
10-15-2017, 10:41 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,453
|
|
درس اليوم 3942
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
كَالْبَلْسَـمِ الشَّافِـي
الكلمةُ الطيبةُ كالبَلْسَم الشَّافي ، إذا وقعت على الجُرج
ساعَدت على شِفائه ، وعلى سُرعةِ التئامِهِ .
الكلمةُ الطيبةُ لها مفعولٌ عجيب ، فأثرُها يدومُ على مَرِّ الأيام .
كم مِن كلمةٍ طيبةٍ أسعدت أُناسًا ، ورَسَمَت على شِفاهِهم البسمة ،
رغم ما يُعانون مِن آلام ، وما يجدون مِن مَشاقّ ومصاعِب .
وكم مِن كلمةٍ طيبةٍ كانت سببًا في نجاح أشخاصٍ في حياتِهم الزوجية
أو الاجتماعية أو العمليَّة .
وكم مِن كلمةٍ طيبةٍ كانت سببًا في استقامةِ أشخاصٍ
على طريق الطاعة والالتزام .
وكم مِن كلمةٍ طيبةٍ أفرحت طِفلاً ، فحَفِظَها وعَمِلَ بها ، فسَعِدَ في حياتِه .
كم مِن إنجازاتٍ تحقَّقت بكلمةٍ طيبة . وكم مِن مُشكلاتٍ حُلَّت بكلمةٍ طيبة .
وكم مِن خِلافاتٍ تلاشت بكلمةٍ طيبة . وكم مِن نجاحاتٍ كانت بسببِ كلمةٍ
طيبة . وكم مِن طموحاتٍ زادت وعَلَت بكلمةٍ طيبة .
الكلمةُ الطيبةُ كقطرةِ النَّدَى حين تقعُ على الزَّهرةِ في الصَّباحِ ،
فتُعطيها رَوْنقًا وجَمالاً .
الكلمةُ الطيبةُ ككأسِ الماءِ حين يشربُه العَطِش ، فيرتوي
.
الكلمةُ الطيبةُ كالماءِ حين ينزِلُ على الأرضِ القاحِلَةِ ،
فيُحَوِّلُها لمُروجٍ خضراء ، وأشجار وارِفة ، وثِمَار يانِعة .
الكلمةُ الطيبةُ كالعسلِ في حلاوتِهِ ، وكالرَّيْحانةِ في رائحتِها ،
وكالحريرِ في مَلْمَسِهِ .
( والكلمةُ الطيبةُ صَدَقَة )
مُتَّفَقٌ عليه .
ولو صاحَبَت تلكَ الكلمةَ ابتسامةٌ رقيقةٌ ، لازدادت جمالاً وبريقًا .
كم مِن أُناسٍ نراهم لا يبتسِمون ، يَظُنُّونَ الحياةَ لا مجالَ فيها للضَّحِكِ
والمَرَح . وكم مِن أُناسٍ مُحِيَت مِن قوامِيسِهم الكلمةُ الطيبة ، فلا ترى
الواحِدَ منهم إلَّا شاتِمًا سابًّا مُستهزِئًا نمَّامًا مُغتابًا كذَّابًا . إذا ابتسمتَ
في وجهِهِ عَبَس ، وإذا عَبَستَ غَضِب ، وإذا مازحتَه استثقلَكَ ،
وإذا تودَّدتَ إليه نَفَرَ مِنك ، وإذا أحسنتَ الكلامَ معه لم يتأثَّر ،
واستمَرَّ في مُعاملتِهِ السيئة .
وكثيرٌ مِنَّا – للأسفِ – يَحكُمُ على الآخَرينَ بمُجرَّدِ النظرِ إليهم مِن بعيد
دُونَ الاقترابِ منهم ، أو معرفةِ شئٍ عنهم ، أو مِن مُجرَّدِ السَّماعِ
مِن هُنا وهُناك .
والحقيقةُ أنَّه لِكَيْ تحكُمَ على شخصٍ ، لا بُدَّ أن تُعاشِرَه ، وأن تقتربَ منه ،
وتتحدَّثَ معه ، وتستمعَ إليه ، وتُحاورَه ، وليس مُجرَّد النظر فقط .
فكم مِن أُناسٍ كُنَّا نسمعُ عنهم كلامًا سيئًا ، وعندما اقتربنا منهم ،
وجدناهم على العكسِ مِن ذلك .
وقد يختلفُ الحُكمُ مِن شخصٍ لآخَر ، لكنْ علينا ألَّا نظلِمَ الآخَرين ،
وألَّا نحُكمَ عليهم دُونَ سابِقِ معرفةٍ بهم .
ولنكُن مُبتسمين في وجوه الجميع ، ناطقين بالكلماتِ الطيبةِ
الرقيقةِ الحَاثَّةِ على الخير .
قد تُوجَدُ عندنا الهُمومُ والآلامُ والأحزانُ والمصاعِبُ ، لكنَّ الشخصَ الفَطِن
مَن لا يُظهِرُ ذلك لِمَن حولَه ، ويُعاملهم بصورةٍ طبيعية ، فلا يَعبَس
في وجوهِهم ، ولا يُسيءُ الظَّنَّ بهم ، ولا يتكلَّمُ بكلماتٍ سيئةِ في حَقِّهِم .
هو مَن يتصدَّقُ باليسير ، بكلمةٍ طيبة ، وقد قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
( تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لَكَ صَدَقَة )
صحيح الجامِع .
فلنحرِص على أن تكونَ كلماتُنا طيبةً ، مصحوبةً بابتسامةٍ رقيقةٍ ،
ولنحتسِب الأجرَ في ذلك ، ولنعلم أنَّه لن يبقى لنا في هذه الدنيا
إلَّا الكلمةُ الطيبةُ والعملُ الصالِح .
وليعذُرنا الآخَرونَ إنْ أخطأنا أو نسينا ، فكُلُّ البَشَرِ يُخطِئُ ، وليس هذا
عيبًا ، لكنْ العَيْب هو التَّمادي في الخطأ وتبريرُه ، وعدمُ قبولِ الحَقِّ ورَدُّه .
وأخيـرًا أُذَكِّرُ بقولِ اللهِ جلَّ وعَلا :
{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
النور/22 .
بلَى ، كُلُّنا نُحِبُّ المغفرةَ والعفوَ مِن رَبِّنا سُبحانه وتعالى . إذًا ، فلنعفُوا
عن غيرنا ، ولنُصافِح ، ولنُسامِح ، عسى أن ننالَ هذا الفضلَ العظيم
َ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ .
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
|