بكدك ولا بجدك
ولا بحذقك ولا بخفة لسانك،إنما هو فضل من الله وحده* !
{ ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان }
ولا حول لك ولا قوة إلا بالله العظيم .
{ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا }
شعور عظيم يوم أن يصطفيك الله لحمل كتابه ، لتكون من أهله
وخاصته ، يعلمك كتابه ليقربك إليه بعد أن كنت قصيّا ،
يُحييك بعد أن كنت ميتا ،
*يهديك لنوره بعد أن كنت تتخبط في الظُلمات*
يدلك على سعادتك بعد أن كنت في دركات الشقاء ، لكن أنّى لك هذا
القرب إن لم تُحسن العمل وتطهر قلبك بالقرآن ؟!
و أنّى لك الارتقاء في يوم التغابن مالم ترتق بنفسك وأخلاقك
عن سفاسف الأمور وتجاهد أهواءك في زمن الفتن ؟!
عض على ما أنعم الله عليك بالنواجذ ،
فمن أعطاك قادر على أن يمنع ،
ومن أكرمك بيده أن يخفض ويرفع .
اسأل الله بإلحاح أن يجعل القرآن لقلبك ربيعا و لصدرك نورا ،
ولا تغتر بنفسك ، ولا تعجب بعملك ، وتذكر وأنت تنتقل من آية لآية
ومن سورة لأخرى بيسر وسلاسة ،
أن العبرة والفخر كل الفخر ارتقاؤك هناك حين يقال لك في الجنة :
( اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ،
فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها )" .
اللهم اجعلنا من اهل القران وخاصته وممن قرأ كتابك مستشعرا لفضلك
حامدا لنعمتك وممن يقال له إقرأ ورتل وارق .